يجد المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يمثل آمال وتطلعات شعب الجنوب العربي، نفسه غازقا في شبكة معقدة من التحديات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والأمنية ، فالضغوط الداخلية والتجاذبات الإقليمية والمواقف الدولية تضع سلطة المجلس وشرعيته وتصميمه وقدرته على الصمود على المحك ، وسنحاول من خلال هذا التقرير القصير تقديم قراءة ثاقبة لمجموعة التحديات التي تواجه المجلس الانتقالي الجنوبي من مختلف الجوانب.
التحديات السياسية:
ففي سعيه لتحقيق أهداف شعب الجنوب والوفاء بالتزاماته الوطنية في مشهد سياسي متقلب ومعقد، يواجه المجلس الانتقالي الجنوبي عراقيل كثيرة من قبل قوى الاحتلال اليمنية، بما في ذلك السلطات الشرعية، وحزب الإصلاح المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين، وميليشيات الحوثي، التي تعمل بشكل منسق ومتناغم مع بعضها على تقويض مساعي وجهود المجلس وتشويه سمعته والإخلال بتوازنه الوطني وضرب علاقته بالجماهير ويمثل المناخ السياسي الناتج عن هذا التنسيق عقبات هائلة أمام المجلس الانتقالي الجنوبي في سعيه لتحقيق تطلعات شعب الجنوب.
التحديات الاجتماعية:
في الاونة الاخيرة تصاعدت الانتقادات التي تحمل المجلس الانتقالي الجنوبي المسولية عن تراجع المستوى الاقتصادي والمعيشي الذي تشهده البلاد ، حيث أدت حرب الخدمات في عدن والمناطق الجنوبية التي تغذيها القوى اليمنية المعارضة لاستقلال الجنوب مستغلة شراكة المجلس الانتقالي مع سلطات الشرعية، إلى إدخال المواطنين في حالة من عدم الاستقرار والمعاناة، مما يعيق من قدرة المجلس على تلبية احتياجاتهم بشكل مناسب، علاوة على ذلك، فإن التهديدات الأمنية، والأنشطة الإرهابية، والاغتيالات التي تستهدف قادة المجلس الانتقالي تزيد من تعقيد الأمور، وتعرقل فعالية المجلس في الوفاء بالتفويض الممنوح له.
التحديات الاقتصادية:
كما يواجه المجلس الانتقالي الجنوبي قضايا اقتصادية ملحة مثل البطالة والفقر ونقص الخدمات الأساسية وتعطيل عملية دفع الرواتب وارتفاع الاسعار وانهيار العملة، وكلها ازمات تفاقمت بسبب القوى المتحالفة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وتشكل هذه العوائق الاقتصادية تحديات كبيرة أمام المجلس في سعيه نحو الاستقلال وانجاز المشروع الوطني الجنوبي وتؤثر على علاقته بالجماهير التي يمثلها
التحديات العسكرية:
وأدت التوترات المتزايدة داخل الجنوب إلى تنافس القوى اليمنية للسيطرة على المناطق الاستراتيجية وفتحت جبهات عسكرية على طول الحدود الجنوبية الشمالية وتمثل هذه الديناميكيات العسكرية، إلى جانب التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في عدن والمناطق الجنوبية الأخرى، مشهدًا معقدًا يجب على المجلس الانتقالي الجنوبي أن يخوض غماره بينما يتصدى للمصالح الخارجية المتباينة التي تسعى إلى استغلال هذه الاوضاع لتحقيق مصالحها الخاصة.
ختاماً:
يواجه المجلس الانتقالي الجنوبي عددًا لا يحصى من التحديات التي تشمل المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية تخلق الضغوط الداخلية والخارجية بيئة محفوفة بالمخاطر للمجلس وهو يسعى إلى استعادة دولة الجنوب العربي، إن قدرة المجلس على التغلب على هذه العقبات والخروج أقوى سيكون لها دور محوري في تشكيل مساره المستقبلي وتأثيره على المنطقة.
وفي هذه الأوقات العصيبة من تاريخنا الوطني ،فمن الضروري أن يتسلح الشعب الجنوبي بالوعي الكامل تجاه الوضع المعقد والحساس الذي يمر به المجلس الانتقالي الجنوبي. الذي يواجه شبكة من التحديات والمؤامرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تنظمها مختلف القوى اليمنية التي تسعى إلى تقويض قضيتنا.
ويجب علينا أن نلتف حول المجلس الانتقالي الجنوبي، وأن نفهم الشبكة المعقدة من المؤامرات التي تحاك ضده وضد تطلعاتنا الجماعية. ومن الضروري أن نبقى يقظين وواعين، مدركين التهديدات التي تهدد علاقة المجلس الانتقالي بالجماهير ووحدة قضيتنا الجنوبية.