بِمَ تفكر ؟.. الوحدة اليمنية والوحدة الألمانية ... بعض الفروقات!

بِمَ تفكر ؟.. الوحدة اليمنية والوحدة الألمانية ... بعض الفروقات!

قبل 5 سنوات

 هل تسمعون الحديث عن الوحدة والمزايدات باسمها الا في اليمن؟ هل تسمعون الألمان مثلاً يتكلمون عن الوحدة؟ طبعاً لا، ولا ينتظرون من من الدول ولا التجمعات الدولية بالتأكيد عليها لأنها موجودة فعلاً في القلوب؛ ولأنها حققت مصالح الشعبين، بل ألمانيا الغربية عملت على تأهيل ألمانيا الشرقية اقتصادياً وأعطتهم امتيازات حتى يتساوون مع الغربية. لم يكن أي طرف يضمر الغدر ولا يهدف إلى ضم وإلحاق الطرف الآخر به ولم يقل أي طرف انه أرجع الفرع إلى الأصل ولم يرفعوا يوماً، بل لم يكونوا بحاجة إلى رفع شعار الوحدة أو الموت ولا الدولة الاتحادية تزويراً لارادة الطرف الآخر ولم يكونوا بحاجة إلى تفريخ مكونات هنا أو هناك ولا شراء الذمم ولا لتعيين مسؤول شكلي ويركزونه من هذا الطرف ليثبتوا ان الوحدة بخير .
تعاملوا مع الجميع على أنهم المان وان الثروات والخيرات للجميع وان المناصب والوظائف حق للجميع حسب المؤهلات والمفاضلات.
اما في اليمن فحدث ولا حرج.
إذا كانت الوحدة الحقيقية موجودة فلا تحتاج إلى الحديث عنها وإثبات واحدية الأرض والإنسان لمدة طويلة منذُ ١٩٩٠م أي ٢٩ عاماً وهي نفس مدة الوحدة الألمانية.
الفرق في العقليات والضمائر وتغليب مصلحة الوطن والشعب على مصالح الأفراد.
كم تغيَّر رؤوساء في ألمانيا لنفس المدة وكم تغيَّر في اليمن وكم تحققت من إنجازات حقيقية وليست دعائية وكيف تغيرت حياة الناس هنا وهناك للأفضل.
وهناك بُعد آخر في اليمن وهو اضفاء الطابع الديني على الوحدة وإصدار الفتاوى التكفيزية ضد من يطلب فك الارتباط واعتبار التراجع عن الوحدة ردة ويتبجح الشماليون بان الوحدة دين وفك الارتباط كفر وانها الركن السادس من أركان الإسلام وغيرها وهو مالم يحصل البتة في اي بلد آخر .
وعملت عصابات الشمال أيضاً على إغراق الجنوب بالخلايا الإرهابية وزرع الفتنة والفوضى متى أرادت.
في اليمن يبحث المتشدقون باسم الوحدة عن تأييد من هنا أو هناك وعن تصريح من رئيس دولة أو سفير أو قرار دولي واعتبار ذلك انجاز ودليل على ان الوحدة موجودة دون اعتبار للشعب صاحب الشأن الأول والأخير.
في دول الغرب يقومون بعمل استفتاء عند الدخول في أي وحدة أو عند الخروج منها وفي اليمن الوحدة أو الموت، أما أحكمك وأنهب جميع خيراتك وثرواتك واخرجك من وظيفتك وأحرمك من أبسط حقوقك وأعتبرك مواطن درجة رابعة وخامسة أو أقتلك !!!
بعد الوحدة قال علي عفاش انه مستعد يرسل خبراء لمساعدة الألمان على الوحدة وفق التجربة اليمنية، لكنهم يدركون انه لو كان سمعوا كلامه لكان تدحبشوا وكان وحدتهم الآن فاشلة.
هذه فقط بعض الفروقات بين الوحدتين اليمنية والالمانية والعقليات الغربية والعقليات العربية والكارثة ربط الدين بالسياسة أيضاً .

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر