بعيداً عن وردية النظريات التي سمعناها مراراً وتكراراً من الحكومات الفاشلة سابقاً .. إلا أن الجميع بات يدرك اليوم ان احد اهم أخطاءهم كان في التشجيع "واقعياً" إلى هجرة الناس من الريف إلى المدينة، بل على العكس أنا أزعم ان البعض عمل بشكل خبيث ومكثف ضمن استراتيجية متكاملة خبيثه لتحقيق هذا الهدف المشؤوم >>> كيف ؟! ببساطة:
١/ هؤلاء المسؤولون (الفشلة/الخونة) انشغلوا بملئ جيوبهم طيلة العقود الماضية عن انشاء مؤسسات خدمية وصحية وتعليمية في الأرياف .. مما اضطر الكثير من الأهالي الهجرة من الريف إلى المدينة طلباً لتعليم او علاج أو القليل من رفاهية المدينة.
٢/ في الوقت الذي تتسابق فيه حكومات الشرق والغرب إلى دعم قطاعاتهم الزراعية باعتبارها الجزء الأهم في بناء الأمن الغذائي للشعوب .. وما يترتب عليه من استقلالية القرارات .. غاب الدعم الحكومي تماماً عن المزارعين في الأرياف .. لا إنتاجاً ولا تسويقاً .. وكل ما كنا نسمعه في النشرات المحلية لسنين هو محض افتراء لا وجود له على أرض الواقع.
٣/ تقاعس وزارات الإعلام العربية عن اداء دورها التثقيفي لا سيما للمجتمع الريفي .. وترسيخ أهمية بقاء معادلة التوازن المجتمعي الديموغرافي بين الريف والمدينة .. بل على العكس زرعت المسلسلات والأفلام العربية الساذجة في عقول الجميع ان المزارع/الفلاح هو أقل درجةً في المجتمع من ابن المدينة المتعلم وذلك من خلال إظهار المزارع دميم الخَلْق والخُلُق .. رثّ الثياب .. قليل الثقافة .. ساذج الكلام .. واظهار ابن المدينة وسيم المظهر .. نظيف الثياب .. مثقف .. و و و إلخ >> فترى والد العروس في الأعمال الدرامية يرحّب بابن المدينة إذا ما طلب الزواج ويرفض الفلاح لو طلب ذلك.
هناك العديد من النقاط الأخرى التي لا يتسع المجال لذكرها الآن .. ولكنني متأكد أن أغلب القرّاء الكرام يدركها تماماً، لذلك حان الوقت لنقول يجب ان يُصحح هذا الخطأ الفادح .. ويجب أن يُعاد التوازن السليم لجناحي المجتمع القوي .. لا سيّما إذا ما علمنا ان الهجرة العكسية من المدينة إلى الريف هو الحل الأنجح لمواجهة الأزمة المالية الكونية القادمة .. شاهدوا مقاطع الفيديو ادناه