إن من يتحدثون عن الوحدة فهم "انفصاليون متطرفون"، وتعرفهم "نخب الشمال عز المعرفة"، ولكن لا مانع أن يبيع (البعض الجنوبي) الوهم للأخوة في الشمال، فالمسألة لا تقاس برأي العبدلله أو رأي غيره من الناس.
القضايا الوطنية لا يستطيع "أحد" أن يفصل فيها، هي قضايا شعب لديه طموحات وتطلعات، ولكن أود ان اقول رأي خاصة حول "الجنوب وقضية تصفيات أواخر الستينات؟"، هذه الاحداث وما تلاها لم تكن صراعات جنوبية - جنوبية، بل وقعت نتيجة تدخلات من اطراف عديدة، والوكلاء هم معروفون بالاسم، ومن اين أتوا؟ ولماذا ارتكبوا كل هذه الجرائم؟.
وهي جرائم ارتكبت بفعل ان "خونة ودخلاء ذهبوا لتنفيذ اجندة معادية للجنوب بعد الاستقلال، وقامت بتصفيات على غرار التصفيات الانتقامية التي اعقبت تحرير عدن والجنوب من الحوثيين، لكنها كانت ابشع وبغطاء سياسي، وتهمة التقارب مع الجيران في الخليج كما حصل مع الرئيس سالمين.
الجرائم التي حدثت بعد الاستقلال حتى منتصف الثمانيات ارتكبت لسبب "تمكين طبقة رثة ودخيلة على عدن من حكم كل شيء"، هذه الطبقة الرثة هي سبب كل البلاوي، وعلى رأسها احداث يناير 1986م، والوحدة اليمنية.
"اطلع على اسماء المسؤولين الذين وقعوا على الوحدة اليمنية"، واتهمتم الرئيس علي سالم البيض انه هو من وقع ادخل الجنوب في وحدة الكارثة، بينما "القائمة الطويلة من الشخوص، هي السبب، وإلا "لماذا كان (فيتر بيب) وزيرا لشؤون الوحدة اليمنية، وكان يلتقي بصالح في صنعاء ويعقد معه اللقاءات، وصولا إلى تفجير احداث يناير المشؤومة.
ليس دفاعا عن الرئيس البيض (حفظه الله واطال في عمره)، ولكن قرار الوحدة لم يكن قرار الرئيس البيض وحده بل قرار "المكتب السياسي لحزبك باقي يا فلتان"، وهو من وقع على الوحدة.
نأتي لموضوع (الخونة)، حاشا لله ان نتهم أحد بالخيانة، ولكن كيف تبرر لي مشاركتك في حرب عدوانية ضد أهلك وتقاتل في صف الغازي، بمبرر "انه اخرجك من عدن في العام 1986م، طيب ما في ناس كثير خرجوا نتيجة تلك الحرب وعادوا للدفاع عن وطنهم الجنوب ضد تحالف العدوان البربري، على سبيل الذكر، محمد علي أحمد.. ألم يكن هذا مع من غادروا الجنوب نتيجة احداث يناير المشؤومة، طيب ما تسألوه ليه عاد يقاتل دفاعا عن عدن، وغادر المطار بعد ان سيطر الغزاة على كل العاصمة، برفقة هيثم قاسم وزير الدفاع.. في هذه الحالة, هل كان محمد علي أحمد ورفاقه خونة، وخانوا من؟.
ولكن السؤال الأهم "ماذا استفدتم (أنتم) من الوحدة او ما هي كانت مكافئة "اسقاط عدن"، بيد جحافل القبائل والإرهاب..
بس على فكرة ترى من مصلحة الجنوب، الحديث عن الوحدة والانفصال "اسموه ما شئتم"، أصبح الصراع في اليمن واضحا "بين جنوب يحاول النأي بنفسه من حروب الشمال"، وشمال يريد يستولي على حق الجنوبيين وقتلهم في ارضهم.
