*هستيريا ا١
*(1منذ ومنذ وقت مبكر خلال مسيرة الحراك الجنوبي الذي شكل ثورة الجنوب التحررية، كنا ندرك ان اعداء الجنوب لن يتركوا الجنوب بسهولة.
فتوقعنا خلال ايام الحراك ان الاعداء سيلجأون لكل الوسائل الحقيرة من التفجير والارهاب والتدمير والتخريب كلما شعروا انهم فاشلين في تحقيق أهدافهم ومحاولات اعادة التهام الجنوب...
توقعنا انذاك انهم سيصلون لقتل الابرياء طلاب المدارس وعمال المستشفيات والناس في الاسواق .. لأن العصابات عندما تشعر بفشل مخططاتها وقرب زوالها تصاب بهستيريا وتفقد اعصابها ولم يعد امامها خطوط حمراء فستفعل كل منكر وكل سقوط اخلاقي وارهابي وانسلاخ من الانسانية...
كنا موقنين أنهم لن يدعوا الشعب الجنوبي ينعم بتحقيق تطلعاته دون أن ينتقموا منه بشراسة ويكبدوه أشكال وصنوف المعاناة، ويستهدفوه بالارهاب والقتل والتدمير بأضعاف مضاعفة مما جرى له منذ احتلال عام 94م وما بعده.
**
*(2)*
وبعد تحرير الجنوب كتبت منشورات ومقالاً.. حول ان الجنوب الان أمامه حرب أخرى مع الفاسدين واللصوص والنافذين ومراكز القوى التي فخخ عفاش والاحمر والاحزاب الفاسدة بها الجنوب.. من ارهاب وعصابات اجرامية مختلفة المهام ونافذين عملاء وخونة وطابور خامس وهم يتواجدوم في كل القطاعات للتخريب امنيا وعسكريا وسياسيا واعلاميا واجتماعياً..
هاهم أعداء الجنوب بعد خسارتهم المعركة.. ومنذ 3 سنوات ونصف مأرسوا كثير من المنكرات والجرائم امنيا واجتماعيا ( مارسوا الفتن والاغتيالات وتغذية الصراعات والعصابات والارهاب) محاولين الانتقام وتعميق الأزمات داخل الجموب لإخضاع الشعب الجنوبي للتعاطي مع المجرمين الفاسدين...
**
*(3)*
نذكر هؤلاء المسوخ..
ان كل الاساليب القديمة لم ولن تنجح في الجنوب، وان الشعب الجنوبي لديه مناعة ضد الاخضاع وضد الاساليب القديمة اكتسبها بفعل إرادته الفذة ومعرفته للواقع ومن عدو الجنوب ومن صديقه.. ومن الوطني الجنوبي الحقيقي ومن الوطني المصلحي..
لهذا.. لا تتعبوا انفسكم..
لن تنجحوا في إخضاع الشعب الجنوبي ولن ينجح من يدعمكم في ذلك.. فالجنوب لديه ( شعب حي ) وكلما تقدمت الايام وانتم ايها المأزومين الفاشلين تستخدمون أساليب الفجور السياسي والتخريب والتدمير كلما تأكد الجنوبيين أنهم في الطريق الصحيح وأنه لابد من تخليص الجنوب منكم..
أنتم يا بقايا عفاش والاخونج والحوثة.. لستم أقوى من عفاش عندما كان بنظامه قويا وبجيشه وامواله وبالتأييد الدولي له.. ولكنه لم يستطيع كسر الشعب الجنوبي وإرادته فأنتكس عفاش وحلفاءه القدماء الجدد.. وأنتصر الشعب الجنوبي...
**
*(4)*
وأكثر ما جعل اعداء الجنوب يصابون بالهيستيريا وجنون البقر.. هو نجاح الجنوبيين وحلفائهم في تشكيل #المجلس_الانتقالي_الجنوبي ككيان جنوبي وقيادة سياسية ستكون جاهزة لتسلم مقاليد إدارة وحكم الجنوب فور ترتيبات سياسية معينة..
ان وجود المجلس أخرج اعداء الجنوب وعصاباتهم عن الجاهزية بعد ان كانوا معتقدين أن الجنوب سيبقى بلا قيادة تمثله.. وسيبقون هم يعبثون الى ما لا نهاية.. باعتبارهم عصابات ومافيا منظمة تدير السلطة وتفرض على الجنوب خيارات مرة...
المرحلة الحالية هي سحابة صيف عابرة... وسط محاولات شتى لتحويل الجنوب الى فوضى وساحة حرب ومواجهات تتيح لأطراف اقليمية ودولية التدخل والعبث.. ورغم ان هذا شيء وارد.. إلا أن هناك أيادي ضاربة جنوبية قبل تحالف عربي.. لن تقبل بالانهيار وهذا عشمنا...
فالمجلس الانتقالي الجنوبي لم يأت اعتباطاً ولن يكون كذلك، بل هو مرتبط بمستقبل الوطن الجنوبي ومصيره واستقلاله، ومرتبط بعلاقات مع جيران الجنوب واشقاءه بالتحالف العربي في الخليج والوطن العربي بل وعلاقات دولية ترى فيها دول العالم تقوم على المصالح المستقبلية المشتركة..
**
*(5)*
ولإن الواقع تغير ولم يدركه او يستوعبه أعداء الجنوب وقضيته أن أساليبهم القديمة في استهداف الجنوب وثورته ومصيره وإرادة شعبه باتت ضعيفة بعد إنجاز الجنوبيين لكيانهم السياسي ( المجلس الانتقالي الجنوبي ).. وان المجلس صار حائط صد سياسي متين لن تهزه الضربات لأنه محمي بإرادة شعب الجنوب التي تشكل صخرة صماء تتحطم عليها المؤامرات والمخططات الخبيثة...
فعلاً لم يستوعب أعداء الجنوب أن زمن استهداف الجنوب ونشر الشائعات إنتهي ..
وأن الاسلوب العتيق في ممارسة هوايات العبث بمسارات الثورة الجنوبية وحصرها وجعل اصوات الجنوبيين محصورة في الجنوب.. أسلوب لم يعد له مكان.. كما لا مكان ايضا لإسلوب التفريخ الذي اتبعه اعداء الجنوب لتحجيم الحراك الجنوبي وتشتيته الى مكونات، ومن ثم أظهار صورة للعالم ان الجنوبيين مختلفين وغير موحدين .
لاحظوا كيف فشلت الائتلافات المفرخة التي تحاول ان تكرر عمليات التفريخ باسم الجنوب لاعاقة المجلس الانتقالي الجنوبي ولكنها فشلت وماتت في مهدها..
كل ذلك أراد منه اعداء الجنوب من قوى اليمن الشمال والاشخاص الجنوبيين العملاء المرتبطين بتلك القوى، جعل القضية الجنوبية مجردة مكانتها السياسية وواقعها وجذورها.. ومن ثم حصرها في الجنوب ليسهل للإعداء التحكم بوضع حلول لها مثلما حدث فيما سميت ( مخرجات الحوار اليمني ) والتغرير على الرأي العام العربي والدولي..
**
*الخلاصة:*
المهام جسيمة أمام المجلس الانتقالي، وخاصة في ظل وضع استثنائي ومتداخل للغاية، ويترتب على عمل المجلس الكثير من الانعكاسات والتأثيرات المحلية والاقليمية، التي جميعها تراهن على استخدام ( سياسة الوقت )..
وهذا ما جعل المجلس يسير حتى الان بخطوات حذرة وفي نفس الوقت ثابتة وان كانت بطيئة، وهذا الامر يمتلك كل التبريرات المنطقية والسياسية في عمل المجلس الذي يتمسك شعب الجنوب به لمعرفته بانه النافذة التي يأمل ان تضيء عليه حياته بكفاح وصمود وصراع ظاهر وخلف الكواليس لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في استكمال حريته ونيل استعادة استقلال دولته.
إعلموا ان مشاريع اعداء الجنوب واطماعهم تترنح.. وستزول الغمًة وتفرج الأزمة، وستنقشع سحابة الصيف، وستنتصر إرادة الجنوب وسينتصر الحق الجنوبي على الباطل الذي طال أمده وأهلك الحرب والنسل..
فقط علينا الوقوف خلف قيادتنا بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يترؤسه قائد فذ وصنديد جنوبي شجاع نعرفه جيداً ونثق به ونعرف صدقه وأمانته وتأريخ نضاله وكفاحه لأجل الجنوب الوطن والجنوب الشعب.