أثار حكم قضائي أصدرته محكمة قطرية، ضد الكاتب والإعلامي فيصل محمد المرزوقي، على خلفية تغريدة عبر حسابه على ”تويتر“، ردود فعل واسعة بين مواطني البلد، الذي لا يتسامح مع الانتقادات الموجهة للحكومة ومؤسساتها.
وقضت محكمة استئناف قطرية بسجن المرزوقي لمدة 3 أشهر، مع إيقاف مؤقت للتنفيذ، وتغريمه 30 ألف ريال، ومصادرة حسابه على ”تويتر“، الذي يتابعه نحو 200 ألف متابع، يعتبرون جمهوراً كبيراً بالمقارنة بعدد سكان قطر المحدود.
وقوبل إعلان المرزوقي عن صدور الحكم ضده، ووداعه لمتابعيه في ”تويتر“، بتفاعل واسع، كان لافتاً فيه الاعتراض، الذي أبداه كثير من القطريين، وبينهم نخب ثقافية معروفة، على الحكم الذي يقول بعضهم إنه يقيد حرية الرأي.
وتكتسب الإجراءات الحكومية، التي تثار حولها اتهامات وشبهات بتقييد حرية التعبير والكتابة، خصوصية في قطر، التي تزعم أنها تدعم مطالب الشعوب بالحرية في دول المنطقة التي تشهد اضطرابات وحروبا أهلية منذ سنوات، وتواجه الدوحة بسبب ذلك الموقف انتقادات وتهما بتبني معايير مزدوجة.
وقال جاسم المحمود القطري، الذي يعرف نفسه على أنه كاتب حر، في تعليق على صدور الحكم: ”سلامي على حرية الراي والتعبير، الله يحفظك يابو محمد وين ماكنت“.
ولم يكشف المرزوقي عن التغريدة التي حوكم بسببها، ولم يتضح إن كانت ترتبط بانتقاد نظام التعليم قبل أشهر، أم بانتقادات أخرى وجهها للمسؤولين عن سوق الأسهم القطرية، كما زعم بعض المغردين.
ويواجه العديد من القطريين، استدعاءات أمنية على خلفية التدوين في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن وسائل الإعلام التي تمولها الدوحة، تتجاهل تلك الاستدعاءات.
وفي منتصف شهر يونيو/حزيران الماضي، كشف الأستاذ الجامعي والكاتب محمد الكبيسي، عن استدعائه على خلفية تغريدات، قبل أن يكشف المرزوقي يومها عن استدعائه على خلفية تغريدة أيضا.
وفي شهر أبريل/نيسان الماضي، كشف الشاعر القطري، عبدالله السالم، عن استدعائه من قبل جهاز الأمن، فيما يبدو أنه إجراء يرتبط بتغريدات وآراء منشورة للشاب الذي يطرح بعض الآراء الجريئة.
وتسعى قطر لتحسين صورتها على مختلف المستويات، مع اقتراب موعد استضافتها لمونديال 2022، وهو حدث عالمي يحظى بتغطية إعلامية عالمية، ويشكل اختبارا للبلد الصغير على القدرة في تجنب الملاحظات والانتقادات لزوار الحدث الرياضي.
ولا يبدو أن المرزوقي ينوي اللجوء لآخر درجات التقاضي، وهي محكمة التمييز، حيث ودع متابعيه، وتوقف عن التغريد منذ يوم الأربعاء الماضي، وسط عدم رضى من متابعيه، تجلى في تعليقات وردود غاضبة من الحكم الصادر ضده.
وقال مغرد يدعى حمد الحلبي في تعليق على الحكم: ”هل كانت التغريدة تستحق هذا كله؟ انا ماشفتها، لكن المفترض أننا في بلد يدعم الحريات“.
وكتبت عائشة الخليفي في سياق معارض للحكم أيضا: ”العجيبة أن تغريدته اللي يقولون إن هي السبب أصلاً ما فيها شيء، يعني اتهقى لو قال (كالأسد يحمل أسفاراً) بيستانسون!؟ لأن (كالحمار يحمل أسفاراً) تعني الغفلة عما في الأسفار لأن الحمار ما يعرف يقرأ، وليست مثل مسبّة الشخص بأن تنعته بالحمار أو الحيوان، هذيه إذا كانت هي السبب فعلاً“.
وحضر معارضون قطريون يقيمون خارج البلاد، بين من أغضبهم الحكم ضد المرزوقي، وقال جابر الـ كحله في رد غاضب على الحكم: ”كان الله في عونك، كل ذلك من أجل تغريدة، وأنت صاحب الخلق والعلم الذي عهدناك عليه، بينما سراق المال العام والمفسدون في الأرض والمرتزقة هم المقربون، ولهم حصانتهم مهما بلغت جراءتهم، صبر جميل والله المستعان“.
ورغم الانتقادات التي يوجهها المرزوقي في مقالات الرأي التي ينشرها في الصحف المحلية، أو في حسابه بموقع تويتر، لمؤسسات الحكومة، فإنه يدافع عن قيادة بلاده وسياستها على الدوام.
وفي شهر يونيو/حزيران الماضي، كتب المرزوقي عبر تويتر ”الكثير من القضايا أو حتى الإشكاليات مع بعض الجهات يمكن حلها بالكلام الطيب والذرابة في التعامل، هذا ما ينقص (العلاقات العامة) لبعض الجهات، أسلوب التخويف والتهديد يعكس تورطا مبطنا، كما أنه لا يصدر من جهة محترمة“.