غضب في «صنعاء الحوثيين» على وقع جرائم قتل وسطو وترهيب

غضب في «صنعاء الحوثيين» على وقع جرائم قتل وسطو وترهيب

قبل 15 ساعة
غضب في «صنعاء الحوثيين» على وقع جرائم قتل وسطو وترهيب
الأمين برس / متابعات

 

لا يمر يوم إلا ويستيقظ سكان صنعاء على "جريمة جديدة" للحوثيين، حتى غدت مدينة سام بن نوح ساحة لانتهاكات لا حصر لها.

 

 

ويقول سكان محليون وحقوقيون إن جرائم القتل، والسطو، ومصادرة الأملاك، وظاهرة اختفاء الأطفال، وتنامي نفوذ القادمين من صعدة إلى صنعاء، باتت تقض مضاجع السكان في العاصمة المستلبة، التي كانت يومًا رمزًا للسلم والتعايش.

 

 

وترصد "العين الإخبارية" في هذا التقرير بلاغات للأهالي في صنعاء عن جرائم منهجية تكشف حقيقة مزاعم الحوثيين بأن المدينة مناطق سيطرتهم غدت واحة للأمن.

 

قتل وتعذيب

ففي 15 فبراير/ شباط الجاري، صُدم سكان صنعاء من جريمة مقتل الشاب أسامة عبده علي الضبيبي، الذي تعرض لوابل من الرصاص على يد عصابة مسلحة في منطقة حي شملان في صنعاء.

 

وأثارت تلك الواقعة استياءً واسعًا لدى سكان صنعاء الذين تملكهم الخوف، حينما صدموا من واقعة قتل شاب من أبناء المنطقة، فيما عقدت قبيلة بني الضبيبي اجتماعًا موسعًا للضغط على الحوثيين لضبط الجناة، الذين لا يزال بعضهم فارين.

 

وبحسب مصادر محلية لـ"العين الإخبارية"، فإن جرائم القتل في صنعاء باتت تتكرر بشكل مخيف مؤخرًا، لا سيما في أحياء مذبح وشملان التي تتوغل فيها عصابات مسلحة مدعومة من الحوثيين.

 

ولم تمر أيام على مقتل الضبيبي، حتى أُعلن عن مقتل الطفل رداد صالح غالب، من أبناء مديرية نهم بمحافظة صنعاء، وذلك تعذيبًا حتى الموت.

 

ووفقًا لبلاغات حقوقية، فإن الطفل رفض تجنيده قسريًا من قبل مليشيات الحوثي، التي لجأت لاختطافه وتعذيبه حتى الموت بطريقة وحشية هزت الرأي العام.

 

وأوضحت المصادر أن قياديًا حوثيًا يُدعى علي السقاف، يستخدم أسلوب الترهيب والتخويف للضغط على أسرة الطفل بالتنازل عن القضية، غير أنها رفضت ذلك وتطالب بتحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين في الجريمة.

 

بقوة السلاح

وفي حي شملان أيضًا، تفاجأت عائلة المواطن صالح محمد السعيدي يوم الأربعاء 12 فبراير/ شباط الجاري بتعرض منزلها للسطو من قبل عصابة مسلحة تابعة لمليشيات الحوثي.

 

وقال أحد أقارب السعيدي لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيات اقتحمت المنزل وقامت بطرد النساء والأطفال إلى الشارع قبل أن تسطو عليه بالقوة، وذلك بسبب مناهضة السعيدي لمشروعهم.

 

في واقعة ثانية، قال رجل الأعمال اليمني ياسر اللوزي إن قياديًا حوثيًا نافذًا من صعدة قام بالسطو على أرضه في شارع النصر في صنعاء وتحويلها إلى معرض سيارات دون دفع إيجارها.

 

وفي بلاغ للرأي العام، قال اللوزي إنه قام بتأجير "قطعة الأرض للمدعو حمود جعفر، أحد أبناء صعدة ومن القيادات النافذة، لكنه منذ أكثر من سنتين يرفض دفع الإيجار أو الخروج، بتعنّت وتبجّح".

 

وأوضح أنه "عندما وقع الخلاف بينهما، تفاجأ بأن كل الأجهزة الحوثية تحركت لخدمة النافذ القادم من صعدة، بما في ذلك مكتب وزير داخلية المليشيات المدعو يوسف النوعة، وكذا المنطقة الخامسة وأقسام الشرطة المجاورة".

 

وأكد اللوزي أن "الأمر لم يعد مفاجئًا، بعد أن سمع شكاوى كثيرة من جهاتٍ وُضعت لحماية المواطن، فتحولت لحماية الشلّة والأصحاب والمصالح"، في إشارة إلى مليشيات الحوثي واستغلالها مؤسسات الدولة.

 

ولم تكتفِ المليشيات بمصادرة أملاك اللوزي، وإنما لجأت إلى تهديد إخوته للادعاء بعدم وجود مشكلة، مشيرًا إلى أن المليشيات ذهبت لتهديده بعد كتابة البلاغ بدلًا من إنصافه واسترداد حقوقه المسلوبة.

 

في واقعة ثالثة، قالت نقابة الصحفيين اليمنيين إن مليشيات الحوثي تتجه لتشغيل شركة "يمن ديجتال ميديا" وشركة "يمن لايف" التابعتين لطه المعمري، وذلك بعد مصادرتها بالقوة.

 

وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة بصنعاء التابعة للحوثيين أصدرت حكمً إعدام رميًا بالرصاص على الصحفي المعمري، وأمرت بمصادرة كافة أمواله. كما قامت بإصدار حكم جديد مطلع الشهر الجاري، يتضمن تهمًا كيدية جديدة وإيعازًا للحوثيين بتشغيل الشركات الخاصة به، ووجهت تهمًا لـ 14 صحفيًا ومصورًا وعاملًا في الشركات خلال الفترة الماضية تمهيدًا لملاحقتهم ومحاكمتهم غيابيًا.

 

اختفاء أطفال

وتصاعدت ظاهرة اختفاء الأطفال في صنعاء بشكل مقلق، وسط صمت وغياب أي توضيحات من قبل مليشيات الحوثي.

 

ومؤخرًا، أثار اختفاء الطفل مؤيد الأحلسي الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تتحرك المليشيات وتعيده في ظروف غامضة دون كشف تفاصيل ما جرى له.

 

كما أبلغ سكان صنعاء عن اختفاء الطفل عمرو خالد، الذي تعرض للاختطاف من حارة الشعب جوار شركة الفرسان في شارع خولان بمحافظة صنعاء من قبل عصابة مدعومة من الحوثيين.

 

وسجلت تقارير إعلامية في يناير/ كانون الثاني الماضي 16 حالة اختفاء لأطفال في صنعاء، فيما لم تكلف المليشيات نفسها ولو بتصريح يبدد بعضًا من مخاوف الأسر، التي صارت تتلقى باستمرار أخبار الاختفاء.

 

تعبئة فكرية

وقالت مصادر حقوقية وإعلامية إن مليشيات الحوثي أطلقت حملة استقطاب وتجنيد شملت عشرات الفتيات من مختلف الأعمار في صنعاء، حيث أخضعتهن لدورات تعبئة فكرية وعسكرية.

 

ووفقًا للمصادر، فإن المليشيات أخضعت 75 فتاة ضمن مرحلة أولى في مديريات: صنعاء القديمة، والتحرير، والسبعين، لتلقي تدريبات مكثفة على استخدام السلاح وبعض فنون القتال.

 

وأوضحت أن المشرفات الحوثيات قمن بتحريض المشاركات على اتخاذ جميع ما يلزم من الأدوات والوسائل، من بينها القمع والترهيب واختطاف النساء الرافضات لمشروع المليشيات وفكرها.

 

 

* العين الإخبارية  

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر