يا قوم.. رحل الرجل الكبير عبدالرحمن فخري !

يا قوم.. رحل الرجل الكبير عبدالرحمن فخري !

قبل 8 سنوات

أكرهنا على الحزن والبكاء خلال شهر اغسطس الجاري برحيل اعزاء على قلوبنا: كابتن هرر وكابتن عوضين والشيخ بامشموس وعبدالرؤوف محمد سعيد وفيصل محمد عبدالله، واخر الاحزان كانت برحيل العزيز الغالي عبدالرحمن فخري فجر الاثنين 22 اغسطس 2016م عند ولده ادونيس في الولايات المتحدة الامريكية.

الرجل الكبير عبدالرحمن فخري من مواليد عام 1936م في قسم (c) بمدينة الشيخ عثمان في وسط كفاحي وابداعي ورياضي وتجاري حفل به هذا القسم العظيم (قسم سي) ففيه رجال المسرح والإبداع أمثال سعيد سالم يافعي (والد عصام) ومحمد عبده دقمي (والد حسين) واحمد عبيدو (والد محمد) ومن رموزه في الشعر محمد حسين جرادة وعبدالله فاضل فارع وفي الغناء محمد سعد عبدالله وانور احمد قاسم واسكندر ثابت ونجيب سعيد ثابت، ومن رموز اعماله المتنوعة سعيد محمد يافعي (عم الدكتورة سعاد عبدالحق محمد) والحاج سيف الشرجبي والوالي والوهيبي وحسين يافعي (عم الدكتورة سعاد) وعبدالحق محمد يافعي (والد الدكتورة سعاد) وعلي يافعي (عم الدكتورة سعاد) ومن رموز قسم (سي) في مجال التعليم: صالح حسن تركي وعلي زريقي ومحمد اسماعيل صوفي واحمد عبيدو ونجله عبدالله وعبده نعمان ومحمود سعيد نعمان، ولا ننسى في قسم (سي) ورشة حمدي مفتاح وصيدلية علي عبده حسن ومطعم علي احمد، ولا ننسى الجهبذ في القانون الدكتور عوض بن عوض مبجر، ولايفوتنا ذكر اهل الرياضة علي مقبل اوبلي واحمد صالح قيراط ومشتاق محمد سعد عبدالله وكابتن صالح سعيد احمد.

ثمة شهادة للتاريخ وهي أمانة في عنقي وأقول رحم الله إلام العظيمة خديجة سالم عبيد التي أنجبت ورعت وسهرت على تربية أولادها: عبدالرحمن فخري والدكتور نورالدين فخري والدكتور عبدالباري فخري وكامل فخري. من اراد معرفة المزيد من المعلومات عن قسم (سي) عليه مراجعة ما نشرته «الأيام» لي في سلسلة (رجال في ذاكرة التاريخ) حلقة (رجال «قسم سي» في ذاكرة التاريخ) العدد 3733 المؤرخ 1 ديسمبر 2002م.

الرجل الكبير عبدالرحمن فخري عرفته عدن مدرسا ناجحا للغة الانجليزية (وانا احد طلبته في المرحلة المتوسطة) وساهم في كتابة مواضيع لمجلة «المعلم» (التي كان يصدرها مركز تدريب المعلمينttc) ودفع ضريبة مواقفة الوطنية وكان ضمن أول دفعة تتعرض للفصل من الخدمة في سلك التدريس مع علي احمد حسن سلاحي وامذيب صالح عولقي وأخيه غير الشقيق علي عبدالله فخري عام 1958م.

 

الرجل الكبير عبدالرحمن فخري خريج الجامعة الامريكية في بيروت في ستينات القرن الماضي، وتدرج سريعا في مجال الوظيفة حتى وصل الى مرتبة قيادية آنذاك معروفة بـ(الوكيل الداعم permenant secretary) (العرف الإداري الراقي لعدن).

 

الراحل الكبير عبدالرحمن فخري من رواد الشعر الحر في عدن بل وجنوب الجزيرة العربية، فهذا الدكتور عبدالعزيز المقالح اديب وناقد وشاعر كبير كتب في فصلية (دراسات يمنية) العدد 83 أكتوبر /ديسمبر 2006م موضوعا موسوما (الشاعر عبدالرحمن فخري في مجموعته الشعرية / من الاغاني ما احزن الاصفهاني): «الشاعر عبدالرحمن فخري واحد من هؤلاء المجددين الذي كتبوا شعرهم او معظمه بمنأى عن الالتزام ببحور الخليل بن احمد، وشهادة حق فقد كان في طليعة رواد قصيدة النثر في اليمن، ولايخفي عدد من الشعراء الشبان او الذين كانوا شبانا بأنهم تأثروا به وحاولوا في بداية أمرهم محاكاة طريقته في الكتابة الشعرية، ليس على مستوى التمرد ضد الأوزان فحسب وإنما في بناء الجملة الشعرية المكتنزة بقدر من الغموض وفي اجتراح المغامرة المؤدية الى ابتداع نوع من المعنى المثير للجدل».

 

سعاد تنثر رذاذا على قبر والد ولديها

بقدر ما انجب قسم (سي) في الشيخ عثمان عبدالرحمن فخري فقد انجب ايضا السيدة الجليلة سعاد محمد (اختصار لسعاد عبدالحق محمد يافعي) التي سطرت قطعة ادبية خالدة لاتمل من تكرار قراءتها لأنها احسنت سباكتها او قل ان المعاناة تولد الابداع فقد خاطبت والد ولديها ادونيس وأناهيد، واستهلت معزوفتها التراجيدية بالكلمات الحرى التالية: «شريط طويل من حياتي يقفز بكل تفاصيله الان وانت تفارقنا يا ابا اولادي حزني مضاعف بحزن ادونيس واناهيد أولادك. ابكيك اليوم كثيرا لاني اعرف كيف كنت تعشق الحياة وتصحو في الصباح لتستحم وابيات شعر لك ولزملائك والمتنبي او المعري تطفو على صوت الماء».

ومضت سعاد تعدد اياديه البيضاء بأن يديها تفتحت على يديه وهي تطلع على ثقافات العالم، وعرفت منه اشعار ايليوت وطاغور ولوركا، واصبحت الموسيقى الكلاسيكية لها مذاقات خاصة في الاسرة وخاصة لدى ولده وولدها ادونيس.

السيدة الجليلة اعادت ترتيب حياتها لتستوعب مخزون الحزن الكبير الذي احدثه رحيل الرجل الكبير عبدالرحمن فخري ولتستوعب ايضا فلذتي كبدهما ادونيس وأناهيد، حيث اختتمت رسالتها: «الرحمة والسلام لروحك يا أبا أدونيس وأناهيد».

رحم الله الرجل الكبير عبدالرحمن فخري وعصم الله قلوبكم بالصبر يا آل عبدالله فخري ويا آل عبدالحق يافعي.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. الأسيف: تلميذك وزميلك نجيب محمد يابلي.

ملاحظة: اتوقع ان يبدي عدد من ابناء أو احفاد قسم (سي) عتبهم علي، إلا أن الحيز لا يسمح، فاعذروني أيها الاطلس العدني علي عوض واقص ورضا حقاني واحفاد الشيخ الحكيمي وحسن آذن واسماعيل نعمان وال الحربي، والقائمة طويلة.

دعوا صنعاء تتحدث عن رجالها

ودعوا قسم (سي) لوحده يتحدث عن رجاله!.

 

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر