لا شك ان شبوة ارض عزيزة على كل جنوبي وهي الى جانب أهميتها الاقتصادية فهي قلب الجنوب النابض ومربط وصل المناطق الجنوبية مع بعضها وكل التضحيات من اجلها تهون مهما كانت جسيمة وكبيرة.
إلا أنه وفي هذا الأفق الملبد بغيوم الحرب فإن المبالغة في مقدار فائدة القضية الجنوبية من هذه الانتصارات الملهمة ليست في صالح القضية لأنها تدعو الى الركون الى امر مازال يلفه الغموض ويحيط به إحاطة السور بالمعصم وكل هذا يدعو الى اليقظة والحذر وليس الى الركون والاسترخاء.
ما حدث في شبوة حتى الان لم يترجم الى نصر سياسي لصالح القضية الجنوبية فمازال الخطاب هو الخطاب والمعركة هي ذات المعركة إعادة الشرعية وإحيائها وهي رميم.
التغيرات السياسية التي سبقت ورافقت الحملة العسكرية لألوية العمالقة الجنوبية كانت وستستمر حلول وسط بعيدًا عن الانتقالي والإصلاح واللذان هم قطبي رحى وبينهما ما صنع الحداد.
فالمرحلة في شبوة الان هي اعادة احياء المؤتمر الشعبي العام كحل وسط لكن في المحصلة وان كان يبدو الان مرحليا انه أقرب الى الانتقالي منه للإصلاح لكن من الناحية الاستراتيجية فان القواسم المشتركة بين الإصلاح والمؤتمر مهما بديا متنافرين أكثر من القواسم المشتركة بين المؤتمر والانتقالي لان كل الصراع الدائر الان هو حول الوحدة والانفصال وهو لب وجوهر القضية الجنوبية وهما اي الإصلاح والمؤتمر ذو نظرة واحدة لهذه القضية.
الامر مربك وضبابي وغير واضح الرؤية خاصة ان جزء كبير من القرار لا يملكه اليمنيين واشد ما اخشاه ان الانتقالي يربي ثعبان في عقر داره.
التحالفات لا تبنى بالنوايا وضرب الصدور ولكن باتفاقيات واضحة وجلية ومكتوبة تحدد الطريق الان قبل انتهاء المعركة لان البدايات غير مشجعة فطرف يقدم خيرة شبابه وآخر يحصد الثناء والشكر ويجير النصر لصالحه سياسياً.
ومع كل ذلك مرة اخرى لو لم يكن من معركة شبوة الا ان أنهت الظلم والإرهاب التي كانت تمارسه مليشيات الحوثي والإخوان ضد ابناء شبوة وإعادة وصل المحافظات الجنوبية ببعضها بعيدا عن هذه المليشيات لاستحقت فعلا كل التضحيات.