خلوا الانتقالي ينفعكم

خلوا الانتقالي ينفعكم

قبل 4 سنوات

* انتصرنا وتحررت عدن، و برغم مأساة الحرب التي عشناها و التضحيات التي دفعناها و الجروح التي تنزف في كل بيت ، كان يراودنا حلم أن نصنع مصيرنا بأنفسنا ونستعيد حياتنا الكريمة.
* في ذروة النصر، أقسمنا بألا نسمح للذين جروا مؤخراتهم خلفهم و تركونا نتجرع الألم وحدنا بامتطاء تضحياتنا و سرقة أفراحنا ، ولكن مع الأسف الحسابات السياسية وتحالف المصالح لجمت إرادتنا و لم تحترم مشاعرنا وجردتنا من كل مكتسباتنا، و الذين أقسمنا بالبصق على وجوههم ، عادوا لاحتلال حياتنا و(خس البقر) أصبحوا قادة و مسئولين بقرار جمهوري.
* تعيش عدن ظروفاً صعبة و معقدة و الكل ينهش في جسدها بلا رحمة أو إحساس بالخجل وأصبحت حياة الموطن البسيط و أحلامه و لقمة عيش أطفاله على كف عفريت ، فالمسئولون على سلطتها من المحافظ إلى أصغر وكيل و مامور مديرية، و القائمون على المؤسسات الحكومية و قياداتها الأمنية، تكاد تكون ضمائرهم ميتة ، إلا من رحم ربي.
* حدثني عقال حارة أحد الأحياء الشعبية الفقيرة في عدن أن قائداً عسكرياً كبيراً و محترماً محسوباً على المجلس الانتقالي حاول بمبادرة شخصية مد يد العون لسكان الحي والمساهمة في التخفيف من معاناتهم المستمرة من انقطاع المياه و الكهرباء و ذلك بالشراكة مع السلطة المحلية ، حيث استدعى بعض مسئولي المحافظة و المديرية وعقد اجتماع بحضور شخصيات يمثلون الأهالي وقد تعهد المسئولون أمامه بمعالجة وحل مشكلات الحي بأسرع وقت.
* توقف عقال الحارة عن الكلام للحظة ، ثم تنهد و قال بحسرة.. انتظرنا يومين و ذهبنا لمتابعتهم و لكننا لم نجد منهم غير المماطلة و تعاملوا مع معاناتنا ببرود شديد و دون إحساس بالمسئولية، حتى إن أحدهم قال لنا بنبرة شماتة و نحسبها نكاية بموقف القائد العسكري : خلوا الانتقالي ينفعكم.
* نحتفظ بأسماء هؤلاء المسئولين الذين تعجز الكلمات عن وصف وقاحتهم و نعتقد أنها جريمة أن يولوا علينا مثل هذه العقول البليدة، و المصيبة أننا نعلم ماضيهم و سيرة حياتهم من قبل أن يأتوا إلى السلطة ، فقد كان كثير منهم نكرة ، فصنعت الانتهازية و الفوضى مناصبهم ،و اليوم يستخفون بعقولنا و يريدون أن يبيعوا لنا بضاعتهم الرخيصة.
* قد لا نستطيع أن نبرأ المجلس الانتقالي و التحالف العربي من وزر معاناتنا، و لكن ما يثير سخطنا أن يصبح الانتقالي شماعة فساد وفشل مسئولي الشرعية ، فكثير منهم غارقون في الفساد بكل أشكاله و صوره القبيحة، و منهم من يخزنون ليلاً و (يوتسون) حتى الفجر و ينامون النهار كله و إذا سألتهم عن الخدمات و معاناة الناس (بهرروا) وقالوا: الانتقالي لم يتركنا نشتغل.
* لسنا أوصيا على قناعة الآخرين ولا نجبر أحداً بأن يخفض جناحه للانتقالي، ولكن ليس من الشجاعة أن تعيشوا بوجهين و من العار أن تجعلوا المواطن ضحية صراعاتكم وأحقادكم ، فمن يريد أن يصفي حساباته مع الانتقالي، فليكن ذلك بعيداً عن معاناة البسطاء.
* لسان حال المواطن يقول من يخدمنا و يدفع عنا المعاناة ، سنحترمه ونجعله تاجاً على رؤوسنا، و من يخذلنا ستلاحقه لعناتنا.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر