ثمة حالة جديدة تتشكل في مشهد صراع المحاور بمنطقتنا تختلف عن سابقاتها
وهيَ حالة تشبيك لصراعات المنطقة !
بربط بؤر التوتر الملتهبة فيها
وتوشيج دوائر الصراع ببعضها
يُعزىٰ ذلك للتحولات الجيوسياسية في خارطة صراع المحاور التقليدية التي اضحى تاثيرها يزداد بوضوح في الواقع الإقليمي
سواءً بالقوة الناعمة او الصلبة او بالتحالفات الجديدة الغير تقليدية او تلك المثيرة للجدل ..
واخرى مهيأة للتمدد من خلال اطرافها واذرعها من العراق الى لبنان الى سوريا واليمن الى فلسطين ومحاولة ربطها بقضية الصراع المحورية بالشرق الاوسط
وصولًا الى بوابة الصراع الاسلامي الاسرائيلي !
تقف المنطقة امام مقاربة جديدة بديلة
عن حصر النزاعات !
وسيناريوهات مفتوحة بفعل تمدد الازمات وعدم معالجة جذورها والأسباب الكامنة وراء الصراعات المعقدة بمنطقتنا وحلقات التسوية المفقودة فيها
الأمر الذي قد يؤدي الى تداخل ملفاتها
ومضاعفة تعقيداتها ويضيف تحديات جديدة للواقع الاقليمي المتازم أساسًا
ومن اهم إفرازاتها
-حالة التصعيد في الممرات المائية والمضائق الدولية الذي يهدد بتدويل ممرات الملاحة
-ومحاولة ربط الحرب والازمة اليمنية
بالحرب الاسرائيلية على غزة
الذي يقوض فرص السلام اليمنية
-التاثير على المسارات الاخرى في المنطقة السياسية والاقتصادية
لا احد يملك العصا السحرية لحل كل
قضايا وملفات المنطقة الشائكة
او الوقوف في طريق طموحات ومصالح المعسكرين الدوليين وحلفائهم في ظل نظام دولي مضطرب وغير متوازن او محدد الاتجاه
لكن محاولة مشابكة ازمات المنطقة
حتما سيخلق ازمة كبرى ليس لمنطقتنا بل ان تداعياتها واسعة على المصالح الدولية
دول المنطقة بكل ثقلها السياسي والاقتصادي والدبلوماسي ومكانتها بهذه المعادلة يقع على عاتقها مزيدا من الجهود والعمل المشترك الاستثنائي المتسق والمساعي الدولية والاممية
والتعويل هنا على الدور الوازن لبعض الدول في من بينها
المملكة السعودية ومصر العربية والجمهورية الايرانية والامارات العربية وسلطنة عمان والاردن
هذه الجهود والمساعي وان لم تكن قادرة على تغيير المشهد العام وضبط ديناميكية التحولات الاقليمية وتفاعلاتها الحادة
كان لابد من المحاولات المستمرة لاحتواء تمدد واتساع دوائر الصراعات وبؤر الازمات وكبح تداعياتها العابرة لحدودها ونطاقها المعهود ومجالها الافتراضي
لتجنيب المنطقة خطر الانزلاق لصراعات واسعة وحروب جديدة تضرب استقرارها وتنهك اقتصاداتها وتعيق تنمية شعوبها
