هاهي ذكرى الرابع من مايو تهل علينا من جديد كي تذكرنا بتفاصيل ذلك اليوم العظيم الذي صنع فجره أبناء الجنوب معلنين عن ولادة الكيان الجامع الذي يمثل إرادتهم الحرة وتطلعاتهم المشروعة في الخلاص من براثن المحتل واستعادة دولتهم المستقلة كاملة السيادة بحدود ماقبل ٢٢مايو ١٩٩٠ وهو المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي الذي تأسس في الحادي عشر من مايو ٢٠١٧ بعد أيام قلائل من مليونية الإعلان الدستوري في الرابع من مايو والتي عبرت من خلالها جماهير شعبنا العظيم عن رغبتها الجامحة وسعيها المشروع في استعادة هوية الدولة الجنوبية المستقلة بنظام فيدرالي يضمن التوزيع العادل للسلطة والثروة ويتبنى مفاهيم حقوق الإنسان ومشاركة المرأة في صنع القرار واتخاذه من أعلى هرم السلطة وحتى القاعدة.
تأتي اليوم ذكرى ٤مايو وشعبنا الجنوبي الصابر المصابر يعيش ظروفاً هي الأقسى والأشد مراراً حيث مورست ضد المجتمع الجنوبي سياسات الإفقار والتجويع والحرمان من المرتبات والخدمات وتدمير البنى التحتية بغرض إخضاعه وتركيعه ومساومته كي يتخلى عن قضيته الوطنية الذي دفع ثمنها باهضاً من دماء أبنائه.
لاشك أن الاحتفال بذكرى ٤ مايو في هذه المرحلة التي استطاع المجلس أن يحقق فيها حلم طالما راودنا وهو توقيع الميثاق الوطني الجنوبي الذي أجمعت عليه غالبية المكونات السياسية والشرائح المجتمعية ترافق ذلك مع النجاحات التي حققها المجلس الانتقالي في نقل القضية الجنوبية إلى مسارات متقدمة دولياً وحضورها كقضية محورية وأساس لحل سياسي مستدام كل ذلك له مذاقاً خاصاً ومختلفاً رغم الألآم القاسية والشعور بالخذلان من أطراف مختلفة إلا أنها تحمل دلالات التمسك الأكثر إصراراً على مواصلة المسير نحو تحقيق الهدف المنشود بمعية القائد الزبيدي
وكل الشرفاء الأحرار من أبناء الجنوب.
إن كل هذه المعطيات على واقع الأرض دلالات دامغة على أن الجنوب بقضيته الكبيرة قد أصبح قوة ورقماً صعبا لايمكن تجاوزه لأن لديه درعاً حصيناً وسياجاً صلباً وقوة ضاربة وهي قواته المسلحة الجنوبية التي كسرت شوكة الحوثي وجعلته يخرج صاغراً من الجنوب يجر ذيول الهزائم الساحقة ولم يستطع بعد ذلك أن يخترق حدوده رغم محاولاته الدائمة التي انتهت بالمقابر الجماعية لأشلاء جنوده.
في ذكرى ٤مايو العظيم يحق لنا أن نزهو فخراً ونباهي الأمم بما حققناه من الانتصار لذواتنا وكرامتنا في الصراع من أجل وجودنا الإنساني وإثبات حقنا في استعادة وطنا لبناء دولتنا المدنية الحديثة التي نراها اليوم تلوح في الأفق القريب.