الذكرى الـ 54 للاستقلال المجيد.. شعب الجنوب المناضل يستمر في نضاله حتى الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية

الذكرى الـ 54 للاستقلال المجيد.. شعب الجنوب المناضل يستمر في نضاله حتى الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية

قبل سنتين
الذكرى الـ 54 للاستقلال المجيد.. شعب الجنوب المناضل يستمر في نضاله حتى الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية
الأمين برس / مريم بارحمه

تحل الذكرى ال 54 للاستقلال الوطني المجيد, وطرد أخر جندي بريطاني من أرض الجنوب في 30 من نوفمبر عام 1967م,  ذلك اليوم الخالد الذي رسم وسطر المناضلون الأبطال بدمائهم الزكية أروع ملاحم الفداء والبطولة والدفاع عن الوطن, يمر شعب الجنوب بمنعطف تاريخي مهم  والمؤامرات التي تحاك ضده من أعدائه. وتمار س عليه حروب عدة منها حرب الخدمات, ووصلت  الحرب إلى لقمة العيش بانقطاع الرواتب وغلاء المواد الغذائية الاساسية,  لكن مازال الأمل يحذوه للوصول لهدفه المنشود فالشعب الآبي لن يركع ولن يخضع ولن يحيد عن هدفه السامي واستعادة دولته, ولن تنكسر عزيمته .

 

 وبمناسبة هذه الذكرى الخالدة نستطع آراء شعب الجنوب لمعرفة: ماذا يعني ويمثل لهم يوم  30 نوفمبر يوم الاستقلال المجيد؟ وهل كانت اليمننة خيارًا موفقا للجنوب ؟ وأين أخطا رواد الاستقلال وقادة الجنوب حتى صار حال الجنوب العربي  إلى ما هو عليه اليوم؟ وماهي مقترحات وتصورات الشعب الجنوبي للخروج من هذه الأزمة التي يعاني منها الجنوب؟

 

 

الانعتاق من الاستعمار البغيض

 

يقول الدكتور فيصل حسين ناصر البعسي: "يكفي القول أن يوم 30 نوفمبر هو يوم الاستقلال الوطني الأول ذلك اليوم العظيم الذي استطاع فيه شعبنا الجنوبي العظيم الانعتاق من ربق الاستعمار البغيض واستعاد فيه حريته واستقلاله وسيادته على أرضه, وتحت سماه بعد تضحيات جسام ... ورغم إرهاصات الثورة والثوار بعد الإستقلال واخفاقات وأخطاء الرفاق في مرحلة البناء الوطني إلا أن ال 30 من نوفمبر1967م بقي وسيبقى يوما خالدا في تاريخ شعبنا, ونبراسا يشع بالأمل للجيل الحالي ولأجيال المستقبل من أجل مواصلة مسيرة النضال والتحرير ونيل الاستقلال الثاني ومن أجل بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية الديمقراطية الحديثة".

ويرى أن  يمننة الجنوب العربي غلطة كبرى ارتكبها رفاق الجبهة القومية في حق الوطن دفع شعبنا الجنوبي ثمنها غاليا, فكانت سبب ما سمي بالوحدة اليمنية وهي الكارثة التي حلت على الجنوب وشعبه وكانت أهم أسباب تخلفهما عن ركب الحضارة البشرية لعشرات السنين. وتصحيح هذه الغلطة بالخلاص من اليمننة والوحدة واستعادة دولتنا وهويتنا العربية الجنوبية الاصلية.

 ويوضح أخطاء رواد الاستقلال الأول أو النخب السياسية الجنوبية التي  تولت حكم الجنوب بعد الاستقلال قائلا:" ثلاثة أخطاء جسيمة ارتكبتها أولها: اليمننة والتي سبق شرحها. أما  الخطأ الثاني : فيتمثل في اختيار النهج الاشتراكي والمبالغة في تطبيق هذا الخيار وفرضه على شعبنا رغم انه لا يتناسب مع طبيعة شعبنا وثقافته وعقيدته بل ويتعارض كليا معها ومع طبيعة الموقع الجغرافي الاستراتيجي لبلادنا وما يوفره هذا الموقع من فرص اقتصادية وتنموية كبيرة وخاصة مع العدد المحدود للسكان في ذلك الوقت.  والخطاء الثالث:  فيتمثل في استعداء دول الاقليم ودول الثقل الاقتصادي والتجاري في العالم مما أدى إلى ضياع فرص اقتصادية وتنموية تحت شعارات أممية بعيدة كل البعد عن واقع وطبيعة شعبنا العربي المسلم . وهي أخطاء سياسية واقتصادية جسيمة أضاعت على شعبنا فرص اقتصادية وتنموية كبيرة كان يمكن استغلالها في سبيل رخاء وازدهار الجنوب وشعبه".

