وجّه الرئيس القائد عيدروس قاسم عبد العزيز الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى لقوات المقاومة الجنوبية، خطاباً هاماً إلى جماهير شعبنا الجنويي العظيم في الداخل والخارج بمناسبة الذكرى الثالثة عشر لمشروع التصالح والتسامح الجنوبي الذي انطلق في الـ١٣ من اكتوبر ٢٠٠٦م، من جمعية أبناء ردفان الخيرية بالعاصمة الجنوبية عدن، فيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في محكم كتابه (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) صدق الله العظيم، والصلاة والسلام على من اصطفاه بالرحمة نبياً ليُخرج الأمة من عصبيات الجاهلية إلى سماحة الإسلام، صلى الله عليه وسلم.
يا جماهير شعبنا الجنوبي العظيم
أيها المواطنون والمواطنات .. في داخل الوطن الجنوبي وخارجه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
في مثل هذا اليوم العظيم، قبل أكثر من عقد من الزمن، سجلَّ الجنوبيون مرحلة جديدة من مراحل الثورة والنضال، عنوانها التسامح والتصالح، ومضمونها وحدة الصف الجنوبي الذي فشل كل اعداؤه في كسر هيبته وهدم قوامه في كل مراحل الصدام ومنعطفات الازمات المتتالية. ذكرى جميلة وعظيمة، ذكرى وطنية جليلة نفتخر فيها جميعاً بحكمة الثورة وإرادة الثوّار.
تغلّب الجنوبيون يومها على مواجعهم واستطاعوا تحويلها الى يومٍ وطنيٍ ، ومشروعٍ مثّل ركيزة من ركائز النضال التي سرنا جميعاً على نهجها وتشبثنا بها ولا زلنا، وسنحفظها جميعاً، فالجنوبيون لن يفرطوا ببعضهم البعض في كل الظروف، وليدرك الجميع ان الجنوب الجديد سيكون لكل الجنوبيين بدون استثناء، فهذا الوطن لكل ابناؤه .
ان التسامح والتصالح لتجربة تجلى فعلها بالخير والسلام والنصر على هذا الوطن الغالي وقضيته العادلة. ويجب ان تبقى منهجاً يسير عليه الجيل الحالي والأجيال المقبلة.
ابنائي وبناتي
يا ابناء شعبنا الجنوبي العظيم
لا يأتي تمسكنا بالتسامح والتصالح في اطار ايماننا بالقيم الأخلاقية أو لمجرد كونه سمة انسانية وربانية بل لكون ايماننا يمتد ايضا الى الضرورة الوطنية التي لن تتحقق اهداف قضيتنا بدونها والمتمثلة في إيماننا بهذا الوطن وهذا الشعب وقوته الكامنة في وحدة صفه وتكاتف وتعاون ابناؤه.
ولنا في الحرب الأخيرة 2015م، خير مثال، فما انكسرنا قط حين نجتمع، ولن ننكسر ابدا لاننا جميعا لن نسمح لأي مشاريع قاصرة وصغيرة أن تفرقنا او تزرع الخلافات فيما بيننا مهما كان شكلها، فنحن شعب جنوبي واحد.
ايها الجنوبيون الأحرار أيتها الجنوبيات الماجدان
اننا نؤكد اليوم ان الشباب والشابات في الجنوب اقوى بكثير من مشاريع زرع الخلافات والتفرقة، وانهم سيحمون النسيج المجتمعي الجنوبي من كل خطر، وهذا واجبهم، وأملنا الكبير فيهم، وهذا لن يتحقق الا بتعزيز قيم العفو والتآلف والتسامح قولاً وعملاً.
أيها الشعب الجنوبي العظيم
لقد شكلّ مشروع التسامح والتصالح الجنوبي منعطفاً مهماً في مسيرة شعبنا النضالية، هذا المشروع النبيل خلق روحاً وطاقات كبيرة اشعلت الثورة السلمية وحافظت على مسارها وقاربت الناس ببعضها يداً بيد حتى الوصول الى مرحلة متقدمة هيأت الناس لوضع سياسيٍ آخر تجلّت ومازلت تتجلى ملامحه بعد 2015م.
واليوم يجب ان نكون جاهزين للخطوة القادمة، والوضع الجديد، وهنا لا بد لنا من التمسك بمسار مشروعنا الوطني "التسامح والتصالح" كضامن للتقدم نحو خطى آمنة ومضمونة.
لقد قلنا سابقاً ان جبهتنا الداخلية قضية طالما راقبها العالم بعناية، ووضعها معياراً لكثير من قراراته، لذلك لم تكن محاولة الأعداء زرع الخلافات في الجنوب لتأتي من فراغ. وهنانجدد دعوتنا للجميع الى مزيدٍ من توحيد الصف الجنوبي وتثبيت اركانه من خلال التطبيق العملي لقيم التسامح والتصالح.
شعبنا العظيم
ان واجب الجميع اشخاصاً كانوا او مؤسسات هو تجسيد معاني التسامح والتصالح واقعاً ملموساً، من خلال دراسة المواقف ومراجعتها والمساهمة في إصلاح السلوك المجتمعي وتحسينه، وتعزيز مختلف العلاقات المجتمعية وايجاد وسائل للاتصال من خلال الافكار والمشاريع المتخصصة والوطنية من اجل خلق مجتمع متماسك، متحرر من المشاعر السلبية التي يخلفها الركود والتهاون والاستسلام للأفكار السلبية الدخيلة. وعلينا ان ندرك جميعا ان التسامح والتصالح ركيزة أساسية نحو استعادة الدولة الجنوبية المستقلة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العاصمة عدن
13 يناير، 2019م