* بصراحة وبعيدا عن حكاية الجهل المركب بالفقر والجوع والمرض، يستحق الشعب اليمني الفوز بالميدالية الذهبية في السذاجة..
* قبل أن تسبوني وتشتموني بالجزمات الإيطالية والقبرصية، فأنا أيضا مثلكم، وربما أكثركم سذاجة في قراءة فنجان الحاضر والمستقبل..
* نحن شعب تتمدد السذاجة على أجسادنا المنهكة الجائعة، فنطعمها بالأوهام البراقة لا بالحقائق الواقعية..
* دعونا نتعرف على السبب الذي يقربنا كثيرا من الظفر بميدالية السذاجة الذهبية، حتى تتبدد سحب العجب عن وجوه يمنية تعتليها غبرة وترهقها قترة..
* نحن شعب (شمالا وجنوبا) لا نستطيع صناعة رأي لأنفسنا، فقد تعودنا ارتداء آراء السياسيين البلهاء واعتناقها وهما وكذبا..
* نعلم تماما أن السياسي أكبر منافق في التاريخ، وأنه أناني مخادع لا يتجرد من مآرب ذاته الأمارة بالسوء، ولا يستطيع مغادرة مطامعه ومصالحه حتى لو كان ثمن ذلك طحن عظام الناس..
* نعلم أن السياسي بلا مشاعر، يأخذ المواطن مطية يقفز بها من ساحة الفداء والتضحية والتشرد إلى عالم (الفخفخة) حيث اللذائذ والعيش الرغيد..
* نعلم أن هؤلاء السياسيين بلهاء وقراصنة لصوص يسطون على أحلامنا، ومع ذلك نسير في ظلهم، نهتف لهم ونصفق لهم ونترك (عصمة) حاضرنا ومستقبلنا بأيديهم..
* يخشى السياسيون دائما من ثورة (الجياع)، فيخدرون الناس بالوعود والأوهام والشعارات الزائفة، أما الطبقة المؤثرة من الشعب فيتم شراؤها بالمال، والمال كما قال عربي ثائر: هو أرخص وسيلة لشراء قلوب الناس وألسنتهم وحناجرهم وعقولهم، والقلوب والألسنة والحناجر والعقول هي رصيد كل من يطمع في السلطة والنفوذ..
* لاحظوا أن (هتيفة) المال السائب يتظاهرون ويسيرون مسيرات منددة بمن ينتقد الفاسدين، لا يهمهم أطفالا يموتون جوعا، وشيوخا يهلكون كمدا، ونساء يشحتن ليعشن، المهم عند (الهتيفة) شوالات وحوالات مالية، وطز في فئة معدمة لا تسد رمق فقرها وعوزها..
* مشكلة الشعب (الساذج) أنه يهتف من زمان للحاكم بأمره، مع أنه يعرف أن زعماء (الوحدة) بنوا دولة يمنية هلامية تكرس الأعراف المغلوطة، تتبنى الفاسدين وتزرع في طريق الشعب فوضى أمنية وتوتر اقتصادي ونعرات قبلية تخرج الحبة من أفواههم بحجم القبة..
* على ما يبدو أن (التبلد) قد أفقدنا مناعة الإحساس بالخطر المحدق بمعيشتنا، وأضاع من ذاكرتنا التعامل مع (العقل) كدليل حياة كما قال (ديكارت)..
* لازلنا عند ذات الارتباك المعاصر دوما لحواسنا، نصدق وعود إصلاح الوضع الاقتصادي الكارثي، مع أن الأيام غير الملاح تشير إلى أن تمييع أي قضية شعبية حقوقية تبدأ بتشكيل لجنة حكومية تعجنها عجين (مت يا حمار)..
* وإذا كنا شعب يريد تحرير العقول من كل هذا الفجور السياسي في التعاطي مع الله ومع الناس المطحونين، فالأجدى أن نرحم أيدينا من التصفيق للفاسدين المترهلين، ليس لأن التصفيق الحار (عمال على بطال) يمثل خطورة على الدورة الدموية السابحة تحت الجلد فحسب، وإنما لأن ما يحدث من فجور سياسي سيقضي على ما تبقى لنا من لياقة بدنية في الركض خلف سراب الوعود وأضغاث أحلام الرقود..
* صفقنا لأكثر من خمسين عاما للسياسيين خوفا ورعبا، طالبنا بخفض الراتب وحرق الشياذر، ولا بأس من تعاطي جرعة جديدة من السذاجة بالتصفيق للدولار الذي تخطى حاجز السبعمائة ريال وكأنه العداء الجاميكي الرهيب (جوستن بولت)، دعونا نهتف بسذاجة: يعيش الفساد.. يعيش يعيش. تعيش الحكومة المهاجرة.. تعيش تعيش. يعيش السمك في الماء.. يعيش يعيش.. ربنا ما يحرمنا أبدا من (الهبل)..!