إلا صح... فين موضوع الخونة.. هل كل من مع الوحدة اليمنية خائن؟ لا.. لم اقل هذا.. ولكن كيف هي هذه الوحدة وعلى أي اساس ممكن نقف معها ونتجنب خيانتها.. هل الجرائم التي ارتكبها تحالف اليمن الشمالي بحق الجنوب ابشع من جرائم دورات الصراع السياسي في الجنوب منذ 67م وحتى 90م. بكل تأكيد لا.
اذا نحسبها فيد وخسارة "ما هي مكافئة صنعاء لهادي الذي قاد الحرب على الجنوب، إلى جانب نائبه الحالي علي محسن الأحمر وقادة تنظيم القاعدة الإرهابي والافغان العرب".
منح هادي "منصب نائب رئيس، وعرف بـ"منصب كوز مركوز" لا يهش يذبابه"، ولا يقدر يفصل في أي قضية، بل هو منصب شكلي ليس فيه أي قرار جمهوري، يعني عبدربه منصور هادي، انا لا اقول انه خائن، ولكن ظل منذ (أكتوبر 1994 حتى فبراير 2012"، نائبا لصالح دون قرار، فقد كانوا في جلسة قات بصنعاء، تعبيرا عن فرحتهم بالسيطرة على عدن، شاف صالح ان منصب وزير دفاع كبيرة على هادي، ومنصب وزير دفاع لمدة شهر كامل تكفي هادي، "فكر قال اجيبه نائب واعين الشمالي عبدالملك السياني وزيرا للدفاع، وأضمن ولاء الجيش والسيطرة عليه، وهادي قده جنبي وتحت مراقبتي.
رشحت المبادرة الخليجية هادي "رئيسا توافقيا ومؤقتا لليمن"، لمدة سنتين فقط، تتبعها انتخابات "رئاسية"، كانت السعودية ترى في هادي الرجل المطيع وصالح يرى فيه كذلك والإخوان الذين اعتبروا هادي "هدية ومكافئة على انتفاضة الاطاحة بصالح، بعد ان فشلوا في قتله بجامع النهدين".
رفض الجنوب انتخاب هادي، بما في ذلك مديرية الوضيع بأبين التي انتفض أهلها، واحرقوا صناديق الاقتراع، ولأن الجميع في الهضبة الزيدية والمملكة العربية السعودية" متفقين على هادي "بسبب انه جنوبي" أعلن فوزه بالانتخابات التي لم ينافسه فيها أحد.
لم يكن "هادي" الرجل المناسب والمطيع للجميع لكي يكون رئيسا، بل لأنه من الجنوب، فلكي يضمنوا بقاء الجنوب، توافق الجميع على انتخاب هادي رئيسا، ونتيجة هذه التوافق ان الحوثيين شاركوا في مؤتمر الحوار بصفة سياسية وهم جماعة متطرفة اجرمت كثيرا في حق اليمنيين.
رفض الجنوبيون انتخاب هادي "لأدراكهم أن فقط يشرعن الاحتلال"، وهو سبب رفض انتخابه، ما في اسباب أخرى.
هل في موضوعي اتهام لأحد بالخيانة "لا وكلا"، انتخب هادي رئيسا توافقيا لليمن، وزار عدن للتأكيد على ان الجنوب مع الوحدة اليمنية وان لا احد مع الانفصال "وان الانفصاليين هم مجموعة من الخونة والمرتدين على الدين الإسلامي" كما قالت فتاوى شيوخ الإخوان.
وبدلا من ايجاد معالجات عاجلة للجنوب، وجه القوات الأمنية بالقول "أضربوا المتظاهرين في الاقدام وليس في الرؤوس".
دعا هادي فصيل من الجنوب للمشاركة في مؤتمر الحوار اليمني، ثم طردهم بسبب انهم قالوا "نشتي اقليم جنوبي موحد"، قال لهم "اطلع برع طلعوه برع، اطردوه".
بعد انتهاء مسرحية مؤتمر الحوار اليمني وما حصل عليه من اموال، فتح صندوق باسم "معالجة القضية الجنوبية" التي كانت احد الاسباب الرئيسية في وجوده كرئيس، فجمع نحو ثلاثة مليار دولار أمريكي (دولار ينطح دولار)، فين راحت هذه الفلوس.. البعض يقول انها ذهبت لصالح استثمارات "جلول" واصحاب جلول يقولوا اسالوا "نورا ضيف الله قعطبي"، عنها فقد تم تسليمها جزء من تلك الأموال.
مسألة الوحدة او "الاستقلال" محسومة من سنوات، والحديث عنها فقط "لبيع الوهم او الحصول على مكاسب مادية، من الشماليين الذين يعتقدون، هناك من يؤمن بالوحدة اليمنية".
جميع الاسماء التي طرحت على انها "هي المدافعة عن الوحدة اليمنية" يمكن استثناء البعض منهم وبالذات الشيخ عبدالعزيز المفلحي، فهو من الرجال الذين نعتز بهم، وهو جنوبي وحراكي صميم.
اما بقية الاسماء والشخوص، (الجنوبية)، فهي لا تدافع عن الوحدة اليمنية، حتى لا نخدع بهم الأخوة في الشمال، فهؤلاء الشخوص هم ضمن "كوكتيل" يمني، لا يعترف بالحدود اليمنية ولا يدافع عن السيادة اليمنية، ولكنه يقاتل لتحقيق مشروع قطر وتركيا في المنطقة، والا فتشوا عن مواقفهم، "هل هم ضد إيران ضد قطر ضد تركيا"، لا هؤلاء مجرد "ابتال" مع عبدالعزيز جباري الذماري الزيدي، أحد اذرع حزب الله في اليمن، شخوص مثلهم مثل قيادات مليشيات الحوثي، التي تقتل اليمنيين لتحقيق مشروع إيران في المنطقة.
وإلا مع من يريدون أن "نتوحد" مع الحوثيين، هل يريدون ان يتوحد الجنوب مع الحوثيين الذين اصبحوا قوة حقيقية على الأرض بفضل الدعم السخي الذي يصل من الحدود العمانية مع المهرة ويصل إلى صنعاء بحماية من حماة الوحدة.
هل من الوحدة اليمنية ان تجعل بلدك ساحة حرب وصراع بين اقطاب اقليمية متناحرة، هل من الوحدة اليمنية ان تسلم (البلد) للنفوذ الإيراني والتركي والقطري والسعودي؟
حماة الوحدة والمدافعون عنها "افتعلوا معركة في المهرة وقتلوا وجرحوا العشرات من ابناء المحافظة" لسبب انهم يريدون استمرار بقاء ميناء شحن البري كشريان لأمداد الحوثيين بالأسلحة، وهذا الأمر لا علاقة للوحدة به مطلقا.
أما بالنسبة للرئيس هادي "الله يهديه"، فهو لم يعد بيده أي شيء، أصبح القرار بيد عبدالله العليمي و"الرخوات" من جماعة الإخوان"، بالدليل اقالة محافظ المهرة.
أما الاتهامات للإمارات، فهذه القوى تخشى من الدور الإماراتي في المنطقة والرامي الى قطع "اصابع الشر" في كل مكان، لذلك لا عجب ان نرى كل قوى الارهاب والتطرف تهاجم أبوظبي التي تصفعهم بمواقفها الإنسانية المتواصلة.
وأخر ما تم الترويج له ان الإمارات تريد فتح قسم لمرضى "كورونا" في مستشفى الصداقة، ومن روج للإشاعة، انبه ضميره وعاد لنفيها.
لأن ما روج له من اشاعة سخيفة، تبين لأصحابها "ان الإمارات قد سحبت قواتها وغادرت"، ولم يتبق الا ذكرها الطيب وما قدمته من مشاريع تنموية وخدمية واجتماعية.
#صالح_أبوعوذل