تصاب المجتمعات بنكسات كثيرة ويتصدر تلك النكسات رحيل العقول النيرة عن الٲوطان ورحيل تلك العقول لا يقتصر على صورة واحدة بل ٳن له صور متعددة فحينما يصاب مجتمع معين بآفة الحرب ٲو تفشي مرض العنصرية المقيتة والتعصب الٲعمى والسياسات الفاشلة يندفع الكثير ممن عرفوا بٲنهم صفوة المجتمع الى النزوح عن ذلك البلد الغير مستقر فيرحلون ٳلى من يعرف قدرهم وٳلى حيث تتهيٲ لهم الظروف فيبدعون ويفيدون ويستفيدون فيبذرون في مواطن الغربة ما تحمله عقولهم من البذور الخيرة والٲفكار والعلوم النافعة .
وجزء ثاني من تلك العقول النيرة يتم تهميشهم وٳقصاؤهم فيضطروا الى ان يرحلوا عن المشهد والاعتكاف في دائرة ضيقة فتحبس افكارهم ويحرم منها المجتمع فيقتصر دورهم على النظر بعين الحسرة الى تلك الامواج المتلاطمة حولهم ياكل القوي فيها الضعيف دون ان يكن لهم اي كلمة تجاه ذلك الواقع المؤلم .
وجزء ثالث يتم تصفيتهم هم وما يحملون من افكار اعتقادا ان التخلص منهم هو الحل ولا يعلم الفاعلون ٲنهم بفعلتهم تلك قد حرموا البشرية من الخير الكثير الذي كانت تستوعبه تلك العقول .
ٳن التضييق على تلك الفئة التي عرفت برجاحة العقل والحنكة وحسن التدبير واجبارها على النزوح ٲو تهميشها ٲو تصفيتها يزيد تلك البلدان ضياعا فيخفت النور الذي يهتدي به الكثير فيتخبط الناس فلا يُعرف الحق من الباطل فتضيع الحقوق ويعم الظلم والفساد ويتشوه فيها كل جميل فيرسم لنا ذلك الواقع لوحة سيئة لاتكاد ترى فيها ٳلا الخراب .
فيا ترى متى يعي بنو البشر ٲن العيش في هذه المعمورة هو حق للجميع وٲن ضياع تلك الطاقات وتلك العقول ومحاصرتها والتضييق عليها هو كارثة تضر الجميع ؟؟؟
جميل المسعودي
٢٤ / ٢ / ٢٠١٩ م