الفقيدة دعرة القطيبي.. إمرأة من ردفان أحبت وطنها وقاتلت لتحريره

حملت السلاح لتقاتل المحتل البريطاني 

الفقيدة دعرة القطيبي.. إمرأة من ردفان أحبت وطنها وقاتلت لتحريره

قبل 5 سنوات
الفقيدة دعرة القطيبي.. إمرأة من ردفان أحبت وطنها وقاتلت لتحريره
الأمين برس/ رائد محمد الغزالي




هي واحدة من النساء النادرات اللواتي قدمن عملا بطوليا في القرن الماضي ال21 وذكرهن التاريخ ليتحدث عنهن جيل بعد جيل، من بوابة ردفان جنوب اليمن كان أول ظهور للمرأة المناضلة ،قامت بدور بارز وساهمت في سبيل الدفاع عن تراب الوطن المقدس ووقوفها الی جانب أخيها الرجل في الكفاح المسلح في جبهات القتال،
فالفقيدة المناضلة البطلة بنت ردفان، عقيد / دعرة سعيد عباد لعضب القطيبي ( وأسمها الحقيقي مريم ) التي صالت وجالت ودافعت عن وطنها مع إخوانها في جنوب اليمن وفي شماله،إمرأة كانت شجاعتها نادرة،كانت مطلوبة لدى القوات البريطانية ضمن مجموعة من القيادات الثائرة من ردفان،عرف عنها بالمرأة الغيورة على تربة وطنها،وكانت تتسم بهذه الصفة منذ صغرها عندما أخبرها والدها أن هناك جنود جاءوا ليحتلوا بلادنا،لقد حملت سلاح أبيها منذ سن مبكرة وهي أكبر فرد في العائلة،
وقال عنها الشاعر بن لزنم العولقي في قصيده شعرية مادحاً إياها ،
والله يا دعرة ما أعجبني في الدنيا كماش....شليتي الجودة وبندق زين في يدش يرمي رماش

* المولد والنشأة


ولدت دعرة في منطقة وادي شعب الديوان مديرية ردفان في عام 1924م،قدم والدها سعيد من منطقة دبسان الجبلية ليستقر بالعيش في وادي شعب الديوان التي توجد بها أراضي زراعية،غيب الموت والدها وهي لاتزال في سن الخامسة عشر،نشأت بين أفراد عائلة مكونة من 2 من الإخوة و 3 بنات إلى جانبها،وهي من أسرة الشهيد راجح لبوزة عائلة كان لها السبق في تفجير الثورة الأكتوبرية،

* دعرة الإنسانة والعدائية


دعرة وبعد وفاة والديها تحملت مسئولية الإهتمام بأفراد عائلتها،وهي مهمة إنسانية حدثت في ظروف عصيبة آنذاك،سخرت كل عمرها في خدمة عائلتها ووطنها وقل ماتجد نساء في هذا الزمان يفعلن ذلك،وحرمت نفسها الزواج وكان ذلك سبباً في وفاتها دون أن تتزوج،لإنشغالها العظيم في مهمة تنشئة أفراد عائلتها،
وكان تقول لا أعراس ولا أفراح إلا بعد الإستقلال،
وقضت ماتبقى من عمرها في الدفاع عن وطنها في سهول ووديان وجبال الجنوب والشمال،كانت دعرة عدائية مع أعدائها منذ صغرها ولم ترحمهم في جبهات القتال لإنها أرادت تحرير وطنها،في مشهد ونموذج بطولي نادر ظل خالداً إلى يومنا هذا بتلك العزيمة والإصرار وحب الوطن ودافع كبير في التضحية من أجلة،

* مواقف بطولية

دعرة القطيبي لم تكن تطمح لحصد المال أو التجارة والكسب الخاص،كان طموحها وطن حر ومستقل يعيش فيه الجيل القادم مرفوع الرأس بأمان وإطمئنان،للفقيدة دعرة مواقف بطولية حدثت على أرض الواقع كلها ثورية،من الجنوب إلى الشمال،ساهمت دعرة في إسقاط نظام الإمامه في شمال الوطن وذهبت مع فوج الثوار من أبناء ردفان الذين هبوا لنصرة إخوانهم في شمال اليمن عام 1962م ،كانت محطات هذه المرأة في جبال صنعاء في يسلح وفي نقم،قاتلت أيضاً في جبال المحابشة ضد قوات النظام الإمامي،في أرض الجنوب كانت جبال ردفان شاهدة على بطولات تلك المرأة من دبسان وحيد ردفان،ثم الأعمال الفدائية في الحبيلين وفي طريق بلة،ومع رفاق دربها في جبهة الحواشب الغربية،قبل وبعد عام 1963م،حتى أعلن الإستقلال الجنوبي عام 1967م في الثلاثين من نوفمبر،وتعرضت دعرة لإصابة في ساقها في إحدى المواجهات وتم تهريبها إلى تعز لتعالج هناك في بداية الستينيات،وكانت القوات البريطانية تبحث عنها وقد رصدت مكافئة مالية لمن يدلي بمعلومات عنها وقدرت تلك المكافئة بمأئة ألف شلن،وكان قبل ذلك تم أسرها وسجنت في عدن ولكنها تمكنت في الهرب من السجن بعد أن قتلت الحراسة وعادت إلى ردفان،وكثيرة هي المواقف البطولية التي لا يتسع المجال لذكرها،

* الموعد مع التاريخ


كان التاريخ ينتظر دعرة في تعز بعد أن أستقبلها الرئيس السلال أول رئيس شمالي،كان الزعيم العربي رحمه الله جمال عبدالناصر ألتقى بدعرة وقد سأل عنها قبل ذلك وزارها العديد من السياسيين والزعماء في جمهورية اليمن الديموقراطية،ومنها اللقاء التاريخي بالزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر هناك في القاهرة وهذا تاريخ بحد ذاته،

* ماحصلت عليه المناضلة دعرة

منحها الرئيس الزعيم المصري العربي جمال عبدالناصر رحمه الله رتبة ملازم أول،تقديرا منه لمواقفها وشجاعتها ودورها النضالي في صنع تاريخ جسدت فيه دور المرأة في الدفاع عن أرضها ودينها،ثم منحت وسام الاستقلال من الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد،وقبل ذلك كرمت من الرئيس سالمين ،وكرمت من قبل منتدى الشقائق العربي في عام 2000م وتقديرا لمواقفها منحها الرئيس اليمني السابق علي صالح رتبة عقيد،وكان ذلك في عام 1999م،وكثير من التكريمات والأوسمة التي نالتها الفقيدة دعرة بنت سعيد،

* وفاة دعرة

توفت تلك المناضلة البطلة في أغسطس عام 2002م أثر مرض عضال في منزلها بمدينة الشعب بالعاصمة عدن،ودفنت في مقبرة الحمراء بالجدعاء بردفان،

العديد من الكتاب المحليين والعرب والأجانب كتبوا عن مواقف وشجاعة هذا المرأة رحمها الله تعالى،ستجد تلك الكتابات على محرك البحث جوجل،ووصفوا شجاعتها بالنادرة،وهذه كانت لمحة بسيطة عن تاريخ هذه المناضلة الثائرة الفقيدة دعرة،وهنا لا بد من توجيه رسالة بسيطة في ختام هذه السيرة الموجزة عن مآثر الفقيدة دعرة بإنه يجب إعادة الإعتبار للفدائيين والشهداء من خلال الإهتمام بأسرهم والعناية بالأحياء منهم وتوفير لهم حياة كريمة تليق بهم وانتشالهم من الحالة المعيشية الصعبة والجوع وأبناء المجتمع ككل كي ينعموا بعيش آمن ومستقر،

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر