سبعة عقودٍ عجاف، تلك هي الفترة الزمنية ما بين بداية عصر الجمهوريات العربية الأخيرة وإلى يومنا هذا .. سبعة عقودٍ من التخبط والانحدار التراجيدي المتسارع .. ولا حول ولا قوة إلا بالله
ولعل المتأمّل بعمق في ظروف وأسباب الانحدار لن يستغرق الكثير من الوقت ليدرك ان السبب وراء ذلك يكمن في الفساد المالي والإداري الذي صاحب وباء التصارع على السلطة والمناصب الحكومية .. هذا التحاسد - الذي أسموه ظلماً وزوراً تنافساً - كان بمثابة الورم الخبيث الذي كرّس مبدأ (من ليس معي .. هو ضدي) !
لكن >> وكما هو معلوم .. فقد آثر ذئاب الحكم في معظم الأحيان ان يتدثروا بصوف الغنم .. ويلجأوا إلى كذبة "الديموخراطية" لعلها تضمن لهم استمراراً مريحاً في الحكم .. فرأينا المُقِلّ منهم يُتْبِع فترة حكمه العقد بالآخر، رغمًا عن انف الدستور وأحياناً بموافقة مشرّعيه ! وهنا لا اعتقد ان أحداً سيخالفني الرأي في حقيقة ان "الأعراس الديموقراطية" التي عشناها سابقاً لعقود لم تكن إلا مجرد اتفاقات وليست انتخابات
وان كان الأمر كذلك >> فلم الإصرار على السير في نفق الجمهرة المظلم الذي اثبت فشله طيلة سبعة عقود عجاف ! لم لا يُغْلق باب الصراع على السلطة بمبايعة ملك .. ويلتفت الناس إلى تطوير وتنمية باقي القطاعات كالتجارة والصناعة والتجارة والتعليم والطب والخدمات وغيرها ! فهل ننتظر الآن العقد الذي فيه يغاث الناس !
هل أدركنا الآن أهمية حديث ابن عمر الذي قال فيه سَمِعْتُ رسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: مَنْ خلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّه يَوْم القيامَةِ ولا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ ماتَ وَلَيْسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتةً جَاهِليَّةً (رواه مسلم)
صدقت يا رسول الله