زار موجه تربوي سوداني ٳحدا مدارس ولاية الجزيرة بالسودان وأثناء زيارته مر أمام أحد الفصول, فوقع نظره على شخص يجلس على كرسي المعلم فظن ذلك الموجه أن الجالس هو من عامة الناس أو من أولياء أمور الطلاب, فتقدم إليه وسأله ,, هل أنت معلم في هذه المدرسة ؟؟ فأجابه لا .. والجالس هو الدكتور فهمي المسعودي متخصص في المناهج وطرائق التدريس , حضر إلى المدرسة للتنسيق مع إدارة المدرسة لاختبار أثر بعض طرائق التدريس الحديثة على التحصيل الدراسي , فقال ذلك الموجه وهو يظن أن الجالس لا علاقة له بالعمل التربوي,,( كيف طابت لك نفسك أن تجلس على كرسي المعلم ) فرد عليه الدكتور فهمي ,أنا اقصد أني لست معلم في هذه المدرسة,
وتم توضيح سبب قدومه للمدرسة وجلوسه في المكان الخاص بالمعلمين وانتهى الإشكال ، وذهب ذلك الموجه لاستكمال عمله في المدرسة ..
الشاهد أنني حينما سمعت بتلك القصة تذكرت حال الكثير من المعلمين في اليمن وما آل إليه حالهم ,, فالمعلم في اليمن قد أهين وضاع جزء كبير من احترامه لأسباب كثيرة بعضها يرجع الى المجتمع المحيط بهذا المعلم ,, والبعض الآخر يرجع الى المعلم نفسه,, فالكثير من أبناء هذا المجتمع نصبوا العداء للمعلم وقللوا من قيمته في عقول أولادهم,, وكان الواجب أن يغرسوا حب المعلم في أذهان أولادهم ويجعلوا ذلك جزء من سلوك الأطفال,, فاذا أحب الطلاب المعلم أحبوا العلم الذي يلقيه عليهم, وأما الجزء الآخر فيتحمله المعلم نفسه, فبعض المعلمين قضى على قيمته كمعلم بين أوساط طلابه بعدم إعطاء هذه المهنة حقها من الاجتهاد والالتزام بالواجبات الملقاة على عاتقه, فاستهان به الكثير.
فهذين الأمرين إلى جانب تردي الوضع المعيشي للمعلم ساهما بشكل كبير في إضعاف مكانة المعلم وهيبته, أدى ذلك كله إلى ضعف جزء كبير من التحصيل العلمي للطالب.
فالواجب الذي لابد منه أن يتم تعزيز مكانة المعلم في أذهان أولادنا حتى تتعزز ثقة الطالب بمعلمه وبالمعلومة التي سيلقيها ، كما أنه يتحتم على المعلم أن يترفع عن كل ما يقلل من مكانة المعلم وأن يكون قدوة للمجتمع ككل مهما كانت الظروف التي يعيشها .
جميل المسعودي
٤/ ديسمبر / ٢٠١٨ م