كويتنا الوفي سلاماً ..

كويتنا الوفي سلاماً ..

قبل 5 سنوات

  


في أصعب الايام واشدها قتامة في تاريخ جنوبنا الحبيب " النصف الثاني من عام 2015 م " وبينما نحن في عدن لا زلنا نحاول لملمت الجراح واستعادة التوازن عقب انتصارنا الصعب و المكلف في التصدي للغزوة الثانية على عاصمتنا عدن ومناطق جنوبنا الحبيب ، وعندما كنا في غاية الإجهاد من عناء الحرب والخذلان من قيادات سياسية كان يفترض ان تقف في الصفوف الأمامية حيث يجب ان تكون الا انها فضلت السلامة وتركت الوطن.

كنا انا وزميلي الأستاذ احمد علي ابراهيم " هشام " عضو اللجنة الطبية العليا و المستشار القانوني في وزارة الصحة ، نفكر في كيفية المساعدة في هذا الوقت العصيب.

الآلاف من الجرحى ضاقت بهم المستشفيات والآلاف من مرضى حمى الضنك والتيفوئيد والملاريا في البيوت و المجمعات الصحية والمستشفيات على قلتها ، فقد دمرت الحرب معظمها وعطلت ما تبقى منها.

كان الوضع مأساوي وكانت جهود الاغاثة لازالت في بدايتها ،لم تكن عدن حينها آمنة وكان الوصول اليها من اشق الامور فلا مطار ولا ميناء ولا طرق برية تربطنا بالعالم ، كنا في اشد وأقسى حصار عرفه التاريخ المعاصر على مدينة وسيسجل التاريخ ذلك ويلعن من كان وراءه.

اُشعرنا بان هُناك ضيوف من الحبية الكويت قد وصلوا ويرغبون في زيارتنا ، دخل علينا رجل سمح الوجه دائم الابتسامه وبصحبته صديق له لا يقل عنه سماحة ولطفاً ومعهم شاب نحيل من عدن بشوش ومتفائل كان ذلك هو الدكتور محمد احمد الشرهان وزميلة الاستاذ جمال الفوزان من اللجنة الصحية في صندوق الاغاثة الكويتي ومعهم الشاب الخلوق المكنى ابا اسماعيل.

تحدثنا طويلاً..
كان حديث امل ودعم وحرص ومحبة ، ثم تكررت الزيارة مرة اخرى في 2017م وكان معهم هذه المرة الطبيب الخلوق والأخ الصدوق الدكتور عبدالرحمن ألكندري ، تجدد الحديث مرة اخرى عن الامل والدعم وفِي هذه المرة لم يكن حديث مكاتب فقط ، بل زرنا معاً لحج والضالع وأبين وجلنا في ربوع كل عدن ، كانوا يشيرون الى هنا وهناك ويقولون هنا يجب ان نعمل وهنا نحتاج ان نتواجد وهناك يستحق ان ندعم ،وقد تواجدوا وعملوا ودعموا بكل سخاء.

انها الكويت ..
حين تضيق الدنيا علينا في عدن ، تكون موجودة
تحزن لحزننا
وتفرح لفرحنا.

كلما تذكرت هؤلاء الاحباء، تذكرت كويت المدد ، في التعليم بالمدارس والجامعات ، في الصحة، و في المياه والطرقات وحتى في الحواري والأزقة والبيوت في كل شي ينعم بالحياة .

لأكثر من 50 عام لا توجد محافظة في الجنوب الا وامتدت اليها يد العون والخير العظيمة للكويت ، حاضرين في السلم
وحاضرين في الحرب ، يعززون ألبناء والإعمار والتنمية ويبذلون الجهود في إشاعة السلم وتعزيز الاستقرار والسكينة العامة .

لا يكلون ولا يملون..
اياديهم البيضاء تصل الى كل مكان بلا اذى ولا منة
إنها " الكويت الحبيبة " صغيرة المساحة قليلة السكان عظيمة العطاء وكريمة في الجود والإحسان ، بأميرها الحكيم ودبلوماسيتها المتزنة والمتوازنة.

يَرَوْن فينا عمقهم الاستراتيجي ..
ونرى فيهم الإخوة والوفاء والسند والمدد .

" 25 فبراير " ..
الذكرى الـ 58 للعيد الوطني لبلدنا الثاني " الكويت " ،
وعندما يتذكر الجنوبيون دولة الكويت الشقيقة يتذكرون أسمى وارقى معاني الإخوة و المودة والوفاء.

حينما نذكر العظيمة الكويت نتذكر الأعزاء الدكتور محمد الشرهان ، جمال الفوزان والدكتور عبدالرحمن الكندري وابن الجنوب البار الكاتب الكويتي القدير انور الرشيد ..
نتذكر كل شعب الكويت
وامير الكويت
وحكومة الكويت ..
نحن نتذكر كل شيء ونقدر كل شيء ونعتز إنكم من الكويت وان الكويت كلها منا.

كيف لا وقد جسدتم أسمى معاني الوفاء .. وسنبقى نحن نكن لكم أسمى إيات التقدير العرفان والاحترام ،
والايام دول.

طبتم سلاما
وكل عام وانتم بخير.

#اليومالوطنيالكويتي_58

أ. د. عبدالناصر الوالي
عضو الجمعية الوطنية ، رئيس القيادة المحلية للمجلس الإنتقالي الجنوبي بالعاصمة عـــــــــــــــــــــدن
25 فبراير 2019 م

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر