حضور الرئيس الزُبيدي في شبوة يكشف حقيقة العمل الخيري للإخوان

حضور الرئيس الزُبيدي في شبوة يكشف حقيقة العمل الخيري للإخوان

قبل سنتين
حضور الرئيس الزُبيدي في شبوة يكشف حقيقة العمل الخيري للإخوان
الأمين برس / تقرير / خاص

تمارس سلطات الاخوان في محافظة شبوة ابشع الانتهاكات بحق الإنسانية ، في اطار توجه عدائي ممنهج يرسخ مفهوم الاحتلال والاستبداد بكل معانيه .

وتندرج جرائم الإخوان في إطار سلسلة طويلة من الاعتداءات التي ترتكبها المليشيات الإرهابية، والتي بات شغلها الشاغل هو العمل على تعقيد الأوضاع الإنسانية وتأزيم الجوانب المعيشية في شبوة.

وفي اخر المستجدات والمشاهد التي تمارسها مليشيات الاخوان الإرهابية بشبوة اقدمت تلك المليشيات في منطقة النقوب بمديرية عسيلان محافظة شبوة، على اعتقال فريق توزيع وجبات إفطار الصائم، التي دشنها انتقالي المديرية بتوجيهات ورعاية من الرئيس القائد عيدروس الُزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

واحتجزت القوات الخاصة التابعة للمليشيات الإخوانية فريق انتقالي عسيلان، عبدالعزيز محمد جزار وتوفيق صالح النجار وعبدالرحمن صالح النجار، في أحد سجونها لأكثر من ساعة، وطلبت قبل إطلاق سراحهم، عدم ارتداء قمصان تحمل شعار المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

 

كما داهمت مليشيات الاخوان الأربعاء الماضي في شبوة مشروعاً خيرياً لتوزيع وجبات إفطار للصائمين في مدينة عتق تنفذه قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة.

 

حادثة يمكن وصفها بالاعتيادية في سياق العداء الذي تكنه سلطات المحافظة الخاضعة لسيطرة الإخوان للمجلس الانتقالي الجنوبي، لكن ما لم يكن اعتيادياً هو التبرير الذي ساقته هذه السلطات للحادثة وتناقلته وسائل إعلام الجماعة.

 

حيث اعتبرت السلطات الأمنية توزيع وجبات إفطار تحمل شعارات الانتقالي وصور رئيسه عيدروس الزبيدي "مخالفة للقوانين الإنسانية وأن الغرض من ذلك تحقيق مكاسب سياسية".

 

فهذه الكلمات تثير السخرية والتعجب -في ذات الوقت– لصدورها من سلطات المحافظة المحلية التي يرأسها المحافظ محمد بن عديو، أحد قيادات حزب الإصلاح (الذراع المحلي لجماعة الإخوان في اليمن)، ذو التاريخ الطويل في استغلال العمل الخيري لصالحه سياسياً.

 

بل إن حزب الإصلاح يعد مؤسساً لتجربة استغلال العمل الخيري في السياسة باليمن، فهو الحزب الوحيد الذي عمل على تأسيس جمعية خيرية تحمل اسمه وشعاره الانتخابي ولا تزال تعمل إلى اليوم.

 

وخلال ثلاثين عاماً كان ينظر إلى "جمعية الإصلاح الخيرية" كمثال صارخ على تسخير العمل الخيري في السياسة من قبل الحزب، بل تحول نشاطها الملحوظ قبل حلول أي انتخابات في اليمن إلى تندر وسخرية ضد الحزب.

 

سخرية وتندر وصلا حد وصف الإصلاح من قبل خصومه بـ"حزب القُطمّ"، في إشارة إلى العبوة الاقتصادية للمواد الغذائية ذات الـ10 كجم، والتي تُسمى شعبياً بـ"القُطمّة"، حيث كان الإصلاح يُتهم بقيامه بالتأثير على الناخبين تحت ستار العمل الخيري بتوزيع المواد الغذائية على الفئات الأشد فقراً قبيل أي انتخابات عبر جمعيته التي تحمل اسمه وشعاره الانتخابي.

 

ومع ضعف دور الجمعية عقب انقلاب جماعة الحوثي على الدولة في 2014م ، تحول الأمر إلى نهج متبع لدى قيادات الحزب البارزة، وسرعان ما أشهر العديد منهم جمعيات خيرية تحمل اسمهم لتحضر صورهم مع كل نشاط لها حتى وإن كان ضئيلاً ويثير السخرية.

 

ولعل أشهر حادثة، ما شهدته مدينة تعز في سبتمبر من العام الماضي بقيام مؤسسة "الشيخ/ حمود سعيد المخلافي" القيادي الإصلاحي البارز بتقديم جهاز كمبيوتر محمول "لابتوب" مستعمل و"طابعة" لمدرسة ثانوية تعز.

 

وأثارت الحادثة حينها سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الصورة التي التقطت للحادثة، حيث سخر الناشطون من قيمة اللوحة الضخمة لاسم المؤسسة وصورة المخلافي أغلى من قيمة ما تم تقديمه.

 

وسبق وأن أثارت مؤسسة المخلافي السخرية مع محاولتها استثمار وباء كورونا، والترويج إعلامياً بشكل مبالغ فيه عن تنفيذها حملة لمواجهة الوباء، ليتضح الأمر بأنه مجرد وضع أفراد من المؤسسة في إحدى مداخل المدينة مع أجهزة عادية لقياس الحرارة.

 

وعلى نفس المنوال أثارت المؤسسة التابعة للقيادية الإصلاحية البارزة توكل كرمان وتحمل اسمها، السخرية لأكثر من مرة، جراء الأنشطة التي تنفذها في المحافظات المحررة.

 

حيث تتهم المؤسسة بالتركيز على الجانب الدعائي في أنشطتها رغم تواضعها، حيث لا تتجاوز توزيع سلال إغاثية للمتضررين من الحرب، وتصر على إبراز صورة توكل من خلال اللافتات الدعائية بشكل مكثف رغم الأثر المحدود لما تقوم به.

 

ومن المؤسسات الخيرية التي تحمل أسماء قيادات إخوانية، مؤسسة العيسي التابعة لرجل الأعمال الإخواني البارز أحمد العيسي والتي تنشط بشكل ملحوظ في المحافظات المحررة، وخاصة في مجال الرياضة.

 

اللافت أن ما يربط بين هذه الشخصيات الإخوانية، هي أنها متهمة بالتربح والتكسب من الحرب الدائرة في اليمن بطرق مختلفة، ما يدفع بالاتهامات بمحاولاتهم تبييض صفحاتهم عبر استغلال العمل الخيري.

 

وإلى جانب هذه المؤسسات، يدور الحديث بين المهتمين في المجال الخيري عن السيطرة شبه المطلقة لجماعة الإخوان على أغلب المنظمات العاملة في هذا المجال باليمن ضمن نهج عالمي يتبعه التنظيم الدولي للجماعة، حيث يمثل الجانب الخيري أحد أهم أدوات النفوذ السياسي من جهة، ومن جهة أخرى يعد من أدوات إدارة ونقل الأموال التابعة للتنظيم بشكل سري تحت غطاء العمل الخيري.

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر