الكيان السياسي اصطلاحا هو الدولة أو إحدى سلطاتها المدنية الفرعية، مثل، الولاية، أو المحافظة، أو المدينة، أو المديرية. ويعني أيضا" المنطقة الجغرافية ذات الحكومة المقابلة" ذو السيادة المعترف بها,
وعادةً ما يتوقف شرط الاعتراف الخارجي بالدولة على توافر هذا الشرط الجغرافي – الأرضي ، وبخاصة من دول الجوار .
وإذا فالكيان السياسي الجنوبي الذي دعا الى تكوينه القائد "عيدروس الزبيدي " هو كيان ضرورة يؤسس لما بعده إجرائيا على طريق تتويج مراحل النضال السلمي والعسكري الجنوبي في إطار جغرافي آمن .
بمعنى :
قد يتبادر الى ذهن البعض بأن الكيان السياسي الجنوبي " القادم " شبيه بالمكونات السياسية الجنوبية المفرزة أبان النضال السلمي وهو لن يكون كذلك خاصة في نسيجه البنيوي لماذا؟
لأن التعريف لمفهوم الدولة هو" أن الدولة في الأصل كيان سياسي – قانوني تحكمه مجموعة من القواعد المقننة بهيكل يستند على المقومات الثلاثة " المدني – العسكري – الأمني " ولهذا الهيكل قواعد "صفات " تتجاوز شخصانية الأفراد الذين يديرونه من ناحية ؛ وشخصانية الأفراد الذين يتعامل معهم هذا الجهاز من ناحية أخرى .
فهناك تقنين لحقوق من يديرون جهاز الدولة وواجباتهم ، وتقنين لحقوق من يتعامل معهم جهاز الدولة وواجباتهم .
شرعية المقاومة :
أفرزت الحرب جنوبا قيادة ميدانية عُصِرت بمراحل ومنعطفات حرب ضروس ومن تلك القيادات من طالت به مراحل النضال لسنوات خلت مانحة إياهم إجازة قيادة شعب الجنوب وتمثيل حراكه السلمي بمعطيات الأمر الواقع ومتطلبات المرحلة وجدارة اثبتتها ملحمة الصمود الكبير والانتصار الثاني على القوى التي سعت بوسائل أنكى واقوى واشد منها أيام الحرب وصلت أعلى مراحلها باستخدامها السيارات المغلومة والعمليات الانتحارية بدافع والقتل و التصفية العلنية لرموز المقاومة الجنوبية .
هنا كان بإمكان القيادة الجنوبية المخوّلة شعبيا وجبهويا والمتمتعّة بعلاقات طيبة ومتينة مع قوات التحالف والرئيس هادي تحديدا اختزال المراحل وإعلان تمثيلها السياسي لشعب الجنوب دون الحاجة الى دعوة تشكيل كيان جنوبي جديد ؟
غير أن الخبرة السياسية التراكمية لقيادة المقاومة ورهانها على أن الكيان القادم يجب أن يتجاوز التحديات الراهنة مستفيدا من الإرهاصات السابقة ونصب عينيه وطن جنوبي جديد يتسع لكل أبنائه بمختلف مشاربهم وفق تحالف استراتيجي أبدي مع محيطه الخليجي ماحيا ونابذا كل علائق واخفاقات الماضي وفق رؤية واعية وشراكة متينة مع المجتمع الدولي أرست مداميكها الإنجازات الكبيرة والغير مسبوقة للمقاومة الجنوبية في مجال مكافحة الإرهاب .
