لتحركات الاستفزازية ومحاولات شق صف التوافق الذي انبثق عن مشاورات الرياض، والسعي إلى تمزيق مجلس القيادة الرئاسي من قبل بعض الشخصيات والمكونات التي ظلت في موقف ضبابي في معارك مقاومة الحوثي، كل ذلك يهدف إلى إنقاذ الحوثي وخلط الأوراق وتدمير التوافق الحاصل بين الكيانات والأحزاب التي تقاتل الحوثي على الأرض.
أغلب هذه المكونات التي ظهرت في كشوفات التكتل الوطني أصدرت بيانات تنفي مشاركتها في مجلس بن دغر، والموقعون على هذه الورقة هم شخصيات تمثل أنفسها وتسعى للاستعراض، وقد يعتقدون أنهم يستطيعون خلط الأوراق. أغلب هذه المكونات "كرتونية" لا تملك شعبية حقيقية، وجميعهم لا يستطيعون حشد ألف شخص، ومن يعتقد عكس ذلك عليه أن يثبت شعبيته على أرض الواقع.
اختيارهم للانتهازي أحمد عبيد بن دغر، سيئ السمعة سياسياً واجتماعياً حتى في مسقط رأسه، ليكون رئيسًا لهذه المكونات يعكس الإفلاس والفشل والخيبة والانهيار لدى الموقعين ومن يمولهم.
يبدو أن المعهد الأمريكي قد صرف عهدة مالية كبيرة ويريد تجهيز طبخة سريعة قبل نهاية العام لتصفية عهدته، وليس من المنطق أن تقوم جهات أمريكية برعاية عمل سياسي حقيقي في هذا التوقيت قبل معرفة من سينتصر في الانتخابات الأمريكية.
عدد من المعاهد والمنظمات الغربية تهدف إلى كسب دعم كبير من قيادة التحالف "السعودية والإمارات"، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تستخدم أساليب ابتزاز من هذا النوع. ولو لم يكن هدفهم التحالف، لكانوا قد قاموا بمثل هذه الأنشطة في صنعاء وليس في عدن.
إذا افترضنا أن الممولين وكل المكونات الموقعة هي مكونات حقيقية ولديها مشروع وخلايا تعمل على تنفيذ أجندات تستهدف المجلس الانتقالي الجنوبي وتريد زعزعة الأمن في المناطق الجنوبية، فإن الانتقالي سيعمل بضربة قاضية على سحق كل المشاريع التي تخدم الحوثي والإخوان، والجميع يعلم ذلك.
نشاطات هذه المكونات "الكرتونية" في المناطق التي يسيطر عليها الانتقالي، بالإضافة إلى حرية الصحافة وحماية الصحفيين المؤيدين والمعارضين، تكشف جانبًا إيجابيًا يمكن أن يخدم الجنوب، حيث يمكن للانتقالي الاستفادة من ذلك بإبراز مشروع حديث يعكس رؤيته الإيجابية في مجال الحريات.
البعض يعلم كيف كان نظام علي عبدالله صالح يستفيد من نشاط مثل هذه المكونات الهلامية وكيف كان يفرخها، وكم من جبهات إنقاذ تم إعلانها في صنعاء وكم من مكونات وتكتلات ظهرت، وكلها لم تؤثر على الأرض. كان صالح يظهر نفسه كراعٍ للحرية والديمقراطية، ومن خلال فسح مجال الحريات التي لا تؤثر في الواقع، سيُظهر الانتقالي للعالم أنه راعي مشروع دولة حضارية تفتقدها باقي أطرافه وخصومه.