المؤسسة الإعلامية الرائدة والعريقة - قناة عدن- والتي فقدت دورهاومكانتهاورسالتها الإعلامية منذ العام 1994م وتحولت إلى مؤسسة ناطقة بأسم السلطة في الشمال.
هذه المؤسسة استعادت رونقها وعلاقتها بالجمهور وكسبت ثقته مجدداً أثناء حرب 2015م بجهود كوادر شابة عرفت كيف تتسلل إلى قلوب المشاهدين وتحاكي وجعهم وألمهم،فببساطة وإقتدار ولهجة عدنية ممتعة وروح تخاطب روح المشاهد ظهر أحمد هاشم ومن بعده أسامة عدنان شباب عدني واعد تفوق في مهارة أداءه على بعض المخضرمين، فهما عبرا عن معاناة وقهر ووجع أبناء الجنوب من خلالهم، فالبرنامج لم يكن عادي بل كان ملتقى لآهلي عدن والجنوب يحاكون فيه ماتراكم من فوضى داخلية في أنفسهم، فكان بمثابة علاج نفسي واجتماعي جماعي للمشاهد والمشارك على حد سواء،يكفي أنك تتحدث بحرية وتعبر عن وجعك من دون رقيب يشير لك بأن تكف..لكن أغبياء السلطة استكثروا على أبناء الجنوب حتى التنفيس والبوح ربما لانهم يدركون ماوراء ذلك؛ (اصواتنا قالوا رصاص ردوا عليها بالقصاص).
ولا يقل أهمية برنامج كفى الشهالي- يوميات مقاومة- تلك الشابة صاحبة الحروف الحازمة والصوت الهادئ الذي يصل مزمجراً إلى آذان الأغبياء في السلطة فيصيبهم بالصمم في يوميات عارمة بالصدق والوفاء للمقاومين والشهداء، لكن هذا التوثيق لبسالة وملاحم الرجال الابطال لم يعجبهم أيضاً..فانفجروا، كفى ياكفى.
ظهور قناة عدن بحلتها الجديدة وهذه البرامج التي التف حولها الجمهور ازعجت وزير حموم الإنسان الذي تسلم وزارة الإعلام قائماً باعملها، وبغمضة عين تحولت القناة الناطقة بأسم عدن والجنوب إلى قناة تعز، فالوزير وبقريحته القصصية المميزة حلف يمين ( مابا إلا قناة لتعز) .
صحيح أنه استقال ولكن بعد بسطه على القناة وهجر شبابها بإرادتهم. التعزي رجل المجتمع المدني وحقوق الإنسان الذي عرفناه نقي النفس، أو هكذا تصورت وأنا اتعامل معه، كشر عن انيابه تجاه الإنسان في عدن والجنوب، فعندما احرقوا عدن واهلها لم نجد له صوت إلا على استحياء وظهور خلف رئيس الوزراء يرتب له الأوراق، لكن عندما جاء دور تعز ظهرت مناطقية الرجل وهرول من هنا إلى هناك يسابق الزمن ليري العالم جرائم الحوافشة التي ترتقي لجرائم الحرب كما وصفها، ولكن ماذا عن عدن والضالع وبقية مدن الجنوب أليست في قائمتك ياعز الدين ألم تكن جرائم حرب وإبادة جماعية لسكان هذه المدن؛ أم أنك لم تسمع بها؟! تعرف ياوزير الخيبة اسمك يوحي لي بأنك(.........)!!! قد يقول البعض أن الموضوع قديم لكن طالما أنه مستمر فهو ألم يتجدد كل يوم، وبخاصة عندما يظهر محلل سياسي قبل أمس في إحدى القنوات ويقول بثقة ان قناة عدن وغيرها من القنوات لم تؤدي دور يذكر أثناء وبعد الحرب!!! ** رسالة** يكفي انشغال بالتعينات والتهاني والتعازي، عن الأمن والإعلام والجوع والوجع وقتل الابرياء يومياً وتحول تدريجي لعدن إلى قرية كما يبتغي الحاقدين، وملفات حرجة تزيد من تلاشي ثقة الجنوبيين بك، يارئيس، أعد إلينا الجنوب كما سلمتها لهم في94 مياوحدوي حالم.