ثقافة البلد هي عنوان تحضره ورقيه وتقدمه ..أخلاقه وانسانيته ومسالمته وتعايشه ..
يُعرف المجتمع بتحضره من عدمه من خلال سلوك أبناءه وكياناته ومؤسساته ..
لكن
حين تأتي المتناقضات في لحظة واحدة .. يعيش المجتمع في حالة ضياع ..ويعيش الفرد في لحظة توهان فلا يستطيع تحديد هوية مجتمعه ولا مسار سلوكه ..
ثقافة الإنسانية والمسالمة والتعايش والتعاون والمدنية ثقافة رائدة عشناها في فترة من الزمن ..بحق لنا أن نفتخر بذلك ويحق لنا أن نتألم على فقدانه ..
لكن ..
من غير ثقافة البلد؟!!
حتى أصبح الفرد يعيش حالة تناقضات فضيعة ..؟!!
يفتخر الفرد ويشعر بالراحة حين يَرَ العدد الهائل من المساجد ..ولكنه ينصدم ويتالم حين يَرَ ويسمع تناحر الأءمة والخطباء.. وكل منهم يجر الناس إلى طرف من أطراف الزمبرك الذي قد ينفك ويصطدم طرفاه لاحداث الاصطدام المدمر ..
يفتخر الفرد ويشعر بالراحة حين يَرَ الطفرة النوعية في المستشفيات والمراكز الصحية ..وفي نفس الوقت يتالم بما يحدث فيها من سلخ واستثمار للمريض أو المصاب ..
يفتخر الفرد ويشعر بالراحة حين يَرَ العدد الهائل من الدكاترة والمتخصصين والاستشاريين من أبناء بلده ..وفي نفس الوقت يتالم بما يمارسونه من تجارة واستثمار في المجال الطبي ..
يفتخر الفرد ويشعر بالراحة حين يَرَ عدد الجامعات والكليات والأقسام والتخصصات ولكن يتالم حين يَرَ الكم الهائل من العاملين دون وظائف ..
والخريجين إلى الشوارع ..
يفتخر الفرد حين يَرَ ويسمع بعدد الرسائل والاطروحات التي تم ويتم مناقشتها وفي نفس الوقت يتالم بعدم تطبيق اي من تلك الرسائل على أرض الواقع .. وكان كل تلك الجهود فقط للرفوف والديكور ..
بل وصلت الحالة الثقافية للمجتمع إلى الحضيض حين يمر الناس تاركين شخص يتالم على قارعة الطريق فلا يستطيع أحد أن ينقذه فالقانون لا يسعفه ويتعرض للمساءلة والسجن والغرامة لجرم لم يرتكبه ويؤيد ذلك سلوك السلك العسكري والامني ...
تنوية ..
لا نقصد فرد أو كيان أو مديرية أو محافظة ..نكتب بشكل عام عن مشكلة استفحلت على طول البلد وعرضه وهي ثقافة الشيء ونقيضه .. ثقافة غير مألوفة يعاني منها الجميع ..
نكتب ونطرح السؤال الكبير الذي يسأله جميع الناس ..
من أتى بهذه الثقافة ومن فرضها ..؟؟!!
بل من غير ثقافة البلد ؟!!