رب ضارة نافعة ، الكل تجرع مرارة فساد وفشل وتواطؤ وخيانة شرعية الرئيس المؤقت هادي وحزب الإصلاح الإخواني المسيطر على القرار الرئاسي ، خمس سنوات عجاف على المملكة العربية السعودية والتحالف العربي والعالم ، مرت السنوات والتحالف يمني نفسه بالقادم الأفضل وصحوة ضمير من الرئيس المؤقت هادي وحكوماته وجيش مأرب الإخواني ، والنتيجة سلبية ومدمرة كالعادة وإنتهازية مفرطة .
قدم الانتقالي الجنوبي للسعودية والعالم فرصة ذهبية لا تعوض مطلقا من خلال حوار جدة ، دفعت السعودية ثمنا غاليا لشرعية الابتزاز الرخيص طيلة الاعوام الخمسة الماضية ، بسبب الفشل الاستخباراتي واللجنة السعودية الخاصة الاتي ظللتا البلاط الملكي السعودي بالرهان على الرئيس المؤقت هادي وحزب الإصلاح الإخواني المسيطر على القرار ونائب الرئيس الأحمر بحسم المعركة ضد مليشيات الحوثي الإيرانية وتحرير العاصمة صنعاء .
لقرب مأرب الإخوانية من صنعاء وقعت السعودية بالفخ وإستنزفت ماليا وسياسيا وعسكريا ولم تحرر أي منطقة يتولى إدارتها جيش التباب الإخواني ، مما أدى إلى تعاظم نفوذ وقوة مليشيات الحوثي وإستهداف العمق السعودي بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية الإيرانية ، وكان آخرها قصف منشآت أرامكو ، قصف أرامكو كان القشة التي قسمت ظهر بعير ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، وتعالي الأصوات المعارضة له في الأسرة المالكة السعودية ، مما أدى إلى تغيير جذري بالسياسة السعودية وإنتهاجها نهج الاحتواء بدلا من القبضة العسكرية والأمنية في شطري اليمن ، والاعتراف بسلطة الأمر الواقع والتعامل معهم كقوة على الأرض يصعب إزاحتها أو تجاوزها ، وهما مليشيات الحوثي بالشمال والمجلس الانتقالي الجنوبي في الجنوب .
كانت الولايات المتحدة الأمريكية سباقة بكشف الحلقة الأضعف بالشرعية المهترئة ، فقدمت مبادرة جون كيري في مسقط عمان لإزاحة الرئيس هادي ونقل صلاحياته الى نائبه ، وافقت على المبادرة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والإمارات ، ورفضت السعودية المبادرة ، وقد اخطأت السعودية بعدم دعم مبادرة كيري ودفعت ثمنا باهظا لذلك الخطأ الفادح .
اليوم السعودية بمواجهة مباشرة مع الرئيس المؤقت هادي وحزب الإصلاح الإخواني المسيطر على القرار الرئاسي بحوار جدة ، رفضت السعودية طلب حكومة معين المسيطر عليها من قبل نائب الرئيس بنقل العاصمة من عدن إلى عتق أو سيؤن أو أي مدينة محررة ، وأشترطت السعودية على الشرعية أما التوقيع على إتفاق جدة والعودة إلى عدن ، أو البقاء في عواصم الشتات مع تقليص الدعم اللوجستي على الجيش الوطني الإخواني والشرعية وتركها للمجهول ، وصلت المملكة العربية السعودية إلى مرحلة حرجة جدا قد تضطرها إلى عقد سلام أحادي مع مليشيات الحوثي ( سلطة الأمر الواقع ) .
إذن لا خيار أخر متاح للرئيس المؤقت هادي وبطانته وحكومته المهاجرة ، هيكلة الشرعية مطلب دولي قبل أن يكون مطلب شعبي أو إقليمي ، ولن يتحمل العالم مجاعة أو حرب طويلة تأكل ما تبقى من اليمن بسبب فساد وفشل وتواطؤ وإنتهازية الشرعية .
ولهذا سنشهد خلال الأسبوع المقبل بإذن الله تعالى مراسيم التوقيع على إتفاق جدة والعودة إلى عدن ، وبهذا يكون الانتقالي الجنوبي قد إنتصر لشعبه وقضيته والتحالف العربي والعالم ، ممن كان سببا بإطالة امد الحرب اليمنية وتعاظم نفوذ وقوة مليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن .