زادت في الآونة الأخيرة الشكاوى وتعددت من تصرفات بعض القوات الجنوبية، ما بين ظلم .. وبلطجة وسرعة جنونية في قيادة الآليات العسكرية، وبين غلظة في التعامل مع الجمهور، وقد تصل أحياناً إلى قلة الأدب من بعض الأفراد ونتمنى ان يكون ذلك استثناءً بالنسبة للعدد الإجمالي لهم.
ورغم ان كل ما ذكر سابقاً وأكثر هي اعمال مستنكرة ومرفوضة جملةً وتفصيلاً .. من قادة وأفراد الحزام أولاً .. وقيادة المجلس الانتقالي والشعب ثانياً .. إلا إنني ألتمس بعض العذر لهؤلاء .. كيف ؟!
في الصورة المرفقة جانب من طابور نظامي لشرطة دبي - وهي من أبهرت العالم وحققت في ذلك جوائز عالمية - وتعاملها مع الناس، وهو أمر نلمسه نحن من نقيم هنا ولم يخبرنا عنه أحد، وصورة شاص لابطالنا من قوات الحزام الأمني.
ورغم الفارق الكبير في مستويات الدخل .. والبيئة الحياتية التي يعيشها من في الصورتين، ورغم الإعداد الشُرطي والعسكري المتقدم .. وعدد الدورات التدريبية اللامحدود التي يحصل عليها الفرد في شرطة دبي مثلاً، إلا ان تأخر الرواتب القليلة أصلاً .. وشعور القلق المتواصل الذي يلازم البطل من ابناء الجنوب اثناء تأدية عمله تجعله متوتر طيلة الوقت، فهو يسير وهمّ مصاريف أسرته يلاحقه .. ناهيك عن الألغام أو تربص القتلة الذين ينوون بهم شرّاً .. في كل شارع وخلف كل منعطف.
ثم ان اغلب هؤلاء الشباب من الفئة العمرية مابين 18-30 سنه .. يزيد او ينقص .. بمعنى ان اغلبهم ولد ونشأ وترعرع في ظل الوحدة اليمنية، كَبُر فوجد أمامه اب مقهور كان عميد او عقيد متميز وسُرِّح من عمله ظلماً وجوراً .. أو موظف مرموق في وزارة او دائرة حكومية فهُمِّش وظلم في سنين الوحدة الفاشلة، فماذا تتوقعون ! هل نتوقع ان يتعامل أبطالنا مع الجمهور كما يتعامل أفراد شرطة دبي مثلاً !!! فلنصبر عليهم سيتعلم هؤلاء، وصدقوني سيكونوا من افضل الشرط والعسكر في العالم ان شاء الله .. لا سيما اذا ما علمنا ان هناك كثير من أفراد شرطة دبي جنوبيون أصلاً .. هكذا هي القاعدة املئ الوعاء عسلاً ستجده عسلاً .. وحتماً لن تجد في الوعاء عسلاً اذا ملأته أسيداً !!
في المقابل أوجه رسالتي لهؤلاء الجنود والشرطة، الظلم والقهر حل على الجميع .. ومن يتبلطج عليه بعضكم هم ضحايا مثلكم .. وهم اهلكم وناسكم فلا تكونوا انتم وظلم العدو عليهم،
قال تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ)
دمتم في طاعة