د.هيفاء زوقري " شهيدة بقلب الوطن "

د.هيفاء زوقري " شهيدة بقلب الوطن "

قبل 8 سنوات
د.هيفاء زوقري " شهيدة بقلب الوطن "

الأمين برس - نور سريب : 

عام على إنتهاء الحرب العبثية التي انتشرت في مدن جنوب اليمن كسرطان خبيث تعود الذكرى المؤلمة الأولى لرحيل مئات الشهداء بطابع خاص يملئه ركام المنازل .

لا حديث يساوي وجع طفل حرمته الحرب أم و أب و أخوة و رفاق كلمات قالتها لنا أسهار زوقري إبنة الشهيدة د.هيفاء زوقري إحدى نساء الثورة الجنوبية و من بين ركام منزلها المقصوف ، ذلك المنزل الذي شيدته د.هيفاء بسنوات تعب وعمل قضتها سعياً في حياة كريمة لأولادها عام دون أم ما أوجعها من أيام ،اليوم هو تاريخ عيدميلاد شهيدتنا 29 مايو اتى حاملاً وجع الفقد و الحرمان إستوطن قلوب أبنائها الخمسة لم يفق بعضهم من هول الصدمة بعد يتسائلون كيف سيحتفلون بعيدميلادها .

د.هيفاء من مواليد عدن 29/مايو / 1965م درست في مدارس عدن و (ثانوية عبود) ثم استكملت تعليمها الجامعي بمجال الطب النفسي في روسيا الاتحادية (موسكو) عُرفت الشهيدة زوقري بمواقفها البطولية وما أن بدأت الثورة الجنوبية وتأسس الحراك الجنوبي في عام 2007م كانت هي إحدى مناضلات العاصمة عدن اللواتي نشرن القضية الجنوبية لم تخيفها القبضة الحديدية لقوات القمع و القتل حملت على عاتقها آلاف المنشورات الورقية الخفية التي أربكت قوات القمع القادم من صنعاء .

ومع استمرار الإلتفاف الشعبي حول الثورة الجنوبية وضعت بصمتها الإيجابية بين أحرار 16 فبراير كانت أم مثالية ، شاركت زوقري في تطوير وتمكين نساء الجنوب سياسياً من خلال تشكيل مجلس نسوي موحد قدمت ماتستطيع لنبذ الخلافات و المضي في تحقيق اهداف الثورة الجنوبية . وبهمة صافحت الحرب الثانية ولم تتردد الشهيدة هيفاء بأن يتحول منزلها الكائن في دار سعد إلى نقطة إستقبال جرحى المقاومة الجنوبية و إسعافهم و رفد الجبهات القريبة بالغذاء حدثنا زكريا البانشو أحد ابطال المقاومة في دار سعد عنها قائلاً : طالما حثتنا على الثبات نتذكر كلماتها في بداية الحرب حين قالت: أنها الحرب الأخيرة ... إما ان نصمد او نقبل المذلة الف عام.

وما أن دخلت الحرب شهرها الثالث حضر الأول من مايو حامل وجع بنكهة الموت مختطفاً شهيدة الوطن د.هيفاء زوقري بصاروخ كاتوشا حول منزلها إلى مقبرة و اصاب اولادها بجروح متفاوته كان خبر إستشهادها تعيس على ساحات الشرف وجبهات القتال .

وكأن الشهيدة على علم بأن هذه حربها الأخيرة التي ستشهدها في ارضها و عاصمتها فقررت أن تكون حجر أساس يستند بها هذا الوطن الذي حلمت به طويلاً ... رحلت مجبرة على عجل و لم تتذوق طعم الإنتصار الذي صنعته على مدى سنوات من السلمية و أشهر من الحرب نتذكر رسالة الدكتوراه التي حصلت عليها بدرجة إمتياز أهدتها بمحبة إلى شهداء ثورة الجنوب الذين سبقوها متحدية قوات الظلم في جامعة عدن فقابلها إعتراض وسخط رئيس الجامعه أحد كبار رموز الشر و غدت رسالتها المتميزه منتصرة ولو بعد حين.

إنجلت الحرب بنصرٍ أصبحت فيه زيارة المنازل المهدمة واجب بعد زيارة قبور الشهداء التي تمتد كسطور رواية احتضنت مئات الأحرار و الحرائر من بين تلك السطور . كانت كلمات الثائرة أمل قاسم موجزة رسمت حزنها في يوم ميلاد الشهيدة زوقري

بأربع كلمات قالتها : ( فقدنا أختاً بحجم الوطن ) .

سيدتي الشهيدة د.هيفاء إحملي سلامنا إلى ندى و عافية و فيروز و سالي إلى كل من إستشهد مدافعاً عن أرضه ، نعلم أن اجسادكم رحلت عنا لكن أرواحكم ماكثة في قلوبنا سنمضي جميعاً على نهجكم ولن نتنازل عن الحرية و الكرامة ناموا بمجدٍ مخالدين في صفحات الثورة الجنوبية و مقاومتها الشامخة .

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر