قرقاش: إيران استقوت بالاتفاق النووي.. ولا نرفض الحوار البنّاء معها

قرقاش: إيران استقوت بالاتفاق النووي.. ولا نرفض الحوار البنّاء معها

قبل 8 سنوات
قرقاش: إيران استقوت بالاتفاق النووي.. ولا نرفض الحوار البنّاء معها
دعا وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، إلى ضرورة ألا يقتصر دور المجتمع الدولي على إدارة أزمات الشرق الأوسط فحسب، وإنما عليه أن يتحول إلى حل وتسوية لهذه الأزمات، مؤكداً التزام الإمارات بمحاربة الإرهاب، وعملها بنشاط مع شركائها لدعم التسوية السياسية في قضايا المنطقة.


وأكد قرقاش خلال افتتاحه، أمس، ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثالث، الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات، بالتعاون مع وزارة الخارجية ومجلس الأطلسي، بحضور أكثر من 400 شخصية مقربة من صنع القرار السياسي والدبلوماسي والاقتصادي في القارات الخمس، أكد أن إيران «استقوت بالاتفاق النووي الذي أبرم مع مجموعة 5+1»، مشدداً على أن دولة الإمارات لا ترفض الحوار مع طهران، شريطة أن يكون بناءً وحقيقياً، وأن تتصرف كدولة لا كمُصدّر للثورة وعدم الاستقرار.

وفي كلمته خلال افتتاح المؤتمر، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن أحداث الأسبوع الماضي أثبتت أن السياسة لا يمكن توقعها، وأنه في ظل النظام الدولي الجديد فإن الدور الأميركي يبقى أساسياً، معتبراً أن الاتجاهات المستقبلية للسياسة الخارجية الأميركية «تثير الكثير من التكهنات والقلق».

وقال قرقاش: «نحن نواجه نظاماً دولياً متغيراً، يحتاج إلى قيادة حكيمة لاستقرار العالم الذي نعيش فيه، حيث تزداد الشكوك في المجالات الاقتصادية والسياسية، ونحن في الدول العربية والشرق الأوسط نشعر بهذه التطورات بشكل حاد»، لافتاً إلى ثقته بأن الدور الأميركي سيظل حاسماً من أجل ضمان نظام عالمي مسالم ومستقر.

وأشار إلى ضرورة الانتظار فترة أطول حتى يتم تحديد ملامح السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مضيفاً: «رغم أهمية الدور الأميركي، إلا أن هناك أطرافاً أخرى، مثل روسيا والصين والاتحاد الأوروبي، لها أيضاً دور مهم تلعبه، ودولة الإمارات تدرك أنه يجب العمل مع الشركاء والأصدقاء، لخفض التوتر في المنطقة، وتحقيق نتائج إيجابية من أجل السلام والاستقرار العالميين»، مشدداً على أن التركيز على الشأن الداخلي، وتجاهل تحديات المنطقة، كان وصفة للفوضى والعنف، الذي تشهده سورية والعراق وليبيا.

ودعا قرقاش إلى ضرورة ألا يقتصر دور المجتمع الدولي على إدارة أزمات الشرق الأوسط فحسب، وإنما يجب عليه أن يتحول إلى حل وتسوية لهذه الأزمات، موضحاً أن الإمارات تعمل بنشاط مع شركائها لدعم هذه العمليات.

وقال: «في اليمن هناك خريطة طريق من الأمم المتحدة، وفي ليبيا فإن الخروج من الفوضى الراهنة لن يتم إلّا من خلال الاتفاق الليبي الذي تم توقيعه في سرت، أما في ما يتعلق بأزمة سورية، فلا يمكن للعالم أن يدير ظهره لمسؤولياته تجاهها، وعلينا أن نضاعف جهودنا لإيجاد تسوية للصراع الدائر هناك»، مؤكداً على التزام الإمارات بمحاربة الإرهاب.

ودعا وزير الدولة للشؤون الخارجية إلى ضرورة وقف التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية، ووقف دعمها وتمويلها لزعزعة الاستقرار في اليمن والبحرين والعراق وسورية، مؤكداً على أن «طهران استقوت بالاتفاق النووي الذي أبرم مع مجموعة 5+1، والذي كان فرصة حقيقية وتاريخية لها للبدء في بناء العلاقات تجاه جيرانها العرب، لكنها اختارت مواصلة توسعها السياسي، وذلك بدعمها للطائفية».

وشدد قرقاش على أن دولة الإمارات لا ترفض الحوار مع إيران، شريطة أن يكون بنّاءً وحقيقياً، وأن تتصرف كدولة لا كمُصدّر للثورة وعدم الاستقرار.

وتحدث قرقاش عن ضرورة بناء مركز قوة عربي معاصر، لافتاً إلى أن ذلك يتطلب مساهمة المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية فيه، كونهما يمثلان ركيزة للاستقرار في المنطقة.

