كشف نائب الرئيس رئيس الوزراء الاسبق خالد بحاح،عن تساؤلات مشروعة حول الوجود المشبوه لقوات المنطقة العسكرية الأولى بوادي وصحراء حضرموت،في ظل الانفلات الأمني الفاضح التي تعيشها تلك المناطق،وتحول منفذ الوديعة الحدودي الى بؤرة للفوضى ووكرا لنافذين العابثين الباسطين عليه بالقوة.
أكد بحاح - في مقال نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك- ان علامات استفهام كبيرة تبرز حول من يتسبب في كل ذلك العبث بمناطق واد وصحراء حضرموت ولمصلحة من؟..ولماذا لا يتم استبدال المنطقة العسكرية الأولى بوادي وصحراء حضرموت بقيادة وجنود من أبناء المحافظة؟،مبينا بالمناسبة ان الكثير من أبناء حضرموت ينظرون لتلك القوات على أنها "قوات "احتلال" أفرزتها حرب 7/7/1994م،مشيرا الى تعزز "صورتها الغامضة ودورها المريب بولائها للانقلاب الحوثي في 6 فبراير 2015م الذي تمثّل بحضور قائدها السابق "الحليلي" وتأيده للإعلان الدستوري الحوثي الانقلابي، وهو الذي يحمل في عنقه قسما لهذا الوطن!"
وأكد بحاح أن "ضمن النجاحات التي تحققها قوات النخبة الحضرمية (المنطقة العسكرية الثانية) تسليمها حماية الشريط الساحلي لحضرموت الممتد لنحو 350 كلم، فقط تأهيل وتدريب 500 جندي من منتسبي قوات مصلحة خفر السواحل من أبناء المحافظة كان كفيل بذلك !!"، منوها في ذات الوقت الى تمكن جيش قوامه نحو 5000 جندي حضرمي قبل عامين في 24 ابريل 2016م من تحرير المكلا في ليلة وضحاها من عناصر القاعدة، في الوقت الذي أخفقت قوات المنطقة الثانية في نسختها الأولى وبعناصرها السابقة وعتادها وألويتها عن حماية نفسها ناهيك عن عمل شئ يذكر للدفاع عن المدينة والمنطقة.
وأضاف بحاح :"تدّعي المنقطة العسكرية الأولى تأيدها للشرعية وحمايتها للشعب.. يأتي ذلك في أطار تكتيكي لحماية نفسها، بينما عمليا وعلى الأرض يعاني الوادي من انفلات أمني فاضح، وتبرز علامات استفهام كبيرة حول من يتسبب في كل ذلك العبث ولمصلحة من".
واعتبر نائب الرئيس السابق ان "الغريب جدا أن هذه القوات تعمل تحت قوى نافذة في الشرعية ودعم من التحالف غير آبهه بحالة الإحتقان الشعبي تجاه هذه الوحدات العسكرية، وبخطوة شكلية تم انشاء "كتيبة الحضارم" تحت غطاء المنطقة، ذلك أنها جاءت لإمتصاص حالة الغضب وذر الرماد على العيون، وأكد أنه "كان الأولى أن تطمئن السلطات العلياء في البلاد وقيادة التحالف للمكاسب العسكرية والأمنية التي يحققها أبناء كل محافظة وتعطيهم المزيد من الثقة وتمد لهم الحق بحفظ أرضهم وأهلهم فهم أكثر غيرة وحرص عليها".
تصحيح التوازن السياسي والعسكري والأمني لاستقامة مشروع الدولة
وجزم رئيس الحكومة اليمنية الأسبق خالد بحاح بأن "مشروع الدولة الوطنية لن يستقيم دون تصحيح التوازن السياسي والعسكري والأمني، مؤكدا في ذات الوقت، ان حضرموت لن تكون جزء من أي اتفاق مستقبلي "شمالي أو جنوبي" قبل أن تكون مؤمّنة ومستأمنة على أرضها وأنسانها، وذلك ينطبق على كل المحافظات المهمشة كتهامة والمهرة وسقطرى وغيرها .
حضرموت تؤمن بالشراكة الوطنية الحقيقية
وأكد بحاح - في مقاله المنشور بعد يوم على مغادرته للمكلا بعد اجازة عائلية قضاها قرابة شهر مضى - أن حضرموت تؤمن بالشراكة الوطنية الحقيقية،وتفتح أبوابها للجميع في اطار العدالة والحقوق للجميع، كما أن الطريق لتحقيق ذلك تقع مسؤليّته على المجتمع الحضرمي بكل مكوناته وخاصة من بادر بتصدّر المشهد بمسميات كثيرة وآخرها مؤتمر حضرموت الجامع، فالمشهد اليوم ليس ترفي للوجاهة، بل مرحلة استثنائية لوقفة وطنية عملية تقاس بالنتائج.
منفذ الوديعة الحدودي بات بؤرة للفوضى ووكرا لنافذين بسطو عليه بالقوة
وأكد دولة الرئيس أن "منفذ الوديعة الحدودي هو الآخر بات بؤرة للفوضى ووكرا لنافذين بسطوا عليه بفعل القوة، وراحوا يتمددون في الأراضي بطريقة عبثية قل أن تجد بينهم من أبناء تلك المناطق المحيطة، في الوقت الذي تجري فيه عمليات تجنيد خفيّة لشباب من حضرموت والمهرة ويتم إرسالهم إلى جبهات الشمال في الوقت الذي يقصون فيه من حماية أرضهم !، الأمر الذي يفرض السؤال اللازم: أليس الأولى بتلك القوات الرابضة المتمثلة بالمنطقة الأولى في وادي حضرموت والمهرة أن تتواجد في الجبهات لتحرير نفسها من نفسها ؟
وجدد بحاح تاؤله قائلا:لماذا لا تسلم السلطة المركزية والتحالف منفذ الوديعة لقوات حضرمية ؟ فكما تم تأمينهم على حماية شريطهم الساحلي والمنافذ البحرية فمن الصحيح أن تكون لهم الأولوية في حماية حدود محافظتهم ومنافذها البريّة، كيف لا وقد أثبتوا انضباطهم وجاهزيّتهم وأمانتهم في فعل ذلك؟.