احتشد الناس في الستين وفي السبعين وفي كل الجولات والميادين ..
نزل الخطباء والوعاض والمحرضون، ثم المشائخ والعلماء ثم القادة والوزراء ..
امتلأت الميادين وجائهم الوحي والتأييد أن سيروا على بركة الله فأنتم مؤيدون والقادم اجمل ...
سيروا ولا تتوقفوا فالقادم رخاء ..رخااااء ..
اتفقوا ولم يتفقوا .. وساروا ولكنهم تاهوا وتمزقوا ..
من كان في الغرب تحول للشرق ومن كان في الشمال هرب للجنوب ..
ومن كان على المنبر أصبح في اسطنبول ..
ومن كان في الساحة أصبح معاقاً..
ومن كان في الكهف جلس على الكرسي..
تغيرت الموازين وتبدلت الرايات واستبدلت العربات والمركبات ..
فمن كان على مدرعة ركب سيكل ومن كان على مصفحة هرب على دراجة ..
من كان يلبس العسيب لبس البرقع ومن كان له موكب هرب خلسة ..
تسللوا خلسة وتركوا كل شيء حتى مدخراتهم استبدلوها بعطايا وهبات الأشقاء والأصدقاء.. ومعونات الفقراء خلفهم ...
الان يريدون الآخرين أن يلحقوا بهم، فجمعوهم على صعيد حامي.. وما أشد حرارة حضرموت...
لكن المنبر يختلف فلم يعد منبر الحكمة اليمانية في وسط العاصمة صنعاء، وانما منبر سالي واخواتها ..
حضرموت وكل الحضارم أكثر إدراكاْ ووعياْ .. فحضرموت هي أول محافظة جنوبية رفضت ثقافة الشمال ..رفضت دخول القات رفضت التمليك أو التأجير أو التزويج ..
وهي أول محافظة قالت برع برع ...
أصحاب المنابر سياتون وسيجتمعون .. ويتجمعون ..
سيُلْقون الخطب والمواعظ والتحريض والتشجيع لهم ولافرادهم فقط .. أما أبناء حضرموت فيدركون ماذا يراد من حفلات الزار تلك..
حفلات الزار التي بدأت في صنعاء وانتهت بالخيبة والخراب والدمار .. بالتأكيد لن تتكرر في حضرموت فابناء حضرموت أهل علم وثقافة ووعي وإدراك وحكمة ..
وحكمتهم ليست كتلك التي على منبر الجامعة في صنعاء حيث تضيع الحكمة مع اول بوادر الفيد والنهب وسلوك الغوغاء، وثقافة التسليم والبيع والهروب بالجلابيات والبراقع ..
ثقافة أبناء حضرموت ثقافة حميرية تُبّعيّة ضاربة في التاريخ ومتجذرة في الجغرافيا ..
لن تتغير ولن تتبدل فالمدنية والتحضر والسلم والسلام مضاف لها العلم والعمل والإتقان ليست كتلك (الحضارة) التي عجز الآخرون أن يفرضوها في أوج قوتهم وجبروتهم ..
لاتجمعوا الناس على صعيد حضرموت فصعيدها حامي وما أشد حماه ..