* في السياسة، حيث لا خطوط حمراء ولا صفراء، يجوز المزاوجة بين الغاية والوسيلة بالتبرير، عملا بمبدأ الأمير الأعرج (ميكيافيللي)..
* وفي ظل وضعنا القاتم والرمادي، ما أسهل أن نخلق الكثير من المبررات الساذجة المقلية على الزيت، تحت ذريعة زواج المصالح بين الغاية والوسيلة..
* يمكن مثلا لإدارة المرور في عدن- وهي من أنشط الإدارات الفاعلة قولا وفعلا- أن تجد المبررات الكافية لوضع لافتات أمام الشوارع في عدن، من نوع:
- احذر عزيزي السائق، أمامك منحدر (شرعي) خطير للغاية..
- انتبه عزيزي سائق المركبة، أمامك مطب (انتقالي) مرتفع..
- خل بالك عزيزي المواطن الجنوبي، أمامك حفر (حراكية) عشوائية..
* يمكن أيضا للحكومة القادمة أن تخلق الكثير من المبررات السياسية، وهي تؤكد أن أقراص (النفاق) نفدت من صيدليات الحكومة السابقة، وأن الحكومة القادمة بصدد طرح حبوب (تلون) في أسرع وقت ممكن، وبحسب قانون (ميكيافيللي)، لكي تسيطر على الأرض عليك أن تبرر..
* وفي ظل الكم الهائل من المبررات (العبيطة)، يمكن للشرعية المهاجرة إصدار قرار رئاسي يقضي بترقية (الدجاجة) إلى مرتبة (كبش)، وعلبة (التونة) إلى مرتبة (دجاجة)، على أن يعمل بهذا القرار وينشر في الجريدة الرسمية للمواطن اليمني الغلبان..
* وستجد الفضائيات، المعارضة لتدخل التحالف العربي في اليمن، المبرر الكافي وهي تؤكد أنها تملك أدلة تاريخية تثبت تورط دول الخليج في احتلال (الهكسوس) لمصر..
* وبدوره يمكن لمجلس الوزراء تبرير انهيار الريال اليمني أمام باقي العملات وارتفاع السلع الغذائية، على أنه قرار عاطفي يهدف إلى إراحة الشعب اليمني إلى الأبد، خصوصا وأن الحياة الدنيا لهو ولعب، فيما الحياة الآخرة خير وأبقى..
* يستطيع وزير الإعلام في حكومة الشرعية أن يلقي بلائمة تبخر نصف مليار ريا ل- ميزانية إعادة تشغيل إذاعة وتلفزيون عدن من (التواهي)- على مبرر أن جن سليمان عادت للعمل، بعد أن تحررت من الأصفاد، على حين غرة من الجني الذي جلب عرش بلقيس لسليمان قبل أن يرتد إليه طرفه..
* كما يمكن للشعب اليمني الذي يتضور جوعا، تبرير سكوته المطبق أمام مأساته الداخلية، على أنه يريد محاكاة صبر أيوب، وإثبات أن ست الكل (أم كلثوم) كانت مخطئة، عندما قالت: للصبر حدود..
* يمكن تبرير الثراء الفاحش الذي يحيط بمسكين ثوري ذي متربة، ركب موجة ثورة الشباب، على أنه نتاج طبيعي لمن يفهم سر المثل الذي يقول: الرزق يحب الخفية..
* تلاحظون أننا شعب يمني أصيل، دائما نحتاج لجنازة (مبررات) نشبع فيها لطما، للتعاطي مع (بلاوينا) الواردة من كائنات سياسية بينها وبين رفاهية الشعب عداء، يفوق عداء القط (توم) للفأر (جيري)..
* لكن، ما هو المبرر الذي يدفع إلى تغيير رأس الحكومة فقط، والإبقاء على جسد حكومي مترهل تستوطنه الدمامل والأورام الخبيثة، يضم وزراء ووكلاء بعدد الليمون، ما بدلوا تبديلا..؟!