د. صدام عبدالله: 14 اكتوبر ليس مجرد تاريخ في الذاكرة بل ميلاد لروح الجنوب

د. صدام عبدالله: 14 اكتوبر ليس مجرد تاريخ في الذاكرة بل ميلاد لروح الجنوب

قبل ساعتين
د. صدام عبدالله: 14 اكتوبر ليس مجرد تاريخ في الذاكرة بل ميلاد لروح الجنوب
كتب د.| صدام عبدالله

 إن الرابع عشر من أكتوبر ليس مجرد تاريخ في الذاكرة، بل هو ميلاد لروح الجنوب ورمزا شامخا للكرامة والعزة، إنه اليوم الذي تفجرت فيه إرادة شعب أَبِي رفض الخنوع والاحتلال، ليشعل شرارة ثورة عظيمة كانت منارة للتحرر في المنطقة. وهذه الثورةبالنسبة لأبناء الجنوب  ليست حكاية تروى، بل هي هوية متجذرة وشريان حياة يضخ فيهم الأمل والإصرار على استعادة دولتهم كاملة السيادة. لقد سطر أبناء الجنوب الأحرار على مدى سنوات الثورة فصولا من البطولات والتضحيات التي تدرس في سجلات النضال ،ثورة لم تكن عفوية بل كانت نتاج إيمان مطلق بالحق واستعداد لا محدود للفداء. لقد واجهوا أعظم القوى الاستعمارية ببسالة لا تقارن حاملين أرواحهم على أكفهم ومحولين الجبال والوديان إلى قلاع للصمود. لقد استلهم الجيل الجديد هذه الروح المتقدة من أجدادهم وآبائهم الذين غرسوا فيهم مبدأ أن الحرية لا تهدى بل تنتزع بـالتضحية والفداء. إن أعظم ما يميز هذا المسار الثوري هو سلسلة التضحيات اللامتناهية،اذ قدم الجنوب قوافل من الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية تربة الوطن وهم ما زالوا يقدمون الغالي والنفيس في سبيل استكمال مسيرة التحرير واستعادة الدولة الجنوبية، هذه التضحيات هي الضمانة الوحيدة لعدم التفريط في المكتسبات، وهي الوقود الذي يبقي شعلة النضال متوهجة، إن هذه الروح الثورية المتوارثة هي التي تمنح أبناء الجنوب القوة ليقفوا اليوم صفا واحدا لاستكمال المشوار الذي بدأه أسلافهم نحو تحقيق الاستقلال الثاني واستعادة الدولة. وتأتي أهمية إقامة الفعاليتين المركزيتين في الضالع وحضرموت لتؤكد على أن ثورة أكتوبر هي ثورة لكل الجنوب، من أقصاه إلى أقصاه، الضالع رمز الصمود والمقاومة التاريخية وحضرموت رمز الثقل الحضاري والعمق الاستراتيجي، بتوحيدهما في هذه المناسبة يرسلان رسالة مدوية أن الجنوب موحد الصف والإرادة في استعادة دولته، هذه الفعاليات هي تجديد للعهد مع دماء الشهداء واستعراض للقوة الشعبية ورفضا قاطعا لأي محاولات للمساس بهوية الجنوب وحقه في تقرير مصيره. إنها بمثابة خارطة طريق تثبت للعالم أن قضية شعب الجنوب حية لا تموت. إن ثورة 14 أكتوبر هي اللبنة الأولى التي بني عليها حلم الدولة. وبالرغم من التحديات فإن العزيمة التي سطرت في تلك الملحمة البطولية ما زالت حية في قلوب أبناء الجنوب. فلنقف جميعا كتفا بكتف مستلهمين من روح هذه الثورة الخالدة، ومؤكدين أن تضحيات الأجداد والأبناء لم ولن تذهب سدى. المستقبل للجنوب الأبي والنصر آت لا محالة بفضل الإصرار والتضحية، والرحمة للشهداء، والمجد لثورة اكتوبر الخالدة

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر