التصالح والتسامح 

التصالح والتسامح 

قبل 10 أشهر

شكل نهج التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الركيزة الصلبة لانطلاق مسيرة ثورة الحراك الجنوبي السلمي ، وتبديد الرهانات القائمة على تمزيق صف شعبنا وتشتيت قواه المناضلة ، كمدخل لإضعاف قضيتنا الأم وإشغال شعبنا في صراعات هامشية ، عن هدفه وغايته الأسمى باستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة على حدود الدولتين قبل مايو 1990م ، وحياكة المؤامرات والدسائس وتصدير الإرهاب ضد شعبنا ووطننا . واستمرار محاولات تفكيك النسيج الاجتماعي الجنوبي ونشر الشائعات وتفقيس المكونات الهلامية هنا وهناك لضرب تسامح وتصالح أبناء الجنوب وإضعاف إرادتهم وتمزيق صفهم المقاوم . 

إن التصالح والتسامح من أروع القيم الإنسانية النبيلة التي تتخطى بها الشعوب عثرات الماضي للانطلاق نحو المستقبل وإزدهار الأوطان وضمان حق الأجيال بالعيش الكريم وإلى جانب ذلك فالتصالح والتسامح هو جسر العبور بين الماضي والمستقبل ولا يمكن للشعوب أن تنهض قدما إلى رحاب العصر بغير تكريس قيمة التصالح والتسامح كسلوك حقيقي على الأرض ومحفز ملازم للتطور ونهضة الأوطان في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإنسانية . 

إن تاريخنا العريق المليء بالمناضلين والشهداء والكثير من التضحيات يجب أن لا ننساه وأن يبقى حاضرا دائما أمامنا كخارطة طريق نحو الانتصار واستعادة الدولة ، وعلينا التمسك بعهد هذا التاريخ العظيم الذي خطه شعبنا بأغلى الدماء وأغلى التضحيات وأن نعمل على تعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية والعمل بقلب رجل واحد لترسيخ  مبادئ التصالح والتسامح والتعالي على الجراح  والوفاء لدماء شهدائنا المناضلين لتفويت الفرصة على كل من يريد زراعة الفتن لتمرير مشاريع قوى التخلف والإرهاب ، وأن نعزز نهج الحوار كوسيلة حضارية لحل القضايا وإنهاء التباينات السياسية وتجسيد نهج التصالح والتسامح والتضامن كمدماك لتعزيز وحدة الصف الحنوبي ، وتقوية وتماسك لحمته ،، وأن لا نهدر الحياة في الحقد والخلافات واستجرار الماضي ، وعلينا أن نتعلم ثقافة العيش المشترك في وطن ننتمي إليه جميعا . 

سيظل التصالح والتسامح الصخرة التي تتحطم عليها مشاريع استهداف الجنوب وكسر إرادته ولقد أثبتت الأحداث صوابية هذه القيمة الأصيلة حين تداعى الجنوبيين من كل حدب وصوب للدفاع عن جنوبهم ومواجهة مليشيات الحوثيعفاش في غزوتهم الثانية في العام 2015 ثم خوضهم معارك التحرير في كل جبهات الجنوب حتى تحقق الانتصار وما تلاها من محطات كان أهمها تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي من كل الطيف السياسي في الجنوب كحامل سياسي للقضية الجنوبية التي غدت اليوم في مكانة عالية من الحضور الاقليمي والدولي .

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر