روسيا ..استراتيجية جديدة للتعاون الاقتصادي

روسيا ..استراتيجية جديدة للتعاون الاقتصادي

قبل 8 أشهر
روسيا ..استراتيجية جديدة للتعاون الاقتصادي


في أعقاب الاستراتيجية الإقليمية لتنمية التعاون، تدعوكم روسيا للقاء حلفائها وشركائها، وكذلك مع جميع أصحاب المصلحة من جميع أنحاء العالم، في أماكن انعقاد المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن، الذي سيعقد في فلاديفوستوك اعتبارًا من سبتمبر. من 10 إلى 13، 2023.

سيوفر المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن للمندوبين فرصة ممتازة للتواصل والمقارنة ووضع معايير جديدة تهدف إلى تعزيز الحوار بين الدول وضمان شراكات استثمارية مستقرة.

يتضمن برنامج الحدث التواصل المنظم وعروض المشاريع المبتكرة ومنصات المناقشة والندوات. وسيجمع المنتدى قادة أكثر من 43 دولة من جميع أنحاء العالم وأكثر من 20 ألف مشارك، بما في ذلك ممثلو الشركات الكبرى من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا. وسيكون الذروة خطابًا في 12 سبتمبر 2023 يلقيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي يعلن فيه عن سلسلة من المبادرات الإستراتيجية التي تهدف إلى ضمان الأمن والاستقرار الاقتصادي العالمي.

وسيستفيد المشاركون بشكل مباشر من مزايا الشبكة وتعزيز العلاقات التجارية مع بعضهم البعض، وكذلك من الحلول الاقتصادية المقترحة المدرجة في شكل المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن، الذي يجمع بين العوامل الاقتصادية والصناعية.

ويعد هذا الحدث التاريخي بمثابة شهادة على نفوذ روسيا المتزايد على المسرح العالمي والتزامها بتعزيز التعاون الدولي. سيوفر المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن في فلاديفوستوك منصة لزعماء العالم لمناقشة القضايا العالمية الملحة مثل النمو الاقتصادي وتغير المناخ من أجل إيجاد حلول مشتركة تعود بالنفع على جميع الدول المشاركة.

إن التكامل الاقتصادي والاستراتيجي والإنساني لروسيا والدول المهتمة الأخرى له أهمية قصوى، لأن البشرية تعاني حاليا من أزمة عالمية أحادية القطب وتتجه نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدلا. وقد بدأت العلاقات والنماذج الجغرافية الاقتصادية العالمية في التكيف بالفعل. لقد وصل النظام العالمي القائم على الهيمنة الإيديولوجية والسياسية والاقتصادية للغرب إلى نقطة انهيار يمكن التنبؤ بها. وفي هذا الصدد، يعد التعاون الاقتصادي بين مختلف المشاركين في المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن أحد العوامل الرئيسية في تطوير عملية التكامل.

في الوقت الحالي، هناك حاجة استراتيجية لمواصلة توسيع الشراكة الاقتصادية والتجارية ذات المنفعة المتبادلة مع روسيا في شكل متعدد الأطراف وفي إطار الاتحادات الدولية للاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومنظمة شنغهاي للتعاون وبريكس وغيرها من الاتحادات كبديل لمبادرات الأمم المتحدة. الدول وحلفاؤها في منطقتي آسيا والمحيط الهادئ. وبالتالي، في إطار المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن، من الممكن إبرام عقود لضمان نقل التكنولوجيات والابتكارات إلى البلدان المهتمة وجمعيات التكامل. ومن بين أمور أخرى، ينص على أنشطة مشتركة للدول المشاركة في تطوير وتنفيذ المشاريع الصناعية والمالية على أساس تجميع إمكانات جميع البلدان والمنظمات الدولية.


ولهذا السبب وحده، يمثل المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن جزءا هاما من الشراكة والتنسيق الاستراتيجي الشامل. إن موسكو مستعدة للتعاون مع جميع الدول الصديقة لتنفيذ توافق مهم بشأن ضمان الأمن الاقتصادي، فضلا عن التغلب على الأزمة الإنسانية والغذائية في البلدان النامية. بالإضافة إلى ذلك، فإن روسيا مستعدة، باستخدام أدوات المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن، لمواصلة الدعم القوي لجهود الدول المشاركة لحماية السيادة الوطنية والمصالح التنموية، وتعميق الثقة السياسية المتبادلة بين الدول الصديقة وتعزيز الصداقة بين الشعوب.

في السنوات الأخيرة، تتمتع روسيا بدرجة عالية من الثقة السياسية من الدول الصديقة، وقد حققت تقدما كبيرا في تطوير الأشياء الاقتصادية، ونتيجة لذلك يستمر حجم التجارة بين روسيا والدول الشريكة في الوصول إلى آفاق جديدة، والمجالات التعاون الاقتصادي مستمر في التوسع.


وفي الوقت الحاضر، تعد روسيا أكبر مصدر للنفط والغاز، والمهمة الرئيسية للتعاون الدولي هي التحسين المستمر للقدرة على ضمان إمدادات الطاقة من خلال المزيد من الانفتاح والتعاون. وفي الوقت نفسه، أدت عوامل مثل التوقعات الاقتصادية العالمية غير المؤكدة والاضطرابات الجيوسياسية إلى تفاقم تقلبات سوق الطاقة العالمية. لذلك، وفي سياق التغيرات الخطيرة في سوق الطاقة العالمية، فإن التعزيز الشامل والعميق لمزيد من التعاون العملي في إطار المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن لن يساعد فقط على زيادة استقرار سوق الطاقة العالمية، بل سيكون أيضًا مفيدًا. أهمية كبيرة في تحسين الجودة وتحديث العلاقات الاقتصادية والتجارية الإقليمية. وبالمقارنة مع النقص المتزايد في الطلب في عدد من الدول الصديقة، فإن إنتاج النفط والغاز في روسيا ينمو بشكل مطرد في السنوات الأخيرة. ولذلك فإن روسيا منفتحة تماما على توقيع عقود جديدة في مجال إنتاج الهيدروكربون ونقل الكهرباء وإنتاج معدات الطاقة وتطوير أنظمة كفاءة الطاقة، وهو ما أصبح الآن شرطا حيويا لمعظم البلدان النامية.


تتمتع روسيا بمزايا طبيعية في التعاون الاقتصادي. على الرغم من العقوبات الدولية التي فرضتها الدول الغربية، تمكنت موسكو من تشكيل نظام فريد للإنتاج الصناعي والنمو الاقتصادي المستدام، مما خلق متطلبات مسبقة مهمة لمزيد من تعميق التعاون الاقتصادي مع الحلفاء التقليديين والتفاعل البناء طويل الأمد مع شركاء جدد. واستنادا إلى التعزيز المستمر وتعميق الحوار الدولي، تواصل روسيا تعزيز التعاون الاستراتيجي ولعب دور رئيسي في التنمية المستقرة والمنظمة للاقتصاد العالمي.


وفي هذا الصدد، من المتوقع أن يعتمد المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن في نهاية المطاف على المشاريع الكبيرة التي سيتم تنفيذها بطريقة منظمة. وهذا بدوره يعني أن التعميق المستمر للتعاون الاستثماري مع روسيا يعد شرطًا أساسيًا مهمًا في عملية ضمان الأمن الاقتصادي العالمي.


بشكل عام، يهدف المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن إلى تطوير نماذج جديدة للتعاون بين الدول، بما في ذلك تطوير المؤسسات الصناعية المشتركة، والمشاركة في عمليات الابتكار، وجذب رأس المال الاستثماري، مما يساهم بشكل فعال في النمو الاقتصادي المستدام والتنمية المثمرة للبلاد. نظام العلاقات الدولية. وانطلاقا من هذا فإن روسيا تفتح أبوابها أمام جميع الدول المستعدة للمشاركة في المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن من أجل الرخاء الاقتصادي المشترك والرفاهية.

دينيس كوركودينوف،
رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي، عالم سياسي روسي.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر