٣٠ نوفمبر مجد يتجدد

٣٠ نوفمبر مجد يتجدد

قبل 4 سنوات
٣٠ نوفمبر مجد يتجدد

جهاد القطيبي

 ان نضالات الشعوب دائماً وابداً يكتب لها النجاح في محاربة قوى الاستعمار الأجنبي وقوى الاستكبار من النخب المحلية التي دائماً ما تنصب نفسها وصياً على الشعب لنهب مقدراته وثرواته بصكوك وطنية زائفة أو إدعاءات بحق الحكم الالهي على اعتبار انهم هم اصحاب الحق دون غيرهم.

وكان لزاماً على شعبنا أن يشعل ثورة ليتخلص من هؤلاء العابثين من قوى الاستعمار الأجنبي واذنابهم المحلية وليعلن ثورته على كل المستويات في مواجهة المستعمر ، وكان ١٤ اكتوبر هو يوم الانطلاق نحو الحرية التي جنى شعبنا ثمرتها في ال٣٠ من نوفمبر ١٩٦٧.

ولمناسبة ٣٠نوفمبر العظيمة دروس نضالية كبيرة ونضالات وتضحيات جسام قدمها شعبنا في سبيل الانعتاق من الاستعمار البريطاني الذي ظل جاثماً على بلدنا ١٢٨ عاماً مارس فيها ابشع صور العذاب في حق هذا الشعب ونكل بكل احرار الوطن بقصد اذلال الشعب وتركيعه ولكن من تحت ركام عذاب المستعمر ظهرت بوادر الثورة ضد هذا المستعمر الغاشم ..

وكانت لثورة ال ١٤ من اكتوبر حركات ثورية عبرت في تلك المرحلة عن حالة من الغضب الشعبي واوصلت رسالة للمستعمر أن هناك شعباً حراً لا يقبل المستعمرين ، وبدأت هذه الحركات الثورية كمواجهات متقطعة مع القوات البريطانية في بعض أرياف مناطق الجنوب من عوالق شبوة الى ردفان وابين والضالع ومع هذه المواجهات ظهرت احتجاجات بالعاصمة عدن تعبر عن غضب شعبي ضد بريطانيا وضد تواجدها على أرض الجنوب واستمرت هذه الاحتجاجات بالعاصمة عدن وكانت بريطانيا تستخدم العنف ضد المحتجين حتى جاءت ثورة ١٤ من اكتوبر من جبال ردفان الشامخة لتعلن لشعبنا بداية مشوار الكفاح المسلح ضد المستعمر .

والتف ابناء الجنوب لمواجهة القوات البريطانية وبدأ مشروع المواجهة المباشرة مع المستعمر من جبال ردفان بقيادة المناضل الشهيد راجح بن غالب لبوزة ليعلن بنفس تاريخ تفجير هذه الثورة اسشهاد قائدها لكن لم يهزم ابناء الجنوب واستمرت ثورتهم في مواجهة الاستعمار طوال أربع سنوات حرب مع اقوى قوة عالمية في تلك المرحلة لينتهي المطاف بخروج المستعمر من العاصمة عدن في ال٣٠ من نوفمبر ١٩٦٧م.

لم يكن تاريخ ٣٠ نوفمبر وليد صدفة أو حدث عادي ليرسمه شخص أو شخصين كانقلاب عسكري أو صفقة ترتب وضع داخلي ، ولكن كان نتاج عمل عسكري وسياسي على مستوى عالي من التخطيط والحنكة القيادية استطاع أن يواجه مشروع قوى كبيرة لديها خطط دولة ومراكز ابحاث وبرلمانات سياسية على مستوى عالي من الخبرة .

وان لمن الحكمة ان نأخذ من مدرسة الأباء والأجداد لما يناسب مرحلتنا حتى نستطيع أن نبحر بسفينتنا الى بر الامان ونفوّت الفرص على كل القوى الحاقدة واقزام المال والسلطة من أن ينالوا من مشروع شعبنا في التحرير والاستقلال من الاحتلال اليمني واذنابه..

أن ثورة شعبنا اليوم ترسم مسار الزمان والمكان ل ٣٠ نوفمبر جديدة يعلن فيها شعبنا الجنوبي استقلاله وحريته وقيام دولته المنشودة دولة الامن والامان دولة العدل والمساوة دولة التنمية والديمقراطية دولة اتحادية لا يظلم فيها احد،وقد ظهرت بعض ثمار نضالات شعبنا فيما حققه المجلس الانتقالي مؤخراً في اتقاف الرياض من اعتراف صريح وواضح بعدالة قضية شعبنا والاعتراف بها واشراك الانتقالي ككمثل وحيد في في أي حوار قادم وتمكينه من النفوذ والسيطرة على الأرض وهذا هي بادرة جيدة ورسالة تمهيد لمرحلة انفتاح كبير على الجنوب من قبل اخواننا في التحالف العربي.

واخيراً نتمنى من كل المخلصين في الجنوب ان يلتموا حول قيادتهم وحول مشروع التحرير والاستقلال ونبتعد عن طريق الاختلاف والمناكفات التي لا تخدم الا اعداء الجنوب ...

الرحمة للشهداء والنصر لمشروع الجنوب الكبير في التحرير والاستقلال...
 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر