بعد غزوة " حُنين" وزع المصطفي " صلى الله عليه وسلم " الغنائم على القبائل فوجد الأنصار في أنفسهم شيء على النبي واتهموه " بالمناطقية " ومحاباة أهله من المهاجرين " لدى قسمة الغنائم والحديث في الصحاح طويل " غير أن النبي حين سمع هذا الكلام جمع الأنصار وكان آنذاك في كنفهم وخطب فيهم وآخر ما قاله لهم في تلك الخطبة :
" يا معشر الأنصار ألا يرضيكم أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم أما والله لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ولو سلك الناس فجا وسلك الأنصار فجا لسلكت فج الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار فبكوا وقالوا رضينا برسول الله حظا وقسما."
الشاهد من الحديث أمرين أولهما : أن تهمة المناطقية قديمة وأطلقت على خير خلق الله كلهم محمد صلى الله عليه وسلم "
والثاني : أن الناس بحاجة الى استيضاح ما يعتمل ويدور لذلك عرف المبعوث بالحق أن الأمر بحاجة الى معالجة سريعة فجمع الأنصار وحدهم وشرح وبيّن لهم الأمر والهدف منه .
جميعنا يعلم بأن محافظ عدن من خيرة الناس بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء وأكثرهم زهدا وأسبقهم نضالا .
هذا الأمر لا يعني أن عمل السلطة المحلية لا يصاحبه أخطاء أو قصور على العكس من ذلك تماما لكني كنت أود من أبناء مدينتنا عدن أن يفعلوا فعل الأنصار بعيدا عن الضجيج وأن لا يكونوا " رصاص في مسدس الأعداء من حيث لا يعلمون "ويذهب نخبة منهم وهم كثر ويرشحون عدد منهم من ذوي الخبرة والنضوج والعفة ونظافة اليد ويقدمونهم " للزبيدي " وأجزم بأن الرجل سيكون سعيدا بذلك .
ولا ينسى أهلنا في عدن كيف أن عناصر من المقاومة - غالبهم من أبناء عدن - منعوا الشهيد جعفر محمد سعد محافظ عدن المغدور من أداء عمله ولم يمكنوه من دخول مكتب المحافظة ووصل الحال ببعضهم التلفظ بحقه وحبسه في مكتب إدارة السلطة المحلية في الشيخ عثمان بل وتطاول على موكبه البعض ممن يدعون صلتهم بالمقاومة وقطعوا عليه الطريق مرات في المعلا وخور مكسر وغالبهم من أبناء عدن وحتى أن عدد من المتهمين بالوقوف وراء عملية اغتياله عليه رحمة الله هم أيضا من أبناء عدن .
أمر أخر يجب أن نعلم جميعا بأن للتحالف العربي تواجد كبير وكلمة في عدن وهم يقدمون الجانب الأمني على أي شيء آخر باعتبار أن المحافظ ومدير أمن عدن يواجهون حربا غير تقليدية وتعرضا لأكثر من 7محاولات اغتيال بسيارات مفخخة أودت بحياة 75 شهيدا من خواص حراستهم وأكثر من 150جريحا جميعهم بلا رواتب منذ 8 اشهر وحتى اليوم .
وقبلا إن كان المحافظ أو من المحسوبين عليه قد بالغوا في تقريب من هم من أبناء الضالع فالأمر فيه نصح وتوضيح ومراجعة شروطها معروفة في شرعنا القويم بعيدا عن التشهير فالنقد له ضوابط ومواطن .
قبل أشهر : رهن مدير أمن عدن و" هو بن عدن " سيارة تابعة له في معرض للسيارات في الشيخ عثمان كي يتمكن من علاج بعض الجرحى هذا واقع الحال الآن دون بواكي أو نواح . .
هل ما أقوله يعني أن لا تنتقد السلطة المحلية وهي مقدسة ومنزهة عن الأخطاء بالعكس فعمر " رضي الله عنه و أرضاه " في كلمة توليه الخلافة طالب الصحابة بتقويمه بالسيف إذا رأوا منه اعوجاجا وهو من هو "
لكنّ لكل مقال مقام وللنقد طرق واساليب لا تتعدى الى الفجور والتدليس والكذب أو أن تكون بدوافع ذاتية وشخصية .
نقطة أخرى " كثير من المناصب التي يشغلها الآن عدد من أبناء الضالع في عدن لا ميزانيات تشغيلية لها ورفض عدد من أبناء عدن توليها لهذا السبب كما أن عدد منها وبالتحديد ما يتعلق منها بالأمن تنحى الكثيرون عنها " وهم معذورون " لأن من يشغلها يكون هدفا للاغتيال والقتل "
وأزيد من وجد من أبناء عدن الأفاضل نفسه أهلا لمنصب ويحمل مؤهلا وخبرة فباب المحافظ مفتوح وليضع نصب عينيه قبلا بأن وزراء الحكومة جميعهم وقبلهم رئيس الوزراء في حكومة الرئيس هادي ووكلاء الوزارات يشكون ويبكون بأنهم يعملون بلا ميزانيات تشغيلية أو حوافز .
وختاما محدثكم كاتب وصحافي ومراسلا تلفزيوني بلا عمل ومن المسرحين قسرا نسخة 2016 م دمتم بخير حال وبميزانيات تشغيلية .
