شلل

شلل

قبل سنتين

دفعت بي أحاسيس الخوف المتلاحقة، إلى صنع مخبأ سري لنقودي التي أدخرها، بعيدا عن حاجات زوجتي المتواصلة.
يقع ذلك المكان تماما في الجهة الأخرى  لسريرها، مكان لن يخطر ببالها أن تفتش فيه. كنت وضيعا فيما يخص ما يتبقى من مال، كنت أكذب عليها وكانت تصدق ما أقول.

 في المساء تسكن  النقود بين حاجياتي، في ربطتها، وكذلك أسكن ..أترقب أن تنكمش على نفسها كقطتنا الراقدة تحتها، بعدها أقرر أن أنسل من بين غطائي نحو حد السرير المقابل للمرآة المشطورة نصفين،  ولكنني قبل أن أدس نقودي، أتسلل إلى أمام وجهها القمحي، أزم شفتي وبهدوء ، ومن مكاني القريب أنفخ في عينيها المغمضتين، يقف أنفي عند جبهتها، قريب من حاجبها، عندما أضع هوائي الهش وسط جفنيها أتأملها.
أضل أركض في تفاصيلها، حتى أصل إلى شفتيها المكسوين غبرة،  وكالأيام الغابرة أحاول أن أطبع قبلة ولكن شفتاي لا يطاوعاني.
ثم..

 ثم أمضي.
 كانت تلك وعلى مدى عام كامل تسليتي.

ولكن في أحد المساءات الشتوية، وبينما كانت تجاهد ذاك الصقيع العابر، بغطائها الممزق، وقبل أن أنهي تسليتي، خطر لي ان أعد نقودي، فمددت راحتي الى طرف فراشها كي اسحب غلتي بهدوء ، ولكنها سحبت ساقها ومدتها  الى حافة السرير، تطلعت نحوها باندهاش،خيل إليّ أنها ابتسمت ابتسامة ساخرة في وجهي.
..
منذ ذلك الحين ونصفي اليسار لم يتحرك قيد شعرة،
حتى لساني جمد في مكانه.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر