حضرموت والمطامع

حضرموت والمطامع

قبل سنة

محافظة حضرموت تعتبر اكبر محافظة جنوبية من حيث المساحة ويقطنها ابناء حضرموت الخالصون وان اختلط النسب نتيجة حروب واحتلال ازمنة غابرة سواء في ساحلها وشواطئها الممتدة على البحر العربي او في واديها الزراعي الخصب .. وقد عاش ابناء هذه المحافظة بحب ارضهم والمحافظة على نمط حياتهم في العيش الهادئ والمسالم ...

 

اما الان فيتم اقحام الحضارم في تجاذبات سياسية لاناقة لهم فيها ولاجمل .. وان مايحضر ويطبخ على نار هادئة لتمزيق وتقطيع واجتزاء من محافظات جنوبنا العربي من باب المندب الى ٱخر نقطة في المهرة وعلى وجه الخصوص محافظة حضرموت ومايجري فيها من حشد جماهيري باسم الجنوب وحشد اخواني عسكري تحت راية اليمن الواحد بمسمى جديد (دولة حضرموت وليس اقليم حضرموت الجنوبي) ... ماهي الا احلام مرسومة ومخططة في عقول اعداء استعادة الدولة (دولة الجنوب الفيدرالية) التي ستحظى بالعدالة الاجتماعية واعطاء كل محافظة حقها في العيش وتحكم من قبل ابنائها ... لا كما يدعي البعض بان الجنوب سيعود الى دستور ماقبل عام 90م بحزب شمولي واحد حامل الفكر الاشتراكي القديم ... متناسيا ان من يطرح افكار التقسيم الجنوبي هم المستفيدون من نهب ثروات حضرموت الجنوبية.

 

 

 

ان الذين يدعون الى استقلال حضرموت عن الجنوب ثلة من الحضارم متمسكون بمصالح سياسية خارجة عن المسار الجنوبي الواحد ومطامع مالية قد ينالون منها الفتات ان لم يحرموا نهائيا منها والتفكير ايضا في ضم شبوة والمهرة .. الغرض منها السيطرة على الثروات والمواقع الاستراتيجية المطلة على البحر العربي والمحيط الهندي في تلك المناطق وليس حبا او حرصا على المجتمع الحضرمي ...

 

 

واذا عدنا قليلا بالذاكرة الى الوراء (ماقبل الوحدة) وايام حكم الحزب الواحد ... كانت محافظة حضرموت .. يطلق علىها المحافظة الخامسة لاكتساب الخصوصية لكل محافظات الجنوب وفق الترتيب الجغرافي بدءا من العاصمة عدن (المحافظة الاولى) والتي حكم وعمل وتعلم فيها كل ابناء محافظات الجنوب من دون استثناء .. ومحافظة حضرموت بخلاف المحافظات الاخرى كانت تكتسب خصوصية متميزة بادارة شبه فيدرالية .. تحكم من قبل ابنائها .. بدءا من العامل البسيط الى الموظف مرورا بمدراء عموم وسكرتارية الحزب الى المحافظ ولم تكن يوما مهمشة كما يدعي المنافقون .. حتى القات تم منع تعاطيه في حضرموت بناء على طلب ابنائها من مشايخ وعلماء .. بالاختصار كانت محافظات شبوة وحضرموت والمهرة تحظى بخصوصياتها.

 

 

 

فدولة الجنوب الاتحادية القادمة بإذن الله ستحضى فيها كل محافظة من ادناه الى اقصاه بحكم ذاتي لا مركزي في اطار اتحاد جنوبي عربي .. او اتحاد دول جنوب شبه الجزيرة العربية او تحت اي مسمى وبتوافق كل المكونات السياسية والمجتمعية والشخصيات الاعتبارية لكل محافظة.

فنرجو ان يعي شعبنا الجنوبي من ادناه الى اقصاه كل تلك المشاريع التقسيمية والاقصائية ماهو الا ذر الرماد على العيون لرموز قيادية وقبلية شمالية بعد حرب 94م والغرض منها تفكيك وتمزيق اللحمة الجنوبية محاولة منها لتقويض حلم الجنوبيين في استعادة دولتهم .. والاطماع في نهب الثروات الجنوبية ..

 

ان تواجد القوات الشمالية بعدتها والويتها وعتادها العسكري الكبير ليس لحماية ابناء حضرموت وانما لحراسة قطاعات نفطية تم الاستحواذ عليها لرموز قيادية بعد حرب 94م الجائرة لتنهب الثروات واستلام عائدات البيع لتلك الرموز المستملكة لثروات البلاد ولاتعود بأي نفع .. لا لأبناء حضرموت خاصة ولا للشعب الجنوبي عامة ..

فهل يعي المغفلون والغافلون ذلك؟!.

كمال باوزير

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر