وطني المدثر بالدماء والشقاء

وطني المدثر بالدماء والشقاء

قبل 10 ساعات
وطني لم يكن جنة الأرض التي أعيش تحت سقف نعيمها، ولم يكن قط بالوادي الخصيب الذي أجني ثماره وأستظل بفي أشجاره الوارفة وربيع ألوانه الزاهية ولكنه بكل ماتحمله الكلمات من معنى وطني الذي أعشقه حد الجنون، بجباله القاسية ورماله الجرداء وسهوله وسواحله وحواضره وبواديه، هو عندي لوحة فنية متفردة ليس لها مثيل إنه الشمس الأبدية التي لاتغيب ولاتظلم والشباب المتجدد الذي لايشيخ ولا يهرم هو أيقونة أستمد منها القوة والعزة والشموخ،لأجله ولأجله فقط دون غيره تقدم الأرواح قرابين في محراب الدفاع عن حياضه. هناك في بطون الأودية وشاهقات الجبال في الدروب المظلمة و لهيب الشموس الحارقة نقش الشهداء قصص حكاياتهم المؤثرة وكيف كانت بداية النهاية للخلاص من براثن قيود الاستبداد والإذلال لمحتل أتى من أقصى الشمال باسم الوحدة والدين ووشائج الأخوة التي طالما وضعناها أهدافاً لمستقبلنا المنشود منذ نعومة أظافرنا ولكننا للأسف الشديد صدمنا وبشكل لايتخيله عقل بحقيقة مريرة وهي إننا كنا مجرد فريسة أو صيد سهل للوحوش المفترسة التي أتت من أعالي الشمال بفكرها المتخلف ووعيها المريض وسلطانها المتجبر الظالم الذي يريدنا أن نكون عبيداً لخدمته وأرضنا مصدر الثراء المستدام الذي يستنزفه. ياله من محتلٍ غافل جاهل لم يقرأ ولم يستوعب من دروس الماضي بأن وطني لم يرضخ ولم يستسلم قط لغاصبي الأوطان ومستعبدي الإنسان إنه شعب جنوب غرب الجزيرة العربية متأصل الجذور والأنساب يعشق الحياة ويقدر قيمة الإنسان وبقدر مايعشق الحياة يعشق الشهادة والتضحية ذوداً عن حمى الوطن إنها سجايا وفطرة الإنسان الذي عاش على هذا النطاق الجغرافي منذ الأزل. لهذا السبب فالوطن يستولي على حنايا قلوبنا ويتربع عروش فكرنا وإبداعات عقولنا نجود لأجله بالأرواح رخيصه، ونصبر على شقاء المعيشة وضنكها ونأبى أن نفارق ثراه رغم كل ذلك آملين بل واثقين من قدرتنا على تغيير واقعه المؤلم بأرادتنا الصلبة وعقولنا الفذة وخيرات وطنا الوفيرة، كل هذه المقومات لاشك ولا محالة ستمكنا من رسم صورة غاية في الجمال لمستقبل وطنا الذي يقدر قيمة وآدمية الإنسان ويحفظ كرامته ويكفل حقوقه. حتماً سينبثق الفجر بعد طول انتظار فلم يعد للصبر من متسع.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر