الامين برس: شرعت أجهزة الأمن اليمنية في مدينة عدن تنفيذ خطة أمنية شاملة لفرض الأمن والاستقرار وإنهاء حالة الانفلات الأمني في المدينة التي دحرت المتمردين الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح قبل أشهر، في ظل تواصل المساعدات المقدمة من الإمارات في هذا الجانب. وانتشرت في مداخل ومخارج المدينة وشوارعها الرئيسة، دوريات أمنية ضمن خطة أعدتها قيادة المحافظة الجديدة والسلطات الأمنية لاستتباب الأمن التي تولت زمام الأمور عقب اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد و8 من مرافقيه قبل أسبوعين في مدينة التواهي. وقال مصدر أمني لـ«الاتحاد»، إن توجيهات حازمة صدرت من محافظ عدن العميد عيدروس الزبيدي ومدير الأمن العميد شلال شائع بشأن تنفيذ الخطة المعدة لتأمين عدن، وفرض الاستقرار وإعادة الطمأنينة للسكان، وأن الإمارات تبنت دعم هذا الجانب.
وعبر عدد من المواطنين عن سعادتهم لمشاهدة الدوريات الأمنية في شوارع المدينة بعد غياب طويل، مضيفين أن هذه الخطوات ستعيد الثقة تدريجياً للسكان الذين ينشدون عودة الأمن من جديد عقب طرد الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح من المدينة.
وتبنت الإمارات ضمن جهودها في عملية إعادة الأمل التي أطلقتها قيادة التحالف العربي، مسؤولية الملف الأمني وتحديث هذا الجهاز بشكل متكامل عقب تدميره من قبل المتمردين، عبر تحديث المنظومة الأمنية من خلال خطة متكاملة جرى إعدادها مؤخراً. وخلال اليومين الماضيين، تسلمت أجهزة الأمن عدداً من العربات والآليات العسكرية التي تم تسليمها للسلطات في عدن من أجل تنفيذ الخطة الأمنية، خصوصاً عقب حادثة اغتيال المحافظ السابق اللواء جعفر وعدد من مرافقيه في عملية إرهابية تبناها تنظيم «داعش». وبحسب مصدر أمني لـ«الاتحاد»، فإن العربات الأمنية التي انتشرت في شوارع عدن هي ضمن الدعم اللوجستي المقدم من الإمارات في هذا الملف الذي يتضمن أيضاً تأهيل مراكز الشرطة وتدريب أفراد الأمن والجيش بمعسكرات داخلية وخارجية من أجل فرض الأمن والاستقرار في المدينة، وإنهاء حالة الانفلات الأمني.
وأكد الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة عدن، بدر معاون سعيد، أن للإمارات دوراً بارزاً في إعادة أوضاع عدن إلى أفضل مما كانت عليه قبل الحرب، خصوصاً في تحقيق الأمن والاستقرار وتطبيع الحياة، حيث أولت اهتماماً كبيراً في جانب الأمن واستتبابه، وأسهمت في رفد أجهزة الشرطة بعشرات المركبات والآليات الشرطية، إلى جانب تأهيل وتدريب كوادر هذا الجهاز في معسكرات داخلية وخارجية، مما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار. وأضاف: «التوجهات القادمة ستكون من قبل قيادات المحافظة فرض الأمن بشكل متكامل، خصوصاً بعد الحوادث الأخيرة التي طالت بعض القيادات العسكرية والأمنية والمدنية، وأبرزها اغتيال محافظ عدن السابق الشهيد اللواء جعفر محمد سعد في عملية غادرة، ونؤكد أننا سنواصل السير على الطريق خدمة لعدن ولأبنائها الشرفاء». وأختتم بالقول «تطلعات كبيرة تحدونا من أجل إعادة عمق عدن التاريخي وتطورها من جديد وجعلها قطعة من الإمارات ومدنها الراقية، وما حقق حتى اللحظة من قبل الأشقاء دين على كل مواطن في عدن واليمن، وسيأتي يوم نبادل الوفاء بالوفاء».
على صعيد آخر، اختطف مسلحون مجهولون في أوقات متأخرة من ليلة الخميس أستاذاً جامعياً يعمل نائباً لرئيس جامعة تعز أثناء وجوده في مدينة إنماء غرب عدن، واقتادوه إلى مكان مجهول. وقال سكان محليون لـ«الاتحاد»، إن الدكتور عبدالرحمن عبده صبري، اختطف بالقرب من منزله تحت تهديد السلاح، وتم اقتياده مع سيارته الخاصة إلى مكان مجهول. وطالبت لجنة الطوارئ التي تم تشكيلها في عدن من قبل منظمات المجتمع المدني بإعادة تفعيل الأجهزة الأمنية المختلفة، والاستفادة من الخبرات المتوافرة في مدينة عدن في مختلف هذه المهمات الأمنية كخطوة مهمة لمعالجة الاختلالات الأمنية، وتعزيز الوضع الأمني، والتحقيق في كل الجرائم التي شهدتها مدينة عدن، وعدم قيدها ضد مجهول. وأكدت اللجنة أهمية المشاركة المجتمعية في كل المهام الخاصة بالوضع الأمني، ومعالجة الاختلالات فيه، وتطبيع الحياة وتعزيز سيادة القانون والنظام، وحماية واحترام حقوق الإنسان، ومعالجة آثار جرائم الحوثيين والمخلوع صالح التي ارتكبوها في مدينة عدن، وتحقيق التغيير الإيجابي المنشود بإبعاد الفاسدين الذين على علاقة بالنظام السابق.