وفي كلمتها، أكدت رئيسة مركز الإمارات للسياسات، الدكتورة ابتسام الكتبي، أن أبرز الأهداف التي يسعى الملتقى لتحقيقها، هو استشراف خريطة تحولات القوة وتوزيعها في النظام الدولي المتغير، واستثمار حضور النخب المؤثِّرة في توجيه السياسات على المستويَين الإقليمي والدولي، لإفادة صناع القرار في أبوظبي مما تطرحه من مبادرات ومشروعات وأفكار، وقراءة المستجدات الإقليمية والدولية على المستويين السياسي-الأمني، والاقتصادي-التنموي.

وقالت الكتبي: «من بين أهداف الملتقى كذلك تطوير توصيات قابلة للتنفيذ من خلال سياسات عامة وقرارات سياسية تخدم مصالح الإمارات العليا، وتكريس أبوظبي عاصمةً للملتقيات الإقليمية والدولية»، معتبرة أن دورة هذا العام من الملتقى «تكتسي أهميةً كبرى، لأنها تنعقد في ظل أزمات وصراعات مازالت مشتعلة في المنطقة، مثل الحرب في سورية واليمن، والصراعات في ليبيا والعراق، وتصاعد الحملة العسكرية للقضاء على آخر مراكز (داعش) في العراق وسورية، فضلاً انعقادها بعد أيام قليلة فقط من إعلان النتيجة المفاجئة للانتخابات الأميركية، والمتمثلة بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في انتخابات الرئاسة، الأمر الذي يمثل فرصة سانحة لبحث التأثيرات المحتملة لهذا الانتخاب على السياسة الخارجية الأميركية».

وتناولت الجلسة الأولى من الملتقى التحديات التي تواجه الأمن الإقليمي، إذ أكد خلالها نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية الكويتي السابق، الدكتور محمد صباح السالم الصباح، أن أبرز التحديات والمخاطر التي تواجه الأمن الإقليمي، تتمثل في ما وصفها بـ«الآيات الثلاث»، قاصداً إيران والإرهاب وإسرائيل.

وقال الصباح إن «الظرف الذي تمر به المنطقة والعالم صعب للغاية، ونحن متوجهون إلى مزيد من عدم اليقين في 2017، بسبب التغيرات المحتملة التي قد تطرأ على المشهد الجيوسياسي، بعد انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة، واستحقاقات (البريكست) في بريطانيا، وتأثيراتها المحتملة على الاتحاد الأوروبي، والانتخابات التي ستجري في ألمانيا وفرنسا وسط تصاعد لمعارضة الحكومات القائمة».

وشدد الصباح على أهمية العامل الاقتصادي في خريطة التحديات التي تواجه دول المنطقة، قائلاً إن «العالم يمر بكساد طويل الأمد لم يُشهد له مثيل منذ الكساد الذي تلا أزمة 1929».

واعتبر الصباح أن على دول الخليج أن تتوقع انخفاضاً في أسعار النفط، وأن تتعامل مع الأمر من خلال تبني إصلاحات هيكلية في اقتصادياتها، مشيراً إلى أن هذه الإصلاحات «لن تكون مجانية من حيث كلفتها الاجتماعية والسياسية».

وأكدت ابتسام الكتبي من جانبها، أن «مجلس التعاون لدول الخليج العربية حقق نجاحات كثيرة، واستطاع إكمال المسيرة رغم مواجهته أزمات عاصفة»، مدللة على ذلك بالتعاون الأمني والعسكري الذي وصفته بـ«المثالي» في حالات البحرين واليمن، وقبلهما أثناء غزو الكويت.

واعتبرت الكتبي أن «سقف توقعات المواطنين الخليجيين أكبر بكثير من سرعة أداء المجلس، ورأت أن من بين أسباب بطء وتيرة العمل الخليجي «إشكالية الوصول إلى إجماع في ظل اختلاف الأجندات القطرية أحياناً، وبسبب الاختلاف في مدركات الدول الأعضاء لطبيعة التهديدات والمخاطر»، قائلة: «لعل في اختلاف التقدير للتحديات التي تمثلها سياسات إيران وصعود الإسلام السياسي، مثالاً على ذلك».

وتناولت الجلسة الثانية للملتقى، التي عقدت تحت عنوان «القوى التقليدية والمتراجعة في نظام عالمي متغير»، التحول الذي طال الركائز الأساسية للنظام الدولي خلال عام 2016، محاولة رسم خريطة توزيع القوة في العالم والمنطقة، وتصنيف القوى الإقليمية والدولية، ومستوى حضورها وتدخلها.

واختتمت الجلسة بكلمة للأمين العام الأسبق للجامعة العربية، عمرو موسى، أكد فيها أن هناك نماذج جديدة في العالم لدول وقوى إقليمية بدأت تستعمل قوة الرفض وتقول «كفى، لقد طفح الكيل». ودلل موسى على كلامه بالفلبين، وموقفها تجاه العلاقات مع أميركا في بحر الصين، قائلاً: «هناك مراجعات آسيوية تجاه العلاقات مع أميركا».

ودعا إلى التأني في إصدار أحكام على الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وقال: «علينا أن ننتظر أن يطلع على الملفات وتقارير مختلف الوكالات ومراكز القرار قبل أن نتوقع الاتجاه الذي ستنحوه سياساته».


المصدر/ امارات اليوم : 

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر