كان قد مضى على ذهابي الى السوق نحو الساعتين تقريبا.
في الحقيقة كان همي ان لا أعود للبيت ويدي خالية ، ذلك ان زوجتي سليطة اللسان، لا تتوانا في تقريعي ما بقي من يومي وليلتي كلها، لذا احاول أن أجد عملا بقدر ما أستطيع. ولذا تراني جالسا القرفصاء في الظلال وبيدي القفة والمجرفة، أنتظر أن يأت احد المقاولين .
ولكن في الغالب لا يأت أحد .
لا افعل شيئا سوى الترقب ومعي عمال الأجرة اليومية والحمالين،.
تضل وجوهنا كالحة و أيادينا ناشفة ، ومحروقة .
اعود ادراجي وما أن اقترب من بيتي حتى ينفطر قلبي ، احسسته يحتضر ، صوتها يعلق في دماغي ويطرق كالمطرقة فيه ،
جاري قفزت خطاه الدرج درجتين درجتين، منحني التفاتة سريعة وتملص من محاولتي استيقافه:
- اسرع يا عبد الله فسوف يكملون توزيع المعونة
زفير حاد ينزف من صدري "ما حاجتي للتمر وأنا دون فراش ودون غطاء ووسادة ومنزلي عريان جهة السقف".
لن أذهب ولتذهب أنت وتمر الحثالةللمحيط.
أين انت يا عبد الناصر؟
أين سالمين؟
أين ( القصعة اللبن بدينار) ؟
نعم.
لن أذهب.
- اسرع يا عبد الله.
فأسرع وراه مهرولًا ،
ولاهثا .
اعود وبيدي تمرًا مملحًا، تمر المعونة، تمر وتراب.
الج إلى بيتي..
سمعت صوت افزعني .
صوت يأتي من أعماق بئر عميقة ،
صوت تقريعها المعتاد .
ما أحلئ تلك الابتسامة التي تصدر من فم صغيرتي المليء بالحجارة.
نعم ، تمر المعونة ، تمر وتراب