إن المشهد الثقافي الجنوبي ، الذي مر في الاونة الاخيرة ، بمخاض عسير، وفارق في نفس الوقت ، وذلك يعود الى التحول الطبيعي ، للبنية الثقافية ، والسياسية الجنوبية ، التي شهدها الوطن ، في السنوات القليلة الماضية .
تحولات كبيرة على جميع المستويات ، أهمها ، تشكل ملامح الجغرافيا السياسية والثقافية الجنوبية ، الممتدة من المهرة شرقا ، وحتى باب المندب غربا ، وذلك بمعزل عن البنية الثقافية اليمنية ، والتي سادت على مدى العقدين الفارطين، وربما قبل ذلك بكثير.
فخلال حقبة احتلال نظام صنعاء للجنوب ، إشتغل النظام انذاك ، على تفكيك السلسلة المترابطة من المصادر التأريخية الثقافية ، والتي تعود الى الجغرافيا الثقافية الجنوبية الخالصة ، وربطها بمصادر تاريخية يمنية & بمفهومها السياسي الحالي للكلمة &، وبمفاهيم حددها مسبقا ، هو والنخب المثقفة المأجورة ، التي عملت لصالح مشروعه التوسعي ، والتي كانت تروم إحداث تشبع لافكارها ، حتى يمنحها ذلك المشروعية الاخلاقية في احتلال الجنوب ، والهيمنة عليه، وتغيير هويته ، وانتمائه.
لقد لفت انتباه ، كثير من المراقبين العرب ، وربما الدوليين ايضا ، ماجرى من احداث اخيرة ، خلال الغزو الثاني للجنوب ،& في هذه الحقبة التاريخية الحديثة &، لفت انتباههم الى ان ، الحواضن الشعبية ، في النطاق الجغرافي الجنوبي ، لم تكن محايدة ، بل استنفرت لصالح مشروع بناء الهوية والانتماء الجنوبيين ، اللذين تشكلا من خلال ، حراكه الثوري التحرري ، والمتمثل بمكونات الحراك الجنوبي ، بمختلف روافده ، وبدأوا يتفهمون ويقرأون للمشهد الثقافي الجنوبي ، ويصفون عمليات التحول الثقافي الجارية فيه ، بأنها عملية ولادة لكيان جديد، لايقتصرتأثيرة وتأثره على الساحة المحلية بل يتعداه ليؤثر ذلك اقليميا ودوليا .
ومما يدل وبشكل أوضح على ذلك ما نراه على منصات التواصل الاجتماعي ، من تضارب لوجهات النظر وتباينها ،بين الأطياف الجنوبية الساعية لتحرير أرضها وفكرها من الهيمنة والاقصاء والتهميش ، ومن الفكر السائد قبلا ، ومن لازالو يعتقدون بوجود رابط ولو سياسي بين الكيانين ، الجنوبي والشمالي .
اكاد اجزم ، ان الصراع الثقافي ، بين البنيتين ، الجنوبية والشمالية ، اضحى واضحا ، ولا يقل شراسة ، عن الصراع العسكري ، والسياسي ، المحتدم حاليا،
وفي الاخير ،،،
فيما يتعلق بالقضية الجنوبية ، وبالحق الجنوبي المطالب ، باستعادة الدولة كاملة السيادة ، لا أعتقد ان المنطقة الرمادية هي التي ستنتصر في الاخير .& كما يأمل البعض& ، بل أعتقد أن إرادات الشعوب ،وأحلامها ، وطموحاتها ، وأمالها ، وان تأخرت لبعض الوقت ، هي من سيظهر للعيان ، من ذاك النفق المعتم .