أعلن الرئيس التنفيذي لجمعية قطر الخيرية يوسف الكواري تخصيص 100 مليون دولار على مدار الثلاث السنوات القادمة لتغطية الاحتياجات الإنسانية والتنموية باليمن وفق الدراسة المسحية التي أعدتها الجمعية.
جاء ذلك في ختام اعمال مؤتمر" الأزمة الإنسانية في اليمن ..التحديات وآفاق الاستجابة الإنسانية" اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة والذي نظمته جمعية قطر الخيرية بالشراكة مع 13 منظمة إنسانية إقليمية ودولية وبحضور أكثر من 90 منظمة إنسانية إقليمية ودولية وما يزيد عن 150 خبيرا ومتخصصا في المجالات الإغاثية والإنسانية.
وثمن وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح بجهود دولة قطر أميراً وحكومة وشعبا في دعم اليمن والوقوف إلى جانب شعبه في مثل هذه الظروف الصعبة.
وقال الوزير فتح"أن هدف هذا المؤتمر الذي احتضنته العاصمة القطرية الدوحة هو إنساني بامتياز وملتزم بالحيادية والشفافية والمسؤولية لدعم نحو 27 مليون يمني يعانون من كارثة حقيقية طالت الجميع".
واضاف"أن 21 مليون يمني أي ما نسبته 82 بالمائة من السكان بحاجة في هذا الوقت إلى مساعدات إنسانية بأنواعها المختلفة ،ويحتاج 14 مليونا منهم إلى رعاية صحية"..مشيراً الى ان مليونين و800 ألف نازحون داخل المحافظات المختلفة ،وأكثر من 3 ملايين طفل خارج المدارس ناهيك عن عمليات الدمار التي لحقت بالمؤسسات التعليمية المختلفة.
وأكد وزير الإدارة المحلية التزام اللجنة العليا للإغاثة تمسكها بالمعايير الدولية المتبعة في العمل الإغاثي القائم على الحيادية والشفافية الكاملة ومسؤولياتها عن كافة ابناء الشعب اليمني من صعدة حتى المهرة دون استثناء أو اعتبار لأي مذهب أو طائفة..مشيراً الى ان الحشد الكبير في المؤتمر من قبل ممثلي المنظمات العربية والدولية والإسلامية وكذلك من الخبراء والمتخصصين يؤكد استشعار الأشقاء والأصدقاء بحجم الكارثة التي يعاني منها الشعب اليمني.
وقال الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية يوسف الكواري "أن الأزمة الإنسانية في اليمن تؤرق مضاجع كل أصحاب الضمائر الحية، حيث تبلغ نسبة المتضررين منها أكثر من 80 بالمائة من اليمنيين، بعد أن أصبح حوالي 21 مليون مواطن يمني في حاجة للمساعدة الإنسانية،وإننا امام وضع إنساني في غاية من السوء والتدهور، لهذا لابد من تكاتف جهودنا جميعا من أجل أن نكون في مستوى آمال الشعب اليمني كفاعلين انسانيين".
واضاف الكواري"إن اليمن حضارة عريقة أسهمت في تطور الحضارة الإنسانية في مختلف المجالات كالعمارة، والفن، والزراعة وغيرها وقد حان الوقت لرد الجميل لهذا الشعب نظير ما قدمه عبر التاريخ للحضارة الإنسانية".
واكد ان من أهم التحديات التي تواجه المنظمات الإنسانية في هذا الصدد هي سبل تعزيز آليات التعاون والتنسيق والتكامل بينها..داعياً جميع الفاعلين الإنسانيين للإسهام في تحقيق عيش كريم للشعب اليمني الذي يستحق ذلك.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة السيد رشيد خليكوف"أن الأمم المتحدة قدرت الاحتياجات الضرورية والعاجلة للمتضررين من الحرب اليمنية ب 1.2 مليار دولار.. مطالبا بالتنسيق بين المنظمات والجمعيات والمؤسسات الخيرية والإنسانية العاملة في حقل تقديم المساعدات لليمن.
من جانبه أكد مدير إدارة التنمية الدولية بوزارة الخارجية القطرية الدكتور أحمد المريخي التزام دولة قطر الثابت بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني في محنته الإنسانية،وإن قطر لم ولن تدخر جهدا في دعم قضية الشعب اليمني وتقديم المساعدات والإغاثة الإنسانية وتشجيع ودعم كافة الجهود والمبادرات التي تفضي إلى إنهاء معاناة الإنسان اليمني.
وأشاد المريخي بالجهود الكبيرة التي تقوم بها المؤسسات الخيرية في قطر في تخفيف معاناة الشعب اليمني بالتعاون مع المنظمات والهيئات الدولية لاسيما منظمات وبرامج الأمم المتحدة. .مؤكدا على أن الجهود القطرية متواصلة من أجل رفع المعاناة الإنسانية القائمة في اليمن.
وحذر رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت الدكتور عبدالله المعتوق من نتائج كارثية ستترتب على نقص التمويل للعمليات الانسانية في اليمن بالنظر إلى الأرقام والإحصائيات المخيفة التي قدرت بتضرر 80 بالمائة من إجمالي سكان اليمن البالغ عددهم 26 مليون نسمة من جراء الأزمة اليمنية خاصة مع وجود 60 بالمائة منهم تحت خط الفقر.
ودعا المجتمع الدولي إلى أن يتحمل مسؤوليته في الضغط على جميع الفرقاء اليمنيين للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة وفق المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2216 ومخرجات جولات الحوار اليمني اليمني بهدف إيقاف نزيف الدم.