استيقظت محافظة عدن صباح الأمس على وقع انفجار هائل نال من روح وجسد محافظها اللواء جعفر محمد سعد، ومرافقيه، لتزداد مآسي الثغر الباسم والجراحات المتعددة حد الموت، وعم الحزن كل أرجاءها.
تنظيم الدولة الإسلامية أعلن مسؤوليته عن ذلك الحادث الإجرامي في بيان منسوب له واصفا اللواء جعفر بالطاغوت والمرتد ورأس الكفر، ولا حول ولا قوة إلا بالله!.
جعفر ذلك الإنسان البسيط (المسكين) المعجون بحب تراب عدن والجنوب تعرض لانتقادات كثيرة بسبب تلك البساطة والعفوية، يصفونه بتلك الصفات (الإعدامية)، ولم يمض على توليه المسؤولية سوى الشهرين، حاول فيها خدمة الناس بإمكانيات معدومة، وأجنحة متكسرة، متحملا الإهانات والعراقيل بقلب كبير، وكنت أحد منتقديه، خاصة في الجانب الأمني.
فماذا سيقول التنظيم عمن قتل البلاد والعباد طوال 33 عاما من الجبروت والغرور والحكم العسكري العشائري العفاشي؟! وماذا سيدون في فكر أتباعه ذلك التنظيم (البعيد عن الدولة الإسلامية بمضامينها ومفاهيمها وتعاليمها السمحاء) عن ذلك الإمام القادم من كهوف مران لاستباحة الجنوب، والسيطرة على محافظات الشمال، وإعلانه عن حرب قذرة لا تبقي ولا تذر بتحالفه مع المد الشيعي الإيراني، خدمة لأهدافه، وفي سبيل سيطرته على الحكم وإعادته لسلالته؟!.
أظن_ وليس كل الظن إثم_ إنهم يرون (علي عبدالله صالح و عبدالملك الحوثي) بمنظار الإعجاب (المقدس)، المزين بأوصاف سمحة لا تقل عن دخولهما مصاف (طيور الجنة)!!.
طيور (النار) وآلتهم العسكرية المدمرة والدمى المتحركة تعبث بالب?د وتقتلها شر قتلة، وتفتح الأبواب للبلاطجة ومصاصي الدماء لإستكمال مسلسلهم الشيطاني رغبة في إيصال الناس إلى المقابر الجماعية.
إن رسائل (المفخخات) والفوضى الخلاقة في عدن لن تهزمها، فجسمها يقاوم الأمراض والنكبات، ويرمي بالجيف خارج أسوارها، وأن ذهب جعفر مغدورا إلى جوار ربه فهناك ألاف الصناديد.
قال الشاعر الجميل محمد سالم الأحمدي في أبيات (مفخخة) بالثقة والصمود في وجه الأعداء:
في عدن فتيانا لبليس عكر
يشربون الموت كنه عنبروت
وان سقط جعفر ظهر مليون جعفر
مننا وتجعفرت كل البيوت
من يظن خيولنا عالدرب تعثر
ظنه اوهى من خيوط العنكبوت
وان حسب حد روسنا في الشر تقصر
قل لهم بتزيد عشرة الف فوت
نستلذ الموت لجل الارض سكر
مثل جعفر يا انتصرنا يا نموت.