وعن الخيارات أمام شعب الجنوب قال :"لا خيار امام شعبنا الجنوبي اليوم إلا مواصلة النضال والكفاح حتى التحرير والاستقلال واستعادة الدولة والهوية الوطنية الجنوبية وإقامة دولته الجنوبية الديمقراطية الفيدرالية الحديثة على كامل حدوده الوطنية المعروفة قبل 21 مايو1990م".

ومؤكدًا أنه بقدر ما أثبت النظام الفيدرالي نجاحه لدى عدد من الشعوب والدول الحديثة, فإنه بالنسبة للجنوب يعد النظام الأفضل والأكثر ملائمة بموجب معطيات وشواهد التاريخ القديم والحديث والمعاصر.

 

 

30 يمثل الحرية والسيادة والعيش بكرامة

 وترى الأستاذة اشتياق محمد سعد أن ثمن الحرية باهض الثمن ولا يبحث عنها إلا الكرماء الأحرار؛  لذلك  يمثل لنا ال  من نوفمبر 30 معنى  الحرية والسيادة والعيش بكرامة وأمان في  وطننا. وأن اليمننة لم تكن خيارا موفقا للجنوب بل هي غاية في الخطاء وجريمة بحق الشعب الجنوبي. والخطاء  الفادح كذلك  أنهم أوقعونا في الوحدة دون رؤيا مستقبلية واضحة.

وتضيف : "للخروج من هذه الأزمة يكون بوحدة الصف.و لابد أن تجمعهم طاولة مستديرة  واحدة للحوار الجنوبي الجنوبي, الكل يمثل الوطن الجنوبي, ويجب أن  يغلبوا مصلحة الوطن على مصالحهم الخاصة, ويتنازل كلً للآخر بما تقضيه مصلحة الوطن للوصول إلى الهدف بسلام" .

 

أصعب المراحل التاريخية

 

اليمننة كارثة وخديعتها القسرية للدولة الجنوبية

ويتحدث  الدكتور حسين مثنى مسعد العاقل تحل علينا الذكرى 54  للاستقلال المجيد, وشعبنا الجنوبي وقضيته السياسية العادلة, تمر في أصعب المراحل التاريخية وأكثرها تعقيدًا وأشدها تكالبًا لمراكز القوى اليمنية الإرهابية وحلفائها الطامعة في الهيمنة والاستبداد على حياة شعبنا وانتهاك حريته وكرامته الإنسانية، بالإضافة إلى نزواتها العدوانية في نهب ثرواته السيادية".

وأشار إلى أنه كان يومًا عظيمًا صنعه المناضلون والفدائيون الأبطال، ورسموا لوحته المهيبة بتضحيات الشهداء الأبرار ولونتها دماء الجرحى الشجعان.

ويؤكد إن : اليمننة كارثة وخديعتها القسرية للدولة الجنوبية، فقد كانت بحق عبارة عن خطيئة تاريخية، كان وما زال شعب الجنوب العربي يدفع ثمن عواقبها ومشكلاتها حتى اليوم، وربما لا سمح الله في المستقبل حتى يتمكن بمشيئة تعالى من تصحيح تلك الخطيئة التاريخية، التي لم تكن خيارا سياسيا مناسبا لمعظم مناضلي الجبهة القومية من أبناء الجنوب العربي، وإنما فرضتها قوى سياسية شمالية لتجعل منها مطيتها وضالتها لتحقيق أهدافها في حكم اليمن القبلي.

و يتابع: "ومن تلك الخديعة التي وقعت بها قيادة الجنوب العربي، التي لم تدرك أبعاد المؤامرة اليمنية، بتغيير اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، في 22 يونيو1969م، حيث كان ذلك التغيير سببًا رئيسًا في عدم استقرار الأوضاع السياسية في عاصمة الجنوب عدن، وشهدت صراعات دموية غير مبررة، وتعرضت لضربات موجعة، نتيجة تلك الخديعة التي كانت السبب الحقيقي لكل ما حدث منذ ما بعد الاستقلال وحتى يومنا هذا".

  ويرى  بالرغم من الانتصارات والانجازات الاجتماعية والاقتصادية والنهضة الثقافية والتعليمية، فضلًا عن ترسيخ نظام القانون والعدل والمساواة والتنمية الاقتصادية، التي شهدتها مختلف مناطق الجنوب الممتدة من المهرة شرقًا إلى جزيرة ميون غربًا في عهد دولة الجنوب المستقلة، إلا أن خديعة وحدة الضم والإلحاق في عام 1990 المشؤومة، قد كانت هي الأخرى الضربة القاضية لتدمير واجتثاث مكاسب ومنجزات دولة الجنوب وتطلعات أبنائها في التطور والنماء.

ويقترح للخروج من كل هذه المصائب والكوارث السياسية والاجتماعية التي حلت على شعبنا الجنوبي من بعد جريمة الوحدة الاندماجية وما ترتب عليها من مخططات لاحتلال أراض الجنوب التي مورست من قبل نظام صنعاء القبلي المتخلف في1994م,  توحيد ارادتهم السياسية وتعزيز مواقفهم النضالية وقناعاتهم الوطنية المخلصة لعدالة قضيتهم المشروعة، تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أصبح اليوم الكيان السياسي المفوض شعبيًا واجتماعيًا وعسكريًا، ولديه الحاضنة الشعبية والإمكانيات السياسية والعسكرية على استكمال أهداف الثورة الجنوبية التحررية، وقيادته هي الموثوق فيها على استعادة دولتنا الجنوبية المستقلة كاملة السيادة.

ودعا  د. العاقل مناضلي شعبنا ومكوناته السياسية المتناثرة في أرض الشتات، إلى أن تدرك حجم المخاطر المحدقة بوطنهم الجنوبي، وأن تستوعب مد ممارساتها الخاطئة في ما تقوم به من أعمال مناهضة لأهداف قضية شعبنا العادلة، وأن التاريخ لن يرحم كل من تستهويه النزوات الذاتية بعد كل هذه المحن والويلات، التي يجب ان تعلم منها دروس لحاضرنا ومستقبلنا.

وختم حديثه بالرحمة والخلود لشهداء شعبنا الجنوبي، والشفاء العاجل من الله تعالى للجرحى، وأن يفك أسْرانا، ويحقق لمناضلينا الجنوبيين النصر المبين.

 

 

30 نوفمبر أعادت الروح للجنوب

 

ويقول الإعلامي أحمد علي مقرم من محافظة حضرموت: "يمثل ال 30 من نوفمبر المجيد نقلة نوعية في التحرر الوطني اذ كان للجنوب مكانة عظيمة, أعادت له الروح والحرية بعد مضي 129 عامًا من الاستعمار البريطاني" .

ويرى أن اليمننة أصبحت خيارًا غير موفق حيث اختلاف الهوية ونظام الحكم والعادات والتقاليد هي أبرز نقاط الاختلاف بين الشعبين فاستعادة الأصل هو المعترك الحقيقي في دحر اليمننة عن الجنوب العربي.

ويتابع:" لقد أخطاء رواد الاستقلال عندا جلبوا للجنوب  قوى وقيادات تقليدية يمنية وتصدروا المشهد  السياسي, وصاروا انعكاس سلبي  للنظام اليمني الشمالي وعرفوا مكامن القوة والضعف واوصلونا إلى هذا الحال الذي يندى له الجبين"

ويقترح للخروج من هذا المأزق يجب العمل على تهيئة المناخات والظروف نحو بناء مؤسسات دولة الجنوب العربي الحديثة من المهرة إلى باب المندب بعيدا عن الشكليات والتقليدية, والتركيز على الهوية الجنوبية من خلال غرس قيم ومبادئ أصيلة عرفها الجنوب العربي منذ الأزل والتي دمرتها قوى الهيمنة اليمنية في عقود حكمها العجاف.

 

 

 

اليمننة خيارا غير موفق ويعد نكاية وانتكاسه

 

وتؤكد الأستاذة فاطمة ثاني أحمد من محافظة سقطرى, أن يوم  30 نوفمبر الخالد رحيل آخر جندي بريطاني من عدن مناسبة عظيمة للاحتفال وتذكر شهدائنا الأحرار الذين ضحوا بدمائهم الزكية  لقطف ثمار الحرية  والانعتاق من الاستعمار البريطاني البغيض.

وتضيف :" لم تكن اليمننة خيارًا موفقا, بل سارت نكاية وانتكاسه أخرى وقع فيه الشعب الجنوبي حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من الجوع والإذلال وعدم الاستقرار. وأخطاء رواد الاستقلال وقادة الجنوب عند قبولهم للاندماج مع دولة الشمال تحت مسمى الوحدة المشؤمة التي صادرت حرية شعب الجنوب وأسلبت حقوقهم, وصادرت أراضيهم وممتلكاتهم, واستثمرت كل خيرات الجنوب وثرواتها لصالح الشمال, وكذلك التهميش الممنهج  وصل حال الجنوب وحالنا إلى ما هو عليه حاليا.

وترى للخروج من تلك الأزمة الاستمرار بالنضال والدفاع بكل الوسائل المشروعة المتاحة, والوقوف إلى جانب كل مناضل غيور على وطنه وتوحيد الرأي من كل القوى السياسية الجنوبية نحو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

 

قيادة المرحلة يتحملها المجلس الانتقالي الجنوبي

 

الأستاذ عبدالله علي لحقد يقول:" بلا شك إن يوم الجلاء الثلاثين من نوفمبر يمثل ذكرى عزيزة وغالية في حياتنا, بما تعنيه من دلالات ومعاني سامية, فيها تكللت نضالات شعب الجنوب العربي بالنصر والتمكين من استقلال الوطن, ونيل حريته, واشراقة عهد جديد جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عهد التحرر من التبعية الاستعمارية وتوحيد الجنوب تحت علم واحد ودولة واحدة والشروع في ترسيخ دعائم الدولة المدنية".

ويشير إلى أن هذه الدولة الوليدة واجهت صراعات داخلية بين عدد من التيارات التي كانت انعكاس لمرحلة ما قبل الاستقلال. تأثرت بموجة المد القومي العربي وتأثيراته الاقليمية فكان الغالب هو تيار يمننة الجنوب على اعتباره جزء من الوحدة  القومية العربية واشتعال جذوة صراع قطبي العالم, ولم تكن هناك لا القوة ولا التأييد لدعم معارضة هذا المشروع, الذي أصبح شعار الحزب المنفرد بالسلطة بحكم تأثير قيادات شمالية على دفة العمل السياسي حينها, ودعم حلفاء الدولة اقليميا وعالميا. ناهيك عن الدولة الجنوبية حديثة العهد التي تكونت من توحيد أكثر من 21 إمارة ومشيخة وسلطنة كانت قبيل الاستقلال.

وأضاف قائلا: "وحدة الاداة السياسية وقيادة المرحلة يتحملها المجلس الانتقالي الجنوبي بعد التفويض الشعبي الكبير في 4 مايو 2017م وبمشاركة مسؤولة من جميع مكونات العمل السياسي الجنوبي التي يجمعها هدف استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدودها الدولية ما قبل مايو 1990م".

 

اتفاق جميع الأطراف وإنهاء المناطقية

 

ترى الأستاذة إيمان أحمد بحرق, من محافظة لحج أن يوم 30 نوفمبر وهو عيد وطني يعني لنا الحياة الكريمة والأمن والاستقرار لأجيال المستقبل. وفي هذه الظروف التي نمر بها  إننا بحاجة إلى  30نوفمبر إلى الحرية والاستقلال واستعادة دولتنا الجنوبية.

وتقترح للخروج من الأزمة اتفاق جميع الأطراف ووضع الوطن فوق مصالحهم , والعمل على إنهاء المناطقية, و بناء الاقتصاد لما لذلك من أهمية في تحسين الحالة المعيشية للمواطن , العمل على بناء المؤسسات بكافة مسمياتها المدنية والعسكرية في ظل هذه الظروف, لأن لا دولة بدون مؤسسات. والآن صارت الحرب اقتصادية وهي أشد ضراوة من سابقاتها .

 

المرأة بشبوة تعاني من أبسط حقوقها

 

وتقول الاستاذة عيشه احمد علي ناصر من محافظة شبوة:  "نحتفل بالذكرى ال 54 من 30 نوفمبر بمحافظة شبوة في ظل الظروف الراهنة والمعاناة التي يعاني منها المواطنون من والظلم والقهر والاستبداد والاعتقال والاخفاء القسري" .

وتضيف :"نحن أبناء محافظة شبوة التي تعد من المحافظات الغنية بالنفط تعاني المرأة الحرمان  من أبسط حقوقها : حقها في التعليم, والصحة, والأمان ,والعيش بكرامة وحرية, فأصبحنا في محافظتنا كالغرباء والأولوية لأبناء الشمال في كل شيء داخل محافظتنا" .

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر