أصدر نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء أحمد سعيد بن بريك بيان سياسي أكد تأييده لدعوة اللواء فرج البحسني في تشكيل حامل سياسي في حضرموت.
نص البيان:
في خضم التحولات الوطنية العميقة والاستحقاقات المصيرية التي تمر بها البلاد، تظل حضرموت — بتاريخها العريق، وعمقها الحضاري، وخصوصيتها الاجتماعية والسياسية — حاضرة كرقم صعب لا يمكن تجاوزه، وقيمة وطنية كبرى تستدعي من الجميع استحضار المسؤولية التاريخية تجاهها.
وإذ نُشيد بوعي أبناء حضرموت والتزامهم الدائم بالحفاظ على أمن واستقرار محافظتهم، نؤكد أن هذا الإرث من الحكمة والتماسك هو الضامن الحقيقي لمكانة حضرموت ومصالحها العليا، وهو ما يستدعي اليوم أكثر من أي وقت مضى تجاوز الخلافات الظرفية، والعمل على بلورة رؤية موحدة تعكس تطلعات الحضارم وتضمن تمثيلهم العادل في معادلة الحاضر والمستقبل.
إن وحدة الصف الحضرمي وتماسك مكوناته الاجتماعية والسياسية، تمثل حجر الزاوية لأي مشروع وطني ناجح لحضرموت، ونرفض أي مسارات تؤدي إلى الإقصاء أو التفرد أو توظيف الخلاف السياسي كأداة لتمزيق النسيج الحضرمي المتماسك عبر عقود طويلة.
من هذا المنطلق، فأننا نؤيد البيان الصادر اليوم السبت، عن أخي سيادة اللواء الركن فرج سالمين البحسني، عضو مجلس القيادة الرئاسي نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بكل مضامينه،و دعوته إلى أهمية وجود حامل سياسي حضرمي حقيقي وشامل، يُمثّل جميع الأطراف والمكونات السياسية والمدنية والقبلية.
وعليه فأننا نُجدد التأكيد على أن الحاجة أصبحت ماسة لتشكيل حامل سياسي حضرمي حقيقي، يشمل كافة القوى السياسية والمدنية والاجتماعية والقبلية في حضرموت، ويُعبّر عن إرادة أبناء المحافظة بمسؤولية وشفافية، دون وصاية أو تهميش لأي طرف، بما يحقق شراكة فعلية في رسم السياسات، وصياغة المستقبل على قاعدة المصالح الحضرمية المشتركة.
إن وجود مثل هذا الحامل السياسي، القائم على الشراكة لا المغالبة، وعلى التوافق لا الإقصاء، من شأنه أن يمكّن الحضارم من التعبير عن أولوياتهم بوضوح، والمشاركة الفاعلة في أي ترتيبات سياسية قادمة تخص شكل الدولة وموقع حضرموت فيها، دون أن يتحول التعدد السياسي إلى سبب للتنازع، بل عامل إثراء للعمل السياسي المسؤول.
كما نؤكد أن استمرار حالة التشظي والجمود، في ظل غياب مظلة سياسية جامعة، لن يخدم أبناء حضرموت، بل يضعف موقفهم التفاوضي، ويعرّض مصالحهم للتآكل أو التنازل عنها في لحظات الحسم.
وعليه، ندعو كافة الأطراف الحضرمية إلى تغليب منطق الحوار والانفتاح، وإعلاء المصلحة العامة فوق الاعتبارات الفئوية أو الحزبية، بما يحافظ على وحدة حضرموت، ويعزز دورها التاريخي في استقرار الوطن وازدهاره، ويفتح الباب أمام مشروع حضرمي جامع، يُبنى بالإرادة الحرة، ويتّسع للجميع دون استثناء.
حفظ الله حضرموت، وأعلى راية وحدتها وتماسكها.
اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك
نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي
محافظ محافظة حضرموت السابق