منذ ان كنت حديث السن وانا مستمع جيد للفن والطرب الجنوبي، كنت استمع لمحمد جمعة خان والموسيقار والفنان الكبير احمد قاسم وكنت دائما ماردد أغانيهم وادعو الأصدقاء من هم في عمري حينها للاستماع للفن العدني او الحنوبي بصفة عامة، كانت أغنية (ياعيباه) للفنان العملاق احمد قاسم تجعلني احلق مع كل صورة كان يرسمها لمسامعي،وعندما بدأت دراساتي الجامعية وتخصصت في الاعلام انتسبت لاحد الصحف المحلية كمتدرب وبعدها بفترة اسند لي القسم الفني والثقافي من هناء بدأت علاقاتي تتجدد مع الفن والثقافة الجنوبية، فالتقيت الفنان الكبير ابوبكر سالم وأجريت معه العديد من الحوارات الصحفية وكان حينها ابنه اصيل صغير السن وكان هو من يساعد والده في خدمة ضيوفه، المهم اصبح صالون ابو بكر الثقافي والفني محطة من محطاتي الأسبوعية، كان ابو اصيل فنان بما تعنية وفي جميع فروع الفن والإبداع، مطرب، شاعر، معلم، اديب، مثقف ثقافة عاليه، متقد الذهن سريع البديهة، إنما كلما تجالس ذلك الرجل يشعرك انه لايزال في عدن وحضرموت والمكلا حتى عندما يتحدث ينقلك بشكل سريع دون ان تشعر للجنوب، كان ابو بكر يتنفس الجنوب بكل احاسيسه،
في صالون ابوبكر التقيت بالعديد من مفكري ومثقفي وشعراء الجنوب، كان اجمل شاعر جنوبي المحضار هو من سبرت دواخله وتعرفت على مفرداتة وأدواته وكيف كان يرسم الكلمة بريشته التي تخطف القلوب والأبصار،لم يكن صالون ابوبكر محتكرًا على ابناء الجنوب بل كانت النخب السعودية من مفكرين ومثقفين ومسؤولين سعوديين ومن اعلى المناصب في الدولة شركاء اصليين في هذا الصالون، اتذكر عندما كان يدندن ابو بكر بأغنية (عادك الا صغير ) وقبل ان يتم تسجيلها ذكرت له ان هذه الأغنية يتحدث نقله في عالم الغناء العربي والجنوبي على وجه الخصوص وقال لي مبتسماً قد تكون مررت بهذه التجربة نظرا لحماسك الشديد لها، وقد اتفقت مع ابو اصيل حينها ان أصحبه في اول زيارة لعدن ولكن الله لم يشاء، بالرغم من فارق السن بيني وبين ابواصيل فضلا انني كنت في بدايات عملي الصحفي الا انه كان يتعامل معي كالصديق وأحيانا كالأستاذ، كان اخر لقاءجمعني مع ابو اصيل أمسية ثقافية فنية جمعنا فيها المخرج السعودي صاحب التاريخ والتجربة الغنية والثرية في عالم الإخراج لأستاذ عبدالله المحيسن في منزله في شمال المربع وكانت تلك الأمسية الجميلة تجمع موكبه من المبدعين ابوبكر والمبدع الكويتي الشاعر والفنان والأديب والمذيع القدير نجم عبدالكريم وصديقي العزيز الشاعر فايق عبدالجليل الذي اثرى الأغنية الخليجية بداية من أغنية ابعاد وحتى المعازيم وفي الجو غيم، ربطتني بعد تلك الأمسية علاقة قوية من ابو فارس فايق عبدالجليل سافرنا سوياً للقاهرة والبحرين والإمارات والتقينا في الكويت والسعودية عدة مرات حتى حين الغزو الغاشم للكويت كنت على صله وثيقة به وكان يهاتفني اثناء الغزو وينقل لي اخبار الكويت، ولم يكن يستقر في مكان واحد خوفاً من القوات. العراقية التي تريد القبض عليه، ولكن للاسف الشديد احد الخونة بلغ عنه المرتزقة العراقيين حينها وتم القبض عليه وترحيله للعراق وهناك اختفى، وبعدها وصلني خبر استشهاده رحمه الله.
نهاية الجزء الاول من مقالي
لماذا اعشق الجنوب