غريبة تلك الذهنية التي يسير بها إعلامي السلطة أدواتهم في وقتنا الحاضر، فقد أكثروا نشر كمية كبيرة من فضلاتهم الوسخة والتي فيها الكثير من المغالطات التي اطلقتها أجهزتهم المحسوبة على النظام والممتلئ حتى فروة رأسه بالاشخاص الذين يدينون بولائهم الحزبي والعقدي للعقلية الاخوانية المتعصبة، وهذا مما يبعث على الخوف .
والحقيقة التي لا جدال فيها، هي ان هذه النخب الاعلامية خاوية تماما من كل شيئ ، ومرد ذلك انها غير مهنية وتميل بولائها للفكر الاخواني المتشدد، فهي وقد استولت على مركز القرار فيما يعرف بالشرعية، ليس همها اظهار الحقائق في طروحاتها وتحليلاتها التي تمطرنا بها ليل نهار في منصات التواصل الاجتماعي وبعض الصحف المحلية، بل تريدنا أن نستجيب لتلك النداءات المشبوهة للعقليات الفاسدة التي تسوغ لعدم مشروعية تطلعات شعبنا باستعادة دولته، وتود لو ندين بالتبعية المفرطة لشيوخها وبعض من تلطخت ايدهيهم بدماءنا.
لم نجد وعبر تاريخنا القريب - على الاقل- من أمسك بالسلطة وتخلى عنها بسهولة وهم سيكررون مافعله نظام صالح، سيشبعون رغباتهم الشيطانية وسيسعون الى اسقاط تلك العقلية الفاسدة على واقعنا الحالي. . .تحسبها للوهلة الاولى تمتلك ولو شيء من الحقيقة ولكن حينما تمعن إلى داخلها تجد انها لا تختلف بالمطلق عن النظام الذي سبقها، خاوية من الجلد إلى الجلد. والغريب انها تلبس أثواب الحرية والحياة الكريمة والدفاع عن الحقوق الانسانية والعيش الكريم وهي ابعد من ذلك، ومانراه منها سوى الدفاع عن الرموز النافذة والمعروفة لدى الجميع بفسادها.
بمعنى يحاولون اعادة انتاج ذلك النظام ولكن بوجوه مختلفة.
احيانا وانت تطالع وجوههم تغالبك شعور بعدم جديتهم واقتناعهم بما يقولون، فقط تعليمات تلقوها،فاستيقظوا من وهنهم يلوثون يومنا بنفخ غبارهم الاثم،.
ان ارضنا الجنوبية وعلى مدى العقدين الفارطين ابتليت بخيبات كثيرة، فقدت فيها ثرواتها، ومقدراتها الكثيرة، وابتليت ايضا باللصوص الذين استغلوا حالة الضعف والانكسار والمعاناة الذي شاب الجنوب بعد حرب صيف 94، فصادروا كل شيئ تقريبا، وعاثوا افسادا في البلاد، ولم ينجوا من ذلك أي شيئ ، لا أديم الارض ولا قيعان البحر، بل ولم تنجوا حتى أبسط المقومات الحياتية للإنسان الجنوبي.
يجب علينا ونحن قد ضحينا باغلى ما عندنا ان نلاحق هولاء المعتاشون حد التخمة من مآسينا وأوجاعنا، وخاصة وقد اصبح لدينا قبضة نفخر بها من نخب و أحزمة جنوبية؛
ونخرس الذين افرغوا احبارهم للتسويق للفساد والمفسدين .
أن هؤلاء الإعلاميين الحاملين العفونة بيد وبضمير يباع ويشترى عند أدنى إشارة،، ودون احساس بالوخز، باليد الاخرى، لهم مبعث اشمئزاز الجميع على نحو سواء،
شخصيات كرتونية تعوي دون أي التفاتة لما ستصنعه جذوة نارهم تلك من رماد.