بعيدا عن جدل الخوض في النسب أو الأسماء المرشحة للحكومة القادمة، المسربة بعناية والتي استحوذت على تفكير واهتمام الرأي العام، والنخب السياسية فإن وضع الحكومة القادمة الذي أخذ عدة أبعاد ومحاولة تمييع المبدأ الرئيسي لها والمتمثل في المناصفة بين الشمال والجنوب، وهو مبدأ مهم جدا، لذا عمل الآخرون بشتى الطرق والوسائل تمييعه لأن المناصفة هنا تعنى التأسيس والتأصل للقضية الجنوبية واتجاه السير في حلها، لذا لاحظنا حجم الضغوطات على الرئيس هادي التي مارستها القوى الشمالية والقوى التي تقف ضد قضية الجنوب، بمحاولتهم اللعب على النسبة النصف المخصصة للجنوب بحيث لا تذهب للكيان السياسي المعترف به كممثل للقضية الجنوبية الأمر الذي تم الدفع بمكونات أو احياء بعض التجمعات الجنوبية بوصفها جنوبية حتى يتم إظهار الخلاف علنا وان الجنوبيين مختلفين اي بمعنى ليس لديهم هدف موحد. نعرف جيدا أن دوائر يمنية وخارجية اشتغلت على ذلك وحاولت الانتقاص من دور الانتقالي.
تجاه ذلك مارس الانتقالي سياسية النفس الطويل، ولم ينجر للمواقف التي كانوا ينتظرونها منه.
نعم لم يحصل الانتقالي لوحده على نسبة الخمسين في المئة كما خطط له بحيث ربما يبنون فرضياتهم القادمة على محاصرة ممثلي الانتقالي، وهنا نقول ونأمل من الشخصيات الجنوبية اي كان انتمائها في الحكومية فإن الضرورة السياسية وعصبوية الثقافة الشمالية ستجعل الجنوبيين في موقف موحد بإذن الله.
نقول على الانتقالي اليوم أن يصوب سياسته تجاه الداخل الجنوبي واليمني أيضا ومراجعة بعض المواقف السابقة بما تجعل منه قوة سياسية تتمحور حولها قناعات القوى الجنوبية بكافة واستيعاب النخب التي ربما أهملت بالأمس والسير في اتجاه إنجاز ما نص عليه اتفاق الرياض في تقوية معسكر الشرعية في مواجهة الحوثي ومحاربة الفساد وإعادة الأعمال ودمج القوات ليجعل من هذه النقاط مداخل حقيقية للمناورة واللعب السياسي تجاه تعزيزات التحالفات داخل الحكومة وخارجها لخدمة القضية الجنوبية اولا، وأنها اللازمة اليمنية ثانيا.