نظم أتحاد طلاب الجنوب في الهند أمسية ثقافية وفنية بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لعيد الاستقلال ال30 من نوفمبر في مدينة أورنج أباد الهندية. وبدأت الامسية بتلاوة عطرة من الذكر الحيكم، تلاها النشيد الوطني الجنوبي، بعد ذلك وقف الطلاب وقفة حداد لقراءة الفاتحة على شهداء الجنوب.
وشهد الحفل تقديم فقرات ثقافية وفنية قدم فيها الطلاب عدداً من المشاركات الادبية والفنية والسياسية.
وأصدر أتحاد طلاب الجنوب في الهند بياناً بهذه المناسبة -حصل "الامين برس" على نسخة منه- جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان اتحاد طلاب الجنوب في الهند بمناسبة الذكرى الحادية والخمسون لعيد الإستقلال ال 30 من نوفمبر
يطيب لنا طلاب الجنوب في الهند في هذه المناسبة العطرة والذكرى النوفمبرية التحررية العظيمة أن نشاطر شعبنا الجنوبي داخل الوطن وخارجه إحتفالاته بهذه الذكرى الخالدة التي توجت إنتصاراتها تضحيات جيل من الشهداء والأبطال في ستينات القرن الماضي. وها نحن اليوم نحتفل بهذه الذكرى لنخلد تلك التضحيات العظيمة التي أستطاعت من خلالها أن تحرر جنوبنا الحبيب من أقوى أمبراطورية أستعمارية على وجه الأرض في تلك الحقبة الزمنية، ولنستمد من تلك العزائم والتضحيات قوة وصلابة في مواجة قوى الإحتلال الطامحة نحو إستعادة إحتلال الجنوب وأخضاعه لحكم صنعاء الذي جثم على صدور الجنوبيين لعقدين ونيف من الزمن. أن هذه الذكرى ستظل خالدة في تاريخ شعبنا ورسالة للعالم أجمع بأننا شعب لا يقبل إلا أن يعيش حراً أبياً مهما كلفته حريته وإستقلاله من تضحيات.
تحل علينا اليوم الذكرى الحادية والخمسون لطرد أخر جندي بريطاني من عدن وشعبنا ومقاومته الباسلة يقدمان التضحيات الجسام على تراب وطننا الغالي وفي جبهاته الحدودية مع اليمن الشمالي لتأمين ما تبقى من أراضي جنوبية تحت سيطرة العربية اليمنية وتحقيق الإستقلال الثاني الذي باتت ملامحه في الأفق والذي أصبح واقع ملموساً على الأرض مهما حاولت بعض القوى والأحزاب ودول الجوار تجاهل ذلك الواقع الذي صنعه شعبنا و ضحى لأجله كوكبة من الأبطال منذ عام 1994 مرورا بثورة الحراك الجنوبي السلمي وملحمة الدفاع عن الأرض والعرض أبان الإجتياح الإخير في عام 2015م والذي مازالت الكثير من جبهاته الحدودية لم تغلق بعد ولم تنطفى نيرانها.
نحتفل اليوم بذكرى الحرية والإستقلال الأول وقد تحقق لشعبنا الكثير من المنجزات وسيطرت مقاومتنا الجنوبية الباسلة على معظم ترابنا الوطني بل وتوغلت في العمق في أراضي العدو. نحتفل اليوم وقد أصبح لنا قوات جيش وأمن جنوبية وحامل سياسي لقضيتنا العادلة متمثلا بالمجلس الأنتقالي الجنوبي ويعد ذلك تحول كبيراً في مسيرة شعبنا النضالية التحررية بعد أن عانى شعبنا لعقدين ونيف من الزمن لأبشع أنواع العبث والتنكيل من قوى الإحتلال المتمثلة بمليشيات وعصابات نظام صنعاء البائد.
وبالرغم من الأوضاع الأقتصادية الصعبة التي يمر بها أهلنا في الجنوب وغياب الخدمات والعبث بالأمن التي تتسبب بها ما تسمى بحكومة الشرعية والقوى الشمالية المتصارعة التي لا يروق لها أن يستقر الجنوب مهما بلغت خلافاتهم على السلطة في الشمال، إلا أننا نؤمن بأن القادم أفضل وإن بشائر النصر تلوح في الأفق وأن فجر الإستقلال لن يطول أنتظاره، كما أننا نناشد الاشقاء في التحالف العربي أن يكونوا عند مستوى المسؤولية تجاه شعبنا وأن يعملوا على توفير الخدمات والمرتبات فالحالة المعيشية التي وصل لها شعبنا بسبب غياب الخدمات وانهيار العملة وممارسات ما تسمى بالشرعية أمر لا يطاق.
وإزاء ما تحقق لشعبنا من أنتصارات عسكرية على الأرض ودحر للغزاة فأننا نشكر الله على ذلك كما نتقدم بالشكر للأشقاء في التحالف العربي على دعمهم العسكري واللوجستي الذي كان مفتاح للنصر ودحر العدو ونؤكد لهم أن مصيرنا العربي واحد وأمننا واحد وسيكون شعبنا معهم في نفس الخندق حتى القضاء على أذناب أيران في منطقتنا العربية، آملين منهم أن يكونوا عونا وسنداً لشعبنا في نيل أستقلاله وتحقيق تطلعات السياسية المشروعة.
كما أننا ننتهز هذه المناسبة التحررية لنؤكد لشعبنا في الداخل والخارج بجميع قواه السياسية والمجتمعية بأن قوتنا تكمن في وحدة صفنا ولم شملنا ونبذ خلافاتنا، وعليه فأننا نحث جميع القوى السياسية في الداخل من قوى سياسية واحزاب ومنظمات مجتمع مدني ومشائخ وغير ذلك من القوى الفاعلة أن يوحدوا صفوفهم وأن يجعلوا مصلحة الشعب فوق مصالح القوى والأحزاب وأن يوحدوا جهودهم نحو الهدف الأسمى للجنوب وهو نيل الإستقلال الثاني وأن يوجهوا سهامهم جميعاً الى نحور الغزاة الحالمين بعودة جنوبنا الحبيب الى صنعاء والذي مازالت قواهم تحاول بين كر وفر على أكثر من جبهة في الحدود فضلاً عن تلك القوى الإحتلالية التي مازالت تعبث بأمن وثروات شعبنا في وادي حضرموت.
وفي الأخير نترحم على شهداء أكتوبر صناع ملحمة الاستقلال النوفمبري وجميع شهداء الجنوب الذين أروت دمائهم تراب الجنوب للدفاع عن أمنه وأستقراره وشهداء ملحمة الإستقلال الثاني الذين لم يتوانوا عن تقديم أرواحهم فداء للجنوب ونسمع عن تضحياتهم كل يوم منذ الإجتياح الأول للجنوب في صيف 94 حتى يومنا هذا، سائلين الله أن يتغمدهم بواسع رحمته وفسيح جناته. كما نتمنى للجرحى الشفاء العاجل وللأسرى الحرية ولشعبنا الإستقلال العاجل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صادر عن الأمسية الثقافية لاتحاد طلاب الجنوب في الهند
بمناسبة الذكرى الحادية والخمسون لعيد الإستقلال
30نوفمبر